يعتبر مشروع الاستزراع السمكى ببركة غليون بكفر الشيخ، والذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى، من ضمن المشروعات الاقتصادية الأهم التى تستهدف الأمن الغذائى وسد العجز إنتاج الثروة السمكية، وصولا من الاكتفاء إلى التصدير، نطرح هنا سؤالا حول تأثير هذا المشروع على أسعار الأسماك مقارنة بمتوسط الاستهلاك السنوى فى السوق.
"غليون" يسد 6% من احتياجاتنا
"برلمانى" حاور أحمد جعفر رئيس شعبة الأسماك حول المشروع، حيث قال "إن المشروع يقدر حجم إنتاحه 120 ألف طن سنويا، أى أنه يقترب من 6 % من حجم الاستهلاك السنوى لمصر، وهو خطوة تتزامن مع خطوات أخرى مثل التوسع فى مشروعات الاستزراع، إلى جانب اتجاه الدولة لتطهير بحيرة المنزلة"، مؤكدا أن كل ذلك خطوات تقودنا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مدة أقصاها 3 سنوات".
وكشف رئيس شعبة الأسماك، أنه بعد ارتفاع أسعار الأسماك فى مصر خلال شهر يونيو، فإن رئاسة الجمهورية طلبت من شعبة الأسماك بإعداد مذكرة عن كل سلبيات قطاع الصيد، وأسباب ارتفاع الأسعار، وبالفعل رفعنا المذكرة عبر غرفة القاهرة للرئاسة والتى اهتمت بصورة كبيرة بهذا الملف، حتى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدث حول أهمية تطهير البحيرات وكذلك تكلفتها، وذكر بالتحديد بحيرة المنزلة والتى تتخطى تكلفة تطهيرها 40 مليار جنيه.
وبشأن ما احتوته المذكرة التى تم رفعها لرئاسة الجمهورية حول مشكلات قطاع الأسماك، أوضح جعفر، أن الشعبة طالبت بوقف التصدير نهائيا حتى تنخفض الأسعار، ولكن تم فرض رسوم صادر على الأسماك بواقع 12 ألف جنيه، حيث تم مد القرار حتى أغسطس 2018، ورسم الصادر على السمك كان كبيرا مقارنة بسعر الكيلو، وهو ما أدى إلى الحد من التصدير، وتسبب ذلك فى حل جزء كبير من مشكلة ارتفاع الأسعار والتى تراجعت ما بين 35 إلى 40 % فى الأسواق خاصة البورى والبلطى".
وتابع أحمد جعفر، أن سعر البلطى والبورى وقتها تراوح سعره فى الجملة ما بين 60 إلى 70 جنيها، واليوم وصل سعره إلى 20 جنيها، إذن الحوار حول الأزمة وقتها أدى إلى نتائج إيجابية جدا، نتيجة الاستجابة من رئاسة الجمهورية وتدخلها فى الأزمة".
تطهير بحيرة المنزلة يوفر 40% من احتياجات السوق
وبشأن تأثير مشروع بركة غليون على قطاع الأسماك ككل، أشار "جعفر" إلى أن مشروعات الاستزراع السمكى هو إنتاج بتكلفة وليس إنتاج سهل مثل الصيد من النيل أو البحيرات لأن مكونات العلف نستوردها، والرئيس أعلن عن مشروعات أخرى على محور قناة السويس إلى جانب تطوير بحيرة المنزلة والتى تصل مساحتها إلى 750 ألف فدان وحاليا تآكلت للنصف، وتطهيرها سيغطى من 30 إلى 40 % من استهلاك مصر كلها والمقدر بـ 2مليون طن سنويا".
وحول استيراد الأسماك، قال جعفر "إن الاستيراد جديد على مصر، وفى الماضى كنا نستورد أسماك الهرنج والمكرل لعدم وجودها فى مصر لظروف الطقس، لكن أزمة التعدى على البحيرات فى آخر 10 سنوات، أدى إلى التوسع فى الاستيراد، لتعويض الفاقد فى الإنتاج المحلى، وأزمة سعر السمك ظهرت بعد تحرير سعر الصرف، إلى جانب الارتفاع فى الأسعار عالميا وزيادة الاستهلاك".
25 % تراجع فى الأسماك خلال 4 أشهر
وحول تأثير المشروع على أسعار الأسماك، أكد "جعفر" أن إنتاج بركة غليون يحل 5 % من الأزمة الحاليا، ونشير هنا إلى أنه لابد أن يفهم الجميع أن دورة الإنتاج فى الاستزراع تكون من 4 إلى 6 أشهر، إذن التأثير على الأسعار سيكون بعد دورة إنتاج كاملة، حتى لا يتعجل المواطن ويقول "أنا استفدت إيه من المشروع ده"، وحل مشكلات مصر يكون بالتوسع فى إنشاء مثل هذه المشروعات مع تطهير البحيرات وإعادة الكفاءة للإنتاج من نهر النيل بعد وقف التعديات عليه، وخلال يونيو المقبل سيتراجع سعر البورى والبلطى من 20 إلى 25 %".
وتابع جعفر، أن اقتصاد أوغندا قائم على بحيرة واحدة ونحن لدينا سواحل البحر الأحمر 1100 كليو، ونهر النيل 1000 كيلو، وبحيرة المنزلة 750 ألف كيلو وبحيرة ناصر، بجانب الإنتاج من البحر الأبيض، فمن الطبيعى أن نصدر سمك بمليارات لكن مع تصليح واقع الثروة السمكية ككل، وعلاج التدهور الذى شهده قطاع الثروة السمكية فى مصر خلال الـ 10 سنوات الماضية.
وحول استجابة الحكومة للشعبة لحل مشكلات أزمة الثروة السمكية، قال أحمد جعفر: "منذ فترة ننادى بعلاج الأزمة وأرسلنا مذكرات استغاثة لعدة جهات، لكن الأمر لم يتحرك إلا بتدخل من الرئيس السيسى، والذى تصدى للموضوع بجدية كبيرة، واهتم بالموضوع بصورة غير مسبوقة، لدرجة أن الرئاسة طلبت مذكرة واضحة بمشكلات قطاع السمك، خاصة وأننا حلقة الوصل بين التجار والموطن، والجهة الوحيدة التى اهتمت هى الرئاسة رغم أننا خاطبنا البرلمان ومجلس الوزراء.
وبشأن الأنواع الجديدة التى ينتجها مشروع غليون، كشف "جعفر" أن مزارع الجمبرى غير منتشرة فى مصر وتظهر فى الاكوادور والسعودية والصين والأرجنتين، ونستورد كميات كبيرة من الجمبرى، ومع وضع قيود على الاستيراد وحدوث مشكلات للصيادين فى المياه الإقليمة نتيجة الاضطرابات السياسية فى بعض الدول، وهو ما حرمنا من كميات كبيرة من أسماك منا نستوردها وعلى رأسها الجمبرى، الأمر الذى رفع سعره 150 % خلال آخر عامين.
وطالب بضرورة إجراء بحوث علمية حول تراجع إنتاج السمك فى مصر، قائلا: "إن كميات الأسماك التى كانت تنتجها مصر تراجعت خلال الفترة الماضية بنسبة 70 إلى 80 % ،وهو رقم مرعب جدا، وتفعيل دور الثروة السمكية لإنقاذ هذا القطاع".