الجمعة، 22 نوفمبر 2024 03:50 م

الأوقاف: الدورات التدريبية ليست إهانة.. الوزارة مطالبة بتعديل سياساتها وعدم التشهير بالمخالفين.. الإمام الأكبر يقضى على الفتنة.. وأحد الأئمة: "سباك عايرنى بالامتحانات فقررت المشاركة بالوقفة"

كواليس وقفة أصحاب العمائم بالأزهر

كواليس وقفة أصحاب العمائم بالأزهر
الثلاثاء، 07 نوفمبر 2017 04:00 ص
تحليل لؤى على

شهد الجامع الأزهر الشريف يوم السبت الماضى وقفة احتجاجية لـ326 إمام وخطيب مكافأة، وذلك بحسب سجلات أمن الجامع الأزهر، حيث قامت إدارة الأمن بتسجيل بطاقات الهوية للأئمة لدى دخولهم الجامع الأزهر، وانطلقت الدعوات بتنظيم وقفة للأئمة على عدد من صفحات "فيس بوك"، واستجاب لها عدد من الأئمة الذين يرون أن قرار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بتنظيم دورات تأهيلية وتثقيفية للأئمة، تعد إهانة لهم.

توافد الأئمة على صحن الجامع الأزهر الشريف وسط تواجد امنى مكثف تحسبا لوقوع أى مشادات بين الأئمة ورواد الجامع أو إذا ما قرر الأئمة الخروج من الجامع فى مسيرة حيث يعد مخالفا لقانون التظاهر، الدعوة لتنظيم الوقفة لرفض الأئمة الدورات التدريبية، بدأت عفوية واستغلت من قبل البعض وبدأ التخطيط واستغلالها لإحراج الدولة تزامنا مع انطلاق منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، وأيضا الوقيعة بين مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف، بالإضافة إلى خروج ومشاركة كل من كان له مظلمة ولم يستطيع الحصول على حقه، كذلك الذين يخشون أن تكشفهم الدورات التأهيلية ويظهر مستواهم العلمى الحقيقى، ولم يكن التحريض الإخوانى بعيد فقد استغل خروج أصحاب العمائم للمطالبة بمطالبهم وقام بالاصطياد بالماء العكر، لكن وعى الأئمة وإظهار حبهم لمصر من خلال ترديدهم "تحيا مصر" بالجامع الأزهر فوتت الفرصة، وانتهت الوقفة ولم تكتمل فكرة الاعتصام المفتوح.

 

أخطاء وزارة الأوقاف السبب 

 

بالتأكيد وزارة الأوقاف لديها أخطاء ادت إلى وصول الأمر لهذا المستوى، منها أن الوزارة اتخذت منهجاً خاطئاً فى التشهير بالمخطئين وذلك من خلال نشر اسمائهم على موقع الوزارة وبالتالى نقل وسائل الإعلام لتلك الأسماء، بل كانت الوزارة تقوم بنشر خبر الإحالة مرفقا بالأسماء قبيل ثبوت أى مخالفة على المحالين، كما أنها لا تنشر نتائج تلك التحقيقات سواء بالبراءة أو الإدانة، ورغم ذلك فإن انتهاج الوزارة لنشر أسماء المخالفين تسبب فى حالة من الضيق لدى الأئمة والذين رأوا أن الوزارة لم تراعى عائلات المحالين للتحقيق بالتشهير بهم وفضحهم، مطالبين بأن تكون تلك الأمور داخلية ولا تظهر لوسائل الإعلام، وألا تستغلها الوزارة فى الترويج الإعلامى بأنها تكافح الفساد، على حساب عائلات الأئمة أو الإداريين المدانين، فلذلك على الوزارة أن تبتعد عن منهج التشهير بالمخالفين.

 

 

إمام شاركت فى الوقفة بسبب معايرة سباك

 

أيضا من الاخطاء التى وقعت فيها وزارة الأوقاف هو استهانة القائمين عليها بالحديث عن الأئمة وإظهارهم للرأى العام بأنهم ضعفاء أو الحديث عنهم بصورة غير لائقة، حتى وإن كان الحديث عن ضعف بعض الأئمة هو صحيح فى مضمونه لكنه صدر صورة سيئة لدى الرأى العام عن الأئمة مما انعكس سلبا على تعامل المواطنين معهم، فقد تحدث أحد الأئمة بمرارة قائلا: "أنا إمام أحد مساجد محافظة الشرقية ولا يوجد مؤذن بالمسجد واعتاد أحد العاملين بمهنة السباكة الدخول للأذان وعند محاولتى منعه عن ذلك قال لى يا شيخ هيعملولك الامتحان امتى! مما أغضبنى وجعلنى أنتفض لكرامة وهيبة الأئمة رغم أنى سجلت للماجستير وعلى قدر كبير والحمد لله من العلم فقررت بعد ما قيل لى أن أشارك فى الوقفة لشعورى بالإهانة".

 

الوقيعة بين الأزهر والأوقاف

 

أشاع بعض المشاركين فى الوقفة أنهم مدعمين من شيخ الأزهر والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، حيث قيل إن شيخ الأزهر الشريف سيحضر للجامع الأزهر من أجل نصرتهم، وهو بالطبع ما لم ولن يحدث، فأشاع البعض أن الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر سيحضر ونقل مطالبهم لشيخ الأزهر فى محاولة للوقيعة بين الأزهر والأوقاف، وهو ما لم يحدث فبالرغم من توجه خمسة ممثلين من الأئمة إلى مشيخة الأزهر فى محاولة للقاء الإمام الأكبر إلى أنهم لم يستطيعوا مقابلته رغم تواجده بمكتبه وكان يعد الخطاب الذى سيلقيه فى روما خلال مشاركته بمؤتمر الحوار بين الشرق والغرب، وتم الاعتذار للأئمة وإبلاغهم بعدم استطاعتهم لقاء شيخ الأزهر.

 

 

استغلال الإخوان

 

وأثناء الجلوس وسط الأئمة وجدنا بعضهم وكأنه "حريف مظاهرات" ومن كان يشارك فى مظاهرات الإخوان يستطيع أن يعرف بسهولة أن الأسلوب الذى انتهجه البعض فى الوقفة هو نفس الأسلوب الذى كان يتبعه الإخوان، من خلال إشعال حماس المشاركين والبدء بترديد هتافات بالمطالب ثم الانتقال للهتافات ذات بعد سياسى والتى وصلت إلى المطالبة بإقالة الوزير، والطعن فى مجلس النواب معتبرينه أنه لم يقف بجوار الأئمة ودائما ما يصدر من اللجنة الدينية بمجلس النواب تصريحات من اعضائها يراها الأئمة تنقص من قدرهم.

 

تدريب الأئمة ليس عيباً

 

لاشك أن الدورات التدريبية والتأهيلية التى تعقدها الوزارة بهدف تثقيف أئمتها حتى يستطيعوا أن يواجهون أصحاب الدعوات المتطرفة والمتشددة، وذلك من خلال محاضرات ومعسكرات يحاضر بها كبار الاساتذة فى جميع التخصصات، الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف أكد أن الدورات المقامة تشهد مشاركة كبيرة من جميع الأئمة، مشددا على أن ابواب مكتبه مفتوحة لكل من له مظلمة، نافيا أن يكون عقد الدورات واجتيازها سيؤثر على الجانب المادى للأئمة، مشيرا أن الدورات راعينا فيها السهولة والهدف الارتقاء بالمستوى وليس الهدف التعقيد على الإطلاق.

 


الأكثر قراءة



print