الرئيس الراحل محمد أنور السادات
100 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين هى حصيلة 4 حروب خاضتها مصر ضد إسرائيل فى أعوام 1948 و1956 و1967 و1973، دفاعا عن الأراضى العربية، وحتى مع إبرام اتفاقية السلام المصرية – الإسرائيلية كانت القضية الفلسطينية حاضرة فى هذه الاتفاقية، على لسان الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذى أكد على ضرورة أن يحل سلام عادل وشامل وأن تعيد إسرائيل كافة الأراضى التى احتلتها فى 5 يونيو 1967.
الانتفاضة الفلسطينية
كما ساندت مصر الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية فى أعوام 1987 و2000، لقناعة الدولة المصرية بحق الشعب الفلسطينى فى مقاومة الاحتلال، حيث سحبت القاهرة السفير محمد بسيونى من تل أبيب، احتجاجًا على ممارسات إسرائيل لتبدأ مرحلة من تجميد العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب، استمرت 5 سنوات.
ولم يتوقف هذا الدعم عند حد أو مستوى معين، حيث ساهمت مصر فى وقف إطلاق النار بعد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى عام 2008، وكذلك العدوان الغاشم فى عام 2014، وتمكنت مصر من إجبار إسرائيل عبر قنواتها الدبلوماسية على وقف إطلاق النار.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
وعقب إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المشئوم بأن القدس عاصمة لإسرائيل ونيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، كانت مصر أول من سارع برفض القرار من خلال بيانيين الأول صادر من وزارة الخارجية المصرية، والآخر عبر رئاسة الجمهورية فى وقت صمتت فيه إمارة الإرهاب والتطرف قطر عن اتخاذ أى موقف أو دور يحسب لها بعد فضح الرباعى العربى لها وعلاقاتها بالمنظمات المسلحة فى الشرق الأوسط لنشر الفوضى والإرهاب.
تميم
وحفاظا على العلاقات المشبوهة بين الدوحة وتل أبيب لم يهتم أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة بإصدار أى بيانات أو قرارات تساند القضية الفلسطينية، بل أن قناة الجزيرة القطرية صدرت مشهدا فى تغطيانها لأحداث جمعة الغضب الفلسطينى بأن الفلسطينيين هم من يعتدون على جنود قوات الاحتلال فى باب العامود.
بينما سارع الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى زيارة القاهرة ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، لتكون أول عاصمة عربية يزورها عقب القرار المشئوم الصادر من ترامب وما تبعه من غضب عربى ودولى وما شهدته المدينة المقدسة من اشتباكات بين الفلسطينين والإسرائيليين عقب القرار.
الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى
وقدم الرئيس الفلسطينى للرئيس السيسي عرضاً مفصلاً لكافة الجهود والمساعى الفلسطينية منذ عام وحتى الآن، فيما يخص القضية ومحاولات استئناف عملية السلام، موضحاً أن القرار الأمريكى الأخير جاء مفاجئاً رغم كل ما أظهرته السلطة الفلسطينية من مرونة واستعداد للوصول إلى حل، استناداً إلى المحددات الثابتة وأهمها حل الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين وفق حدود الرابع من يونيو 1967.
كما أعرب الرئيس الفلسطينى عن تقديره للجهود المصرية الساعية إلى التوصل لحل للقضية الفلسطينية، فضلاً عن تحركاتها لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، مؤكداً حرصه على التشاور والتنسيق مع مصر فى ظل هذه الظروف الدقيقة التى تمر بها القضية الفلسطينية، والتى تشهد تهديداً لمستقبل عملية السلام فى الشرق الأوسط.
وذكر المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى أنه تم التطرق إلى سبل التعامل مع التداعيات الخطيرة لقرار الولايات المتحدة على وضعية مدينة القدس، وعلى عملية السلام فى الشرق الأوسط، وخطوات التحرك على الأصعدة المختلفة، سواء فى إطار الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى أو فى إطار المحافل الدولية، حيث أكد الجانبان أهمية تضافر الجهود الدولية للحفاظ على فرص التوصل إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية، والمضى قدماً فى عملية المصالحة الفلسطينية كخيار استراتيجى لا غنى عنه، خاصة فى الوقت الراهن وفى ضوء ما تتعرض له القضية الفلسطينية والقدس من مخاطر غير مسبوقة، بما يمكن الفلسطينيين من الوقوف صفاً واحداً للتعامل مع يواجهونه من تحديات.
وقد اتفق الرئيسان على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف، واستغلال الزخم الدولى الرافض بالإجماع للقرار الأمريكى الأخير من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
بوتين والسيسي
كما أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس السيسى أمس بقصر الاتحادية ضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية فورا للتفاوض حول كل القضايا بما فيها وضع القدس، فى إشارة منه إلى رفضه قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول القدس.
وقال السيسى: "تحدثت مع الرئيس بوتين عن حتمية الحفاظ على الوضع القانونى والتاريخى للقدس فى ظل القرارات الدولية".