أزمة نقص عدادات المياه تضرب 20 شركة

تركيب عداد مياه أصبح حلم كل مواطن، وذلك بعد ارتفاع أسعار تعريفة المياه، واحتساب التعريفة على إجمالى الاستهلاك بالنسبة للعمارات السكنية وخاصة المتواجدة فى الأحياء الراقية، وهو ما يدفع المواطن لدفع مبلغ مالى كبير نتيجة لاحتساب أعلى تعريفة للمتر.

أزمة نقص العدادات تضرب 20 شركة مياه

وكشفت مصادر مطلعة، عن وجود أزمة حقيقة فى توافر عدادات المياه داخل شركات المياه، مشيرة إلى أن هناك نحو 20 شركة مياه بمختلف المحافظات تعانى من أزمة نقص عدادات المياه، وغير متوافر بها سواء العدادات القديمة أو ذات الدفع مقدما، أبرزها شركة مياه الجيزة، والدقهلية، والقليوبية، والشرقية.

وأوضحت المصادر، أن شركات المياه تتلقى طلبات بصفة يومية من المواطنين يطلبون تركيب عدادات مياه سواء لوحدات سكنية جديدة أو وحدات قديمة ويرغب فى تركيب عداد منفصل لتفادى الوقوع فى شريحة استهلاك أعلى، لافتة إلى أن الشركة القابضة لجأت لطرح مناقصة لتوريد مليون عداد لسد الأزمة.

المناقصة الأخيرة تفتح باب الاستيراد

وكشفت المصادر أن المناقصة الأخيرة للعدادات تضمنت بعد البنود التى تهدد بالصناعة المحلية فى مصر، مشيرة إلى أن المناقصة الأخيرة فتحت باب استيراد العدادات الصينية، وهو ما يؤدى إلى توقف الصناعة المحلية وغلق المصانع.

وأشارت إلى أن هناك أكثر من 8 مصانع محلية لإنتاج عدادات المياه، منها 4 "قطاع خاص"، والأخرى قطاع عام وحكومى، تنتج أكثر من 2 مليون عداد سنويا، وهو ا يكفى احتياجات كافة شركات المياه بمختلف المحافظات ولا توجد هناك حاجة للاستيراد، مؤكدة أن قرار السماح بالاستيراد فى ظل ارتفاع سعر الدولار يعمل على زيادة الأزمة وارتفاع أسعار العدادات على المواطن واستمرار أزمة ارتفاع الدولار مقابل الجنيه.

العداد المصرى أفضل أنواع العدادات

وأشارت المصادر إلى أن كافة المناقصات السابقة الخاصة بتوريد عدادات المياه لم تتضمن استيراد عدادات مياه من الخارج، بل كانت مقتصرة على الصناعة المحلية، لأن العداد المصرى يعد من أفضل أنواع العدادات وقابل للصيانة وتغير قطع الغيار بالمقارنة بالعدادات الأخرى.

وحول المصانع المحلية، قالت المصادر إن أبرز هذه المصانع هى قها والمعصرة التابعة للإنتاج الحربى، ومصنعين آخرين، تابعين للقطاع الخاص، يعمل بهم آلاف العمال، وفتح باب الاستيراد يهدد بغلق هذه المصانع وتشريد العمالة.

ارتفاع سعر الصرف وراء تأجيل طرح المناقصات

ومن جانبه، قال المهندس مصطفى مجاهد، رئيس شركة مياه القليوبية، أن الفترة التى أعقبت قرار تحرير سعر الصرف، تسببت فى ارتفاع أسعار العدادات وهو ما تسبب فى قيام بعض رؤساء شركات المياه بتأجيل طرح مناقصات لشراء عدادات لحين استقرار الوضع، وهو ما تسبب فى وجود أزمة فى الفترة الحالية.

وأضاف المهندس مصطفى مجاهد، فى تصريح خاص لـ"برلمانى" أن كل شركة تتصرف طبقا لإمكانياتها المادية ومدى احتياجاتها، لافتا إلى أن الطلبات على تركيب العدادات فى تزايد مستمر نتيجة للتوسع العمرانى الذى شهدته المحافظه، فضلا عن زيادة أعداد محطات المياه، مشيرًا إلى أن الشركة فى حاجة لأكثر من 10 آلاف عداد حتى الآن.

قائمة انتظار بـ"مياه الجيزة" تصل لـ200 ألف عداد

وفى سياق متصل، قال المهندس حنفى محمد، رئيس شركة مياه الجيزة، إن هناك أزمة داخل الشركة تتعلق بتوافر عدادات المياه نتيجة لعدم توريد الشركات التى رست عليها المناقصات العدادات للشركة، لافتا إلى أن هناك قائمة انتظار بالشركة تصل لـ200 ألف عداد، مشيرًا لأن عدم التزام شركات التوريدات بالتعاقد تسبب فى أزمة كبيرة داخل مختلف الشركات.

ثبات معدلات الاستهلاك

من ناحية أخرى، وبما يتعلق بعدل استهلاك المياه بعد ارتفاع سعر التعريفة، قالت مصادر مطلعة إن معدل الاستهلاك شهد ثبات ولم يتراجع، رغم ارتفاع أسعار فواتير المياه، ولكن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاع عدد الشكاوى المتعلقة بالفواتير.