بصوت تغلب عليه نبرة الانكسار والهزيمة المدوية، وكأنه يريد أن يبلغ العالم أنه قد رفع الراية البيضاء، كان آخر ظهور لزعيم تنظيم داعش الإرهابى أبو بكر البغدادى فى سوريا، فى آواخر شهر سبتمبر الماضى، أى قبل تحرير مدينة الرقة من عناصر التنظيم التى كان يتخذها عاصمة له منذ 4 سنوات.
دعا "البغدادى" فى تسجيله الصوتى آنذاك عناصره إلى مواصلات العمليات الإرهابية فى أوروبا والدفاع عن المدن التى يسيطر عليها فى سوريا بعد هزيمة التنظيم وتطهير معقله فى العراق وبالتحديد فى الموصل وتلعفر .
ولم يمر شهر على هذا التسجيل حتى تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف الدولى من تحرير الرقة عاصمة التنظيم فى سوريا، وتطهيرها من كل الدواعش الذين كانوا يتمركزون فيها بغطاء جوى من دول التحالف التى بدأت حربها ضد داعش فى سبتمبر 2015.
وبعد سلسلة الهزائم التى تعرض لها التنظيم فى العراق وسوريا، يبقى السؤال أين اختفى أبو بكر البغدادى المطلوب الأول دوليًا؟ والذى كان يتنقل بين الموصل والرقة على مدار 3 سنوات كاملة .
وبعد تقارير غير مؤكدة بشأن وفاته، أكد مراقبون دوليون، على أنه من المرجح أن يكون "البغدادى" قد فر هاربا إلى الأراضى التركية، حيث تقدم السلطات التركية ملاذًا أمنًا لعناصر التنظيم الإرهابى وتسهل لهم الدخول والخروج من سوريا، علاوة على تقديم المال والسلاح اللازم لتنفيذ العمليات الإرهابية لإثارة الفوضى فى الشرق الأوسط.
وأضاف المراقبون، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان سيستخدم "البغدادى" لكى يدعو أنصاره لتنفيد هجمات إرهابية فى كلا من مصر وليبيا وتونس بعد الهزائم المتلاحقة التى منى بها التنظيم فى سوريا و العراق.
وأوضح المراقبون، أن استخدام "أردوغان" لـ"البغدادى" سيكون لفترة محددة وبعدها سيتم إعلان مقتله أو تسليمه للتحالف الدولى ليظهر بمظهر المكافح لداعش، وقد يستغرق ذلك عام أو عامين على الأكثر.
وأصدر التحالف الدولى، بيانا الجمعة الماضية، أكد فيه على أن مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سوريا ديمقراطية لا مركزية اتحادية يقوم فيها أهالى المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم، فى إشارة إلى إقامة حكم ذاتى فى المنطقة.
ويسعى الأكراد فى مناطق أخرى شمالي سوريا إلى تأسيس نظام فيدرالى فى الأراضى التى يسيطرون عليها، ويواجه مخطط إقامة نظام حكم فيدرالى فى شمالى سوريا معارضة من الولايات المتحدة وتركيا.
وأكد الرئيس السورى، بشار الأسد، الذى تحقق قواته تقدما بدعم عسكرى إيرانى وروسى، مرارًا أن الدولة السورية ستستعيد السيطرة على كامل البلاد، التى قسمتها الحرب منذ 6 أعوام.