الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:35 م

"BBC" تنشر صورا لقاعدة ضخمة جنوب دمشق.. طهران تعيد ترتيب أوراقها للانفراد بالملعب السورى بعيدا عن الحليف الروسى.. ونفوذ الحرس الثورى بسوريا يربك حسابات إسرائيل

هل تنشئ إيران قاعدة عسكرية فى سوريا؟

هل تنشئ إيران قاعدة عسكرية فى سوريا؟
الإثنين، 13 نوفمبر 2017 02:35 ص
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

فى الوقت الذى اتفقت فيه القوى الكبرى على قتال تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا واللجوء إلى الحل السياسى بحسب مخرجات بيان الرئيسين الأمريكى والروسى خلال لقاء لجمع بالرئيسين على هامش قمة إقليمية فى فيتنام، فيما يبدو أن التوافق الأمريكى الروسى فى سوريا بدأ يقلق إيران اللاعب القوى فى الميدان السورى الذى يسعى للتغلغل بشكل أكبر فى سوريا للاحتفاظ بأكبر قدر من أوراق اللعب فى الأزمة السورية.

 

ومع تصاعد التوتر فى المنطقة والتصعيد ضد حزب الله اللبنانى المدعوم من إيران، قد تفكر الأخيرة فى انتزاع كروت جديدة فى سوريا تسهم فى احتفاظ طهران بخطوط امداد استراتيجية فى الأراضى السورية تصب فى لبنان حيث حزب الله، وكشف صور التقطها القمر الصناعى عن إنشائها قاعدة عسكرية فى سوريا تستغلها للغرض نفسه.

 

 

هل هذه قاعدة عسكرية إيرانية؟

 

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية BBC من خلال تقرير نشرته بأن إيران تقوم بإنشاء قاعدة عسكرية ضخمة فى جنوبى العاصمة السورية دمشق، ونشر الموقع صورا لموقع فيما يبدو أنه ثكنة عسكرية أنشأتها إيران فى سوريا، وقال الموقع أن المكان يستخدمه الجيش السورى وهو فى صحراء خارج مشاع مدينة "الكسوة" البعيدة فى ريف دمشق بأقصى جنوب سوريا 14 كيلومتراً عن عاصمتها، وأكثر من 50 عن الجولان المحتل.

 

صورة بالقمر الصناعى تظهر قاعدة عسكرية فى سوريا
صورة بالقمر الصناعى تظهر قاعدة عسكرية فى سوريا

 

وأوضح موقع BBC أن الصور مأخوذة من مؤسسة DigitalGlobe من مقرها بنيويورك حيث طلبتها هيئة الاذاعة البريطانية لإستخدامها مادة صحفية للنشر، وبحسب تقرير للعربية، تظهر فى الصورة سلسلة أبنية عريضة بارتفاع قليل، كأنها "مخصصة للعربات ولسكن الجنود" وبمقارنتها مع ثانية تم التقاطها فى مايو الماضى، يتبين أن مبانى ومنشآت جديدة ظهرت فى الموقع "الذى يصعب معرفة الهدف منه تماماً، كما يصعب التأكد من الحضور العسكرى الإيرانى فيه".

 

 

الصورة تظهر ثكنات عسكرية
الصورة تظهر ثكنات عسكرية

وطبقاً لما ذكره BBC فى تقريرها التحليلى للصور أن الصور "تخلو من أى إشارة إلى وجود سلاح غير تقليدى، وهذا يعنى أن ما فيها هو مساكن للجنود ومرائب للعربات". وفى تقرير هيئة الإذاعة البريطانية نقل عن أحد المصادر الذى قال إنه من المحتمل أن يكون كبار المسئولين العسكريين الإيرانيين قد زاروا المكان فى الأسابيع الأخيرة. وأن مبانى جديدة تم رفعها فى الأشهر الستة الأخيرة، وأخرى موجودة تم تحديثها. كما لا شىء يشير فى الصور إلى أن أحد المبانى مأهول حالياً أو يتم استخدامه.

صورة جديدة التقطت فى مايو الماضى
صورة جديدة التقطت فى مايو الماضى

 

 

 

إيران تلتزم الصمت

 

اللافت أن الصور التى بدأت بالانتشار أوائل نوفمبر الجارى، منذ الكشف عنها أخذت الصحف العالمية فى مناقشتها فى تقاريرها، وعكفت المراكز البحثية على دراستها وتحليلها لإثبات صحتها من عدمه وإصدار تقاريرها الاستراتيجية إلى الأنظمة للتعامل مع المتغيرات الجديدة فى الساحة السورية، إلا أن الجانب الإيرانى التزم الصمت لم يصدر أى تصريح يؤكد أو ينفى عن وجود قاعدة عسكرية قيد الإنشاء فى سوريا، على غرار نفى رسول سنائى راد، المساعد السياسى لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى مارس الماضى، بناء بلاده قاعدة عسكرية فى مدينة اللاذقية غرب سوريا التى تضم قاعدة حميميم الجوية الروسية.

 

 

طهران تعيد ترتيب أوراقها وتخشى خيانة روسية

ويبدو أن طهران الممسكة بخيوط الأزمة السورية منذ 6 سنوات بدأت تعيد ترتيب أوراقها فى سوريا، وبدأت تحضر للانفراد باللعب وحيدة على الأراضى السورية، وعدم الثقة فى الحليف الروسى، بعد أن حمل اللقاء الاول الذى جمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسى فيلادمير بوتين، على هامش قمة دول مجموعة العشرين فى مدينة هامبورج بألمانيا يوليو الماضى، رسائل سلبية بالنسبة لصانع القرار فى إيران، الذى يخشى أن تدير موسكو ظهرها لحليفها طهران، ويتم تهميش دورها فى سوريا، هذه المخاوف تجددت لدى إيران بعد اللقاء الوجيز للرئيسين على هامش قمة إقليمية فى فيتنام نوفمبر الجارى، حيث اتفقتا فى على أن "لا حل عسكريا"، فى سوريا.

 

تحرك إيران يربك حسابات إسرائيل

تحركات إيران فى سوريا دائما ما تربك الحسابات الاسرائيلة، التى كل ما يشغلها هو اخراج الوجود الإيرانى من سوريا، فكلما تغير ميزان القوى فى الأزمة السورية لصالح الرئيس السورى بشار الأسد، كلما تعاظم دور إيران داخل سوريا، وامتداد نفوذ طهران إلى المنطقة الحدودية مع هضبة الجولان المحتلة، الأمر الذى يثير مخاوف إسرائيل، على نحو ما صرح رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، لوزير الدفاع الروسى، سيرغى شويجو، حين زار القدس المحتلة فى أكتوبر الماضى، قائلا "تحاول إيران تثبيت نفسها عسكرياً هناك، لكننا لن نسمح لها بذلك".

 

وهناك إشارات عديدة تشير على المخاوف الإسرائيلية من إنشاء إيران قاعدة عسكرية داخل سوريا، منها ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى مارس الماضى حيث أبلغ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مارس الماضى، خلال لقائه فى موسكو، أن إيران اتفقت مع بشار الأسد على بناء قاعدة عسكرية وتدشين ميناء عسكرى على بعد 50 كيلو مترًا من اللاذقية، الأمر الذى نفاه المساعد السياسى لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى.

 


print