وبعد شائعات احتجاز رئيس الوزراء اللبنانى المستقيل ، سعد الحريرى ، داخل المملكة العربية السعودية، والتى حاولت إيران وحزب الله من خلالها الترويج إلى أن استقالته تمت بناءً على ضغوط خارجية ، خرج الحريرى مساء أمس فى حوار المكاشفة الذى فضح خلاله ما يحاك ضد لبنان من مؤامرات بهدف ضرب العلاقات اللبنانية العربية فى مقتل.
حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبنانى
وفى تصريحات خاصة ، قال الدكتور توفيق هندى المستشار السابق لقائد حزب القوات اللبنانية ، سمير جعجع ، إن ما تردد عن احتجاز الحريرى داخل المملكة "شائعة إيرانية روجها حزب الله" ، بهدف الزعم بأن استقالته كتبت تحت ضغط وهذا غير صحيح.
وأضاف هندى لـ"اليوم السابع" أن إيران تسعى لإشعال الفتن بين لبنان ودول العالم العربى بهدف بسط نفوذها وتعزيزه فى الشرق الأوسط، إلا أن حوار الحريرى أمس على قناة المستقبل أحبط الكثير من تلك المخططات، وكشف بما لا يدع مجالا للشك أنه ليس محتجزاً وأنه فى السعودية بكامل إرادته ، مؤكداً أن المملكة لا يمكن أن تقدم على مثل هذه التصرفات التى تتنافى مع العقل والمنطق، وأن من يريد أن يفهم الحقيقة ليس عليه سوى الرجوع قليلاً إلى التاريخ ليفهم مواقف أطراف الأزمة الحالية وتحركاتهم.
واستطرد السياسى اللبنانى: حوار الحريرى حمل حزب الله المسئولية الكاملة عما وصلت إليه الأوضاع داخل لبنان ، وجميعنا نأمل أن يستجيب حزب الله وينأى بنفسه عن إشعال الحروب فى الدول العربية"، لافتا إلى أن الحزب أخطأ عندما قال إن الدستور ينص على تقديم الاستقالة فى بيروت عما سواها، فالدستور لم ينص على ذلك لكنه عدد حالات الاستقالة فقط ، وأعتقد أنه بذلك أراد مراعاة موقف حزب الله وميشال عون فقط.
الحريرى فى ضيافة الملك سلمان
وأشار هندى، إلى أن الحريرى فى بداية الحوار قال إن التسوية داخل لبنان كانت قرار صحيح والواقع يثبت العكس ولكن من بين السطور نستطيع قراءة ، أن الحريرى أراد التلميح بأنه لا يمانع العودة إلى لبنان لإصلاح بعض الأمور فى هذه التسوية، والعدول عن الاستقالة، ولكنه ربط هذه الخطوة بأن ينأى حزب الله بنفسه عن التدخلات فى المنطقة والمقصود اليمن لأن إيران أصبحت تستخدمها قاعدة لتهديد الدول العربية مثلما شاهدنا فى إطلاق الصاروخ الباليستى على السعودية.
وأكد هندى فشل التسوية التى تمت العام الماضى وبناء عليها أصبح ميشال عون رئيسا وسعد الحريرى رئيس وزراء ، بل إن حزب الله من خلال هذه التسوية وضع يده على لبنان وأصبح متحكما فى مصيرها، مشيرا أن هذه التسوية قامت على فرضيات خاطئة أهمها أن حزب الله لا يريد ميشال عون والواقع أثبت العكس إن الحريرى وسمير جعجع قائد القوات اللبنانية ظنوا خطأ أن ميشال عون سيكون وسطيا بين التيار السيادى بلبنان والتيار الإيرانى وسيكون أيضا وسطيا على المستوى الإقليمى بين إيران والسعودية وهذا لم يحدث فهو منحاز لإيران وحزب الله فى مقابل السعودية.
ويضيف هندي أن عون لم يتطرق للحديث عن الأسلحة غير الشرعية لحزب الله بل قال فى تصريحات سابقة له إن سلاح المقاومة سيظل بأيد حزب الله إلى أن تحل مشكلة الشرق الأوسط "إسرائيل وفلسطين".
وتابع توفيق فى تصريحاته، أن نبرة "عون" تغيرت فى الحديث عن حزب الله فأصبحت تميل للمهادنة والتلميح بإمكانية عودته للبنان فى حال أن التزم حزب الله وإيران بالنأى عن النفس بالتدخل فى اليمن وتهديد أمن المنطقة العربية، وأنا أرى أن التلميح بإمكانية مناقشة التسوية والرجوع للتفاوض مرة أخرى مع حزب الله لا يناسب خطورة المرحلة وتطور الفعل الإيرانى لن يجدى مع حزب الله المرتبط عضويا بحزب الحرس الثورى فى إيران وينفذ أجندته التوسعية المتطرفة حتى وإن تعارضت مع مصلحة لبنان.
مرشد إيران والحرس الثورى
وأكد توفيق أن هناك احتمالات بتزايد نفوذ حزب الله فى اليمن مع تزايد انكماش داعش فى سوريا العراق وهناك تهديد كبير من إيران للمنطقة العربية وبشكل خاص الخليج ليس هذا فحسب بل إيران تستخدم الشيعة فى البحرين و السعودية من جهة أخرى لإشعال الحرب الداخلية، ومن ثالثة تضغط فى العراق وسوريا واليمن.
وشدد توفيق هندي على أن إيران خطر كبير لابد من الوقوف فى وجهها والحل فى توحد المقاومة والجبهات الداخلية بلبنان وعزل حزب الله من السلطة وبهذا يفقد الغطاء الشرعى له ، فأكبر خطا الدمج بين السياسيين وأعضاء حزب الله، خاصة بعد أن أعلن "ولايتى " مستشار المرشد الأعلى بإيران حينما زار الحريرى قبيل الاستقالة أن كل الانتصارات التى تحققت على داعش فى لبنان وسوريا والعراق ترجع لمحور المقاومة فهو بذلك وضع لبنان ضمن هذا المحور.
وعن تفسيره لدوافع الحريرى للاستقالة، قال هندى فى ختام تصريحاته أنه أراد أن يضغط على حزب الله ليتوقف عن التدخل فى الشئون العربية وتهديد أمن المنطقة .