على الرغم من القرار التاريخى الذى اتخذته الدول الأعضاء بالأمم المتحدة انتصارا لحقيقة "القدس عاصمة لفلسطين" ورفض المزاعم الأمريكية باعتبارها عاصمة لإسرائيل إلا أن هناك بعض الدول خضعت للتهديدات الأمريكية، والتى أعلن خلالها ترامب عن وقف المساعدات للدول التى ستصوت لصالح القرار العربى بشأن القدس فقد أعلنت دولة جواتيمالا عن اعتزامها نقل سفارة بلادها من تل أبيب إلى القدس، بعد محادثة هاتفية أجراها رئيس الدولة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أول أمس الأحد، فيما عبرت توجو عن دعمها لقضية القدس فى اجتماع التعاون الإسلامى بتركيا وصوتت ضده بالأمم المتحدة، وميكرونيسيا التى دخلت الأمم المتحدة بوصاية من أمريكا 1947.
جواتيمالا تقرر نقل سفارتها فى إسرائيل للقدس بعد محادثة نتنياهو
البداية من جواتيمالا، والتى أعلن رئيسها جيمى موراليس، إنه أعطى تعليمات بنقل سفارة بلاده فى إسرائيل إلى القدس وذلك بعد بضعة أيام من تأييد حكومته للولايات المتحدة فى تصويت الأمم المتحدة.
وفى بيان مقتضب على حسابه الرسمى على فيسبوك قال موراليس إنه قرر نقل السفارة من تل أبيب بعد تحدثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
نيويورك تايمز: رئيس جواتيمالا يقدم ولاءه لـ"ترامب" للتهرب من أزماته السياسية
أكدت صحيفة نيويورك تايمز، أن الأسباب الحقيقة وراء قرار موراليس رئيس جواتمالا، وهو ممثل تلفزيونى كوميدى سابق، تكمن فى محاولته تشتيت الانتباه والتهرب من الأزمات السياسية التى تعصف به داخليا، لاسيما قضايا الفساد المتورط بها كل من شقيق الرئيس ونجله وتشرف على التحقيق فيها لجنة لمكافحة الفساد تابعة للأمم المتحدة.
وبحسب التقرير، وصلت الأزمة السياسية ذروتها فى جواتيمالا فى أغسطس الماضى، إثر قرار موراليس بطرد رئيس لجنة لمكافحة الفساد تابعة للأمم المتحدة والتى تحقق فى مصادر تمويل حملة الرئيس، قبل أن تعلن المحكمة الدستورية فى جواتيمالا وقف هذا الأمر الرئاسى.
وأدت هذه الخطوة ضد لجنة مكافحة الفساد التى تدعمها الولايات المتحدة إلى سلسلة من الاستقالات من حكومة موراليس، كما سارعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا إلى انتقادها، وتعتبر الولايات المتحدة مصدرا مهما للمساعدات التى تحصل عليها جواتيمالا وهندوراس، وقد هدد دونالد ترامب بقطع المساعدات المالية عن الدول التى أيدت قرار الأمم المتحدة.
توجو دعمت القدس بقمة التعاون الإسلامى وصوتت ضده بالأمم المتحدة
وعن الموقف الأكثر غرابة من جانب توجو، حيث شاركت توجو مع عدد من الدول العربية والإسلامية بقمة منظمة التعاون الإسلامى فى إسطنبول، والتى بحثت إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية.
وفى اجتماع الجمعية العامه للأمم المتحدة، كانت توجو ضمن المعارضين للقرار العربى إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة، جواتيمالا، الهندوراس، جزر مارشال، ميكرونيسيا، ناورو، بالاو.
ميكرونيسيا: انضمت للأمم المتحدة 1947 تحت الوصاية الأمريكية
تعتبر دولة ميكرونيسيا إحدى الدول المصوتة لصالح قرار ترامب بالأمم المتحدة بنقل السفارة الفلسطينية ولكن الحقائق التاريخية تؤكد أن مجلس الأمن الدولى جعل ميكرونيسيا من الأقاليم الخاضعة لوصاية الأمم المتحدة وذلك تحت الإدارة الأمريكية فى عام 1947، وفى عام 1979 حصلت ميكرونيسيا الموحدة على الحكم الذاتى كما قامت بتطبيق دستورها الخاص.
ووقعت ميكرونيسيا معاهدة الاتحاد الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 1983، وبعدها بثلاثة أعوام أى فى عام 1986 حصلت ميكرونيسيا على استقلالها بعدما أعلنت الحكومة الأمريكية وقف العمل باتفاقيات الإقليم الخاضع لوصاية الأمم المتحدة، وانتهت الوصاية الأمريكية على ميكرونيسيا فى عام 1990.
وتتلقى ميكرونيسيا مساعدات من الولايات المتحدة الأمريكية قدرها 141 مليون دولار بينما تبلغ إيرادات الدولة فى الموازنة العامة ما قيمته 157 مليون دولار، أى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت مساعدات لهذه الجزر الصغيرة بقيمة 89% من حجم موازنتها.