الجمعة، 22 نوفمبر 2024 09:24 م

"رُبَّ ضارةٍ نافعة".. قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل وحد الفصائل الفلسطينية.. أعاد القضية من جديد للساحة الدولية بعد غيابها جراء عاصفة "الربيع العربى".. وكشف حقيقة "تميم"

الشدائد تُظهر الحقائق

الشدائد تُظهر الحقائق الشدائد تُظهر الحقائق
الأحد، 10 ديسمبر 2017 09:00 م
كتب- هاشم الفخرانى

على الرغم من قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، المشئوم بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل يوم الأربعاء الماضى، صدم الجميع لكونه يقضى على الفرص الأخيرة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بل وينسف كافة الجهود الرامية لإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، إلا أن هناك إيجابيات لهذا القرار تخدم بدون أدنى شك القضية الفلسطينية.

 

 

توحيد الفصائل الفلسطينية

وفى الوقت الذى نجحت فيه الدولة المصرية فى توحيد الفصائل الفلسطينية، وتجنب الخلافات بين حركتى فتح وحماس من خلال التوقيع على اتفاق مصالحة لتمكين حكومة الوفاق الفلسطينية، أعلن "ترامب" قراره الذى وصفت الأوساط السياسية بـ"وعد بلفور 2" لكونه قرارًا يحمل فى طياته منح ما لا يملك لمن لا يستحق، وكان يظن الكثيرين أنه سيؤجل ما توصلت إليه مصر من اتفاق بين الفصائل لكون القدس أصبحت القضية الأهم، لكن جاءت ردود الأفعال جاءت إيجابية.

 

ولم تمر سوى ساعات على إعلان "ترامب" حتى أعلنت حركة حماس تسليم حكومة الوفاق كامل مسئوليتها بقطاع غزة، معربة عن تقديرها لجهود مصر فى إنهاء الانقسام الفلسطينى وتحقيق المصالحة.

 

وتواصل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، مع الرئيس محمود عباس، حيث دار نقاش معمق حول خطورة النوايا الأمريكية تجاه القدس والتداعيات الناجمة عنها وضرورة تمتين البيت الفلسطينى فى مواجهة هذه التحديات والمضى فى مسار المصالحة بقوة.

 

واعتبر رئيس حركة حماس، خلال اتصال هاتفى، أن التوجهات الأمريكية تجاه القدس نقلة خطيرة بما يتطلب أن نعمل موحدين فى معركة القدس والتصدى لهذه التوجهات التى أن حدثت تكون بمثابة رصاصة الرحمة على عملية التسوية.

 

 

إعادة القضية الفلسطينية من جديد على الساحة الدولية

وأعاد قرار "ترامب" القدس والقضية الفلسطينية من جديد إلى وضعها الطبيعى على الساحة الدولية، بعدما كانت فى طى النسيان لعدة سنوات، حيث حلت محلها الأزمات التى ضربت الوطن العربى عقب ما يسمى بـ"الربيع العربى" الذى عصف بجيوش اليمن وليبيا وسوريا والعراق .

 

وعقد مجلس الأمن الدولى الجمعة الماضية، جلسة طارئة لمناقشة تداعيات قرار "ترامب"، من خلال دعوة وجهتها مصر التى تشغل مقعد غير دائم بالمجلس .

 

ومن جانبه، أكد السفير عمرو أبو العطا، مندوب مصر فى مجلس الأمن، فى كلمة مصر خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة بشأن القدس، على أن ما نشهده اليوم هو انعكاسًا للتخوف الشديد الذى انتاب المجتمع الدولى خلال الأيام القليلة الماضية إزاء إحدى القضايا التى أدرجت على جدول أعمال مجلس الأمن منذ إنشائه، وهى القضية الفلسطينية بل يعكس أيضا التخوف من عواقب وآثار القرارات الأحادية التى تخالف القانون الدولى وتهدد منظومة العلاقات السياسية، والتى تأسست على ميثاق الأمم المتحدة منذ أكثر من 70 عامًا للحيلولة دون تكرار مآسى الحروب، وضمان تنظيم العلاقات بين الشعوب فى عصر من المفترض أنه يراعى الحقوق الأساسية لتلك الشعوب على أساس من المساواة.

 

واستطرد مندوب مصر فى مجلس الأمن: "ما نحن بصدده اليوم هو اختبار لتلك المنظومة واختبار لسيادة القانون، ولن يتحقق النجاح فى هذا الصدد إلا من خلال العمل الجماعى فى إطار الشرعية الدولية، موضحا أن الاستسلام للفشل فسيكون علينا التعامل مع عواقب وخيمة، بقضية اليوم أو غيرها من القضايا الدولية، ولسنوات طويلة مقبلة".

 

 

قرار ترامب كشف الوجه الحقيقى لأردوغان وتميم

كشف قرار "ترامب"، عن الوجه الحقيقى لمن يتاجرون بالقضية الفلسطينية على شاكلة أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة الذى لا يجيد سوى الخطابات الرنانة، حيث لم تصدر إمارة الإرهاب أى بيانات إدانة أو استنكار أو أى موقف يحسب لها ضد القرار الأمريكى الذى واجهته العواصم العربية والأوربية بموجة من الغضب للتأكيد على عروبة القدس.

 

كما لم توجه قناة "الجزيرة" القطرية سهامها المسمومة تجاه إسرائيل، مثلما تفعل مع دول الرباعى العربى عقب كشفها دعم قطر للإرهاب فى الشرق الأوسط، بل أشاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى، بتغطية قناة الجزيرة لجمعة الغضب الفلسطينى فى القدس والضفة الغربية، زاعما أنها تظهر وجه إسرائيل الديمقراطى.

 

واستشهد المتحدث باسم جيش الاحتلال، بمراسلة قناة الجزيرة وحديثها عن عدم فرض أى قيود على المصلين فى المسجد الأقصى، متابعًا: "نعم هذه هى إسرائيل".

 

وعلى نفس النهج سار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ولكن على الطريقة "الأردوغانية" من خلال خطابات من دون موقف يحسب له، خوفا على علاقاته الوطيدة مع الإدارة الأمريكية والعلاقات مع إسرائيل، وعلى صفقات الغاز التى أبرمها مع تل أبيب.


print