قبل ساعات من ذكرى مولد خير البرية، واحتفالات المولد النبى الشريف، سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى فضلا عن منح الدولة العاملين إجازة رسمية، نشبت معركة بين الإخوان والسلفيين على شرعية الاحتفال بالمولد النبوى، حيث هاجم مُنظر الإخوان يوسف القرضاوى -المدرج إرهابيًا من قبل الدول الرباعى العربى "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" - السلفيين لإصدارهم فتاوى تُبدع من يحتفل بالمولد النبوى، بينما رد داعية سلفى على تصريحات "القرضاوى" حيث وصفه بأنه شخص قاصر العقل يتحدث بدون أدلة شرعية، وبين تبادل الإخوان والسلفيين الهجوم، أكد صبرة القاسمى مؤسس الجبهة الوسطية لمواجهة العنف والتطرف، والخبير فى شئون حركات التيار الإسلامى، أن الإخوان والسلفيين يستخدمان الدين من أجل مصالحهما الخاصة.
بداية الأمر عندما وجه أحد أتباع يوسف القرضاوى سؤالا نصه: "ما حكم الاحتفال بذكرى مولد النبى الأكرم صلى الله عليه وسلم وغيره من المناسبات الإسلامية مثل مقدم العام الهجرى وذكرى الإسراء والمعراج؟.. وجاءت إجابة القرضاوى على هذا السؤال بفتوى فيها هجوم على السلفيين وانتقاد شديد لآرائهم حول هذا الأمر، حيث قال: "هناك من يعتبرون أى احتفاء أو أى اهتمام أو أى حديث بالذكريات الإسلامية، أو بالهجرة النبوية، أو بالإسراء والمعراج، أو بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بغزوة بدر الكبرى، أو بفتح مكة، أو بأى حدث من أحداث سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، أو أى حديث عن هذه الموضوعات يعتبرونه بدعة فى الدين، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار، وهذا ليس بصحيح على إطلاقه".
وأضاف: "إنما الذى ننكره فى هذه الأشياء الاحتفالات التى تخالطها المنكرات، وتخالطها مخالفات شرعية وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، كما يحدث فى بعض البلاد فى المولد النبوى وفى الموالد التى يقيمونها للأولياء والصالحين، ولكن إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشخصية هذا النبى العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التى جعلها الله رحمة للعالمين، فأى بدعة فى هذا وأية ضلالة؟. وتابع:"إننا حينما نتحدث عن هذه الأحداث نذكر الناس بنعمة عظيمة، والتذكير بالنعم مشروع ومحمود ومطلوب، والله تعالى أمرنا بذلك.
فى المقابل، شن الشيخ سامح عبد الحميد حمودة هجومًا حادًا على "القرضاوى" قائلا: "كلام القرضاوى بعيد عن الشرع، فهو يتكلم بعقله القاصر بدون أدلة شرعية"؛ وأضاف: "فليس هناك آية أو حديث للحض على الاحتفال بالمولد النبوى أو بالهجرة أو بالإسراء والمعراج ونحو ذلك، والصحابة كانوا أفضل منا ويُحبون النبى صلى الله عليه وسلم أكثر منا؛ ورغم ذلك لم يحتفلون بيوم مولده صلى الله عليه وسلم، بل لم يحتفل النبى صلى الله عليه وسلم بيوم ولادته".
وتابع: "الاحتفال بالمولد بدعة منكرة، ولو كان فى مثل هذه الاحتفالات خير لفعله الصحابة، ولأمر به النبى صلى الله عليه وسلم، فدل هذا على أن هذه الاحتفالات ليست بمشروعة، وأنها من الأمور المحدثة، وفى صحيح مسلم (من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
من جانبه قال صبره القاسمى، الخبير والباحث فى شئون الإسلام السياسى، مؤسس الجبهة الوطنية لمواجهة التطرف، إن الاختلاف الدائر بين السلفيين والقرضاوى حول الاحتفال بالمولد النبوى، يؤكد أن كل منهما يستخدم الفتاوى لمصالحه وليس لصالح الدين، لأننا لو نظرنا إلى القرضاوى فإنه منذ فترة حرم ذلك، والآن يحلل الاحتفال فى محاولة منه على إظهار صورته بأنه الرجل صاحب الفكر الوسطى المستنير، وإحراج السلفية فى ذلك، رغم أنه عكس ذلك.
وأضاف الخبير والباحث فى الشئون الإسلامية فى تصريح لـ"برلمانى" أن السلفيين فى كل عام يحرمون الاحتفال بكل شىء، وهذا شىء تعود عليه الجميع، ولكن لا يوجد أدلة صحيحة لديهم فى تحريم الاحتفالات لذلك، فلابد أن يكفوا عن إطلاق هذه الفتاوى لأنها تتسبب فى حدوث حالة من الفوضى والغضب العارم فى مناسبة تعود أبناء الشعب جميع الاحتفال بها.