أكد الدكتور جمال شيحة رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب أن تعديل نظام الثانوية العامة سيكون بمشروع قانون مستقل، لافتا إلى أن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى لن يقوم بذلك منفردا لأن مشروع القانون بالتأكيد سيمر على البرلمان لمناقشته وإقراره.
وأشاد شيحة فى حواره لـ"برلمانى" بنظام البوكليت الجديد، مؤكدا أنه أنهى ظاهرة الغش الإلكترونى والجماعى، وساهم فى "دفن" شاومينج، لافتا إلى أن لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب هى صاحبة الفضل فى البحث عن وتفعيل نظام جديد للامتحانات بلقائها مع الهيئة القومية للامتحانات فى عام التسريب 2016.
وأضاف رئيس لجنة التعليم أن منظومة البحث العلمى فى مصر يُمكن أن تقود الدولة والمجتمع إلى الرخاء والرفاهية إذا تم وضع الأولويات للبحث العلمى وربطه بما يحتاجه المجتمع فى كل المجالات وربط مخرجات البحث العلمى فى الجامعات بحل مشاكل الدولة والمجتمع بإعطاء الجامعات الحق والحرية فى إنشاء الشركات والشراكات التى تُمكنها من تسويق براءات الاختراع الناتجة عن المشروعات البحثية ومشروعات التخرج.
وإلى نص الحوار:
ما هو تقييمك لنظام البوكليت الجديد.. وماذا أضاف للمنظومة؟
نظام البوكليت هو طريقة جديدة للتقييم تعتمد على الأسئلة المتعددة القصيرة لها العديد من المزايا، منها عدم الاعتماد على الحفظ وأسئلة كثيرة تغطى معظم أجزاء المنهج إن لم يكن كلها، فهى لا تترك وقتا للكلام والغش.
هل نجح النظام الجديد فى القضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات والغش الإلكترونى؟
نظام البوكليت يمنع الغش الإلكترونى حيث توجد 4 نماذج مختلفة الترتيب لنفس الأسئلة، وقد أثبتت التجربة العملية فى امتحانات الثانوية العامة هذا العام نجاحا باهرا عند التطبيق وتم دفن ما يسمى ب"شاومينج" منذ اليوم الأول للامتحانات، ولم يحدث غش إلكترونى، كما لم تعد المنظومة تسمح بأى تسريب مهما كان.
وهذا نجاح ساحق لهذه المنظومة، وقد ترافقت مع إجراءات صارمة لمنع لجان الغش الجماعى، وهو عودة إلى الانضباط فى العملية التعليمية برمتها وبداية جيدة لعدالة نظم الامتحان والتقويم مما يسمح بإعطاء المجتهد حقه وتكافؤ الفرص على أساس الاجتهاد وليس أى معيار آخر.
من هو شاومينج.. ومن يقف وراءه؟
لا أعرف من هو شاومينج، ولكن بالتأكيد الموضوع سياسى ومن يقف وراءه يريد إعطاء الانطباع بفشل الدولة المصرية، وقد استطعنا دفنه هذا العام وتلقين من وراءه درسا بليغا بأن الدولة المصرية قوية وقادرة.
ولابد من التنويه بأن لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب هى صاحبة الفضل فى البحث عن وتفعيل نظام جديد للامتحانات بلقاءها مع الهيئة القومية للامتحانات فى عز الأزمة عام التسريب 2016، وقد تبنى الفكرة الوزير السابق للتربية والتعليم الدكتور الهلالى الشربينى، ثم رئيس مجلس الوزراء، ولكن الفكرة وُلدت وتم تدعيمها فى لجنة التعليم بالبرلمان فى أغسطس 2016 وهذا للتاريخ.
البعض يرى أن الوزير يحلم بمنظومة جديدة لن يستطيع تطبيقها.. فهل تتفق معهم؟
نحن نحلم معه، وواجبنا أن ينجح فى تحقيق حلمنا بمنظومة جديدة للتعليم تعيد بناء الإنسان المصرى على مجموعة من القيم والثوابت الوطنية لتنتج إنسانا متعلما مثقفا قادرا على العمل والإبداع ومتسقا مع القيم الإنسانية والحضارة العالمية.
هل سيتم تغيير نظام الثانوية العامة .. وما هو شكل النظام الجديد؟
الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم سيكون موجود فى اجتماع اللجنة المقرر له 10 سبتمبر، وسيستعرض النظام الجديد من وجهة نظره، وحتى الآن لم تتبلور الرؤية بالنسبة لنا، وتغيير نظام الثانوية العامة سيكون بقانون مستقل وبالتأكيد سيمر على البرلمان، والوزير لن يعمل بمفرده، وسيضع أفكاره فى شكل مشروع قانون سيعرض على مجلس النواب.
لماذا تأخر قانون التعليم قبل الجامعى؟
ربما كان التعديل الوزارى هو العامل الأساسى، ولكننا فى لجنة التعليم سوف نبدأ فى طرح قانون جديد للتعليم فى دور الانعقاد القادم إذا تأخرت الحكومة أكثر من ذلك.
ما هو تقييمك لمنظومة البحث العلمى فى مصر؟
منظومة البحث العلمى فى مصر يُمكن أن تقود الدولة والمجتمع إلى الرخاء والرفاهية إذا تم وضع الأولويات للبحث العلمى وربطه بما يحتاجه المجتمع فى كل المجالات وربط مخرجات البحث العلمى فى الجامعات بحل مشاكل الدولة والمجتمع بإعطاء الجامعات الحق والحرية فى إنشاء الشركات والشراكات التى تُمكنها من تسويق براءات الاختراع الناتجة عن المشروعات البحثية ومشروعات التخرج، وهذا فكر جديد لم نتعود عليه ولكنه أصبح ضرورة إذا أردنا أن نتقدم حقيقة فى هذا المجال.
فى تقييمك.. من هو أفضل وزير للتربية والتعليم فى تاريخ مصر.. ولماذا؟
أفضل وزير تعليم فى تاريخ مصر من وجهة نظرى هو السيد كمال الدين حسين، كان هناك مسارح فى المدارس وكان التعليم منضبط، وهو من أقام مشروع رأس المال فى المدارس الثانوية الفنية لتحويلها إلى وحدات إنتاجية ونبنى عليه الآن ونعود إليه، وهذا الرجل لم يلقى حقه من التكريم، وأتمنى أن يُكرم إسم السيد كمال الدين حسين فى عيد العلم القادم، الذى شغل منصب نائب رئيس الجمهورية وكان عضو بمجلس قيادة ثورة يوليو وكان أحد أبطال حرب فلسطين ودرس فى الكلية الحربية أستاذ أركان حرب وزميل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، هذا الرجل من أفضل من قدموا للتعليم فى مصر، وأتمنى أن يُكرم هذا الإسم الكبير فى عيد العلم القادم، ومن وجهة نظرى هو من أهم وزراء التعليم فى تاريخ مصر.
ما هو ردك على من يطالب بإلغاء مجانية التعليم؟
عليه أولا أن يغير الدستور إذا استطاع، وسوف نقاومه بالتأكيد لأن مبدأ مجانية التعليم موجود حتى فى الدول الرأسمالية، وهو فى مصر مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية الحالية صمام أمان للسلم الاجتماعى، وعموما ليست هذه قضية مطروحة وليست على سلم أولويات النقاش العام.