التحركات القطرية جاءت بعد أشهر من استطلاع رأى حمل العديد من الأرقام التى تفضح حجم الرفض الشعبى لتنظيم الحمدين داخل قطر، حيث كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن 81% من القطريين يريدون حل توافقى للأزمة التى افتعلها أمير قطر برفضه الانصياع للمطالب العربية والتى يأتى فى مقدمتها وقف تمويل ودعم الإرهاب.
وكشف الاستطلاع الذى أجرى بعد المقاطعة العربية لإمارة قطر بسبب موقف الأخيرة من جماعة الإخوان وإيواء عناصرها المطلوبة والمدانة بجرائم إرهاب وتحريض على العنف، إن 56% من القطريين يرفضون التواجد الإخوانى داخل بلادهم، بخلاف 79% يشعرون بالقلق من التحركات الإيرانية المدعومة من الحكومة القطرية فى الخليج.
الأرقام الفاضحة التى واكبتها تظاهرات متفرقة فى شوارع وميادين قطر ضد النظام الحاكم على مدار النصف الثانى من العام الماضى، دفعت تنظيم الحمدين لتحركات مشبوهة من شأنها تغيير التركيبة السكانية والإيهام بأن هناك الكثير من المؤيدين لسياسات تميم بن حمد، وهو ما كشفت عنه صحيفة "سبق" السعودية فى تقرير لها اليوم، حيث نقلت عن مصادر قطرية قولها إن هناك توجيهات من القيادة القطرية بالتوسع فى تجنيس عدد من أبناء الدول العربية، وفى مقدمتهم أبناء الشعبَيْن اليمنى والسورى، وذلك فى تعزيز نهج أمير دولة قطر فى تغيير بسيط للتركيبة الديموغرافية.
ويعد التجنيس من الممارسات الشائعة داخل إمارة قطر لأسباب عدة، حيث بدأت الإمارة هذه التحركات على صعيد الألعاب الرياضية بحثاً عن الشهرة والأضواء، حيث تشير تقارير إعلامية إلى أن الدوحة جنست ما يزيد على 12 لاعب كرة قدم منذ انتزاعها ملف تنظيم بطولة كأس العالم للعام 2022، كما يضم فريق قطر الوطنى لكرة اليد عدداً لا بأس به من المجنسين يقدر بـ11 لاعباً.
وقبل سنوات ، استحدثت الحكومة القطرية ما يعرف بـ"جواز سفر المهمات"، وهو جواز سفر مؤقت، يتم سحبه من اللاعب بعد انتهاء مهمته الرياضية، وتقوم بهذا التصرف مع اللاعبين الذين يمثلون المنتخب القطري فى الألعاب الفردية المسموح فيها بتغيير الجنسية، أما فى كرة القدم فيحصل اللاعب على جنسية قطرية دائمة.
وفى منتصف العام الماضى، اتخذت الحكومة القطرية قراراً بمنح الإقامة الدائمة ، فى خطوة استباقية لفتح الباب أمام موجه جديدة من التجنيس والتى بدأت خطواتها بالفعل مع بداية العام الحالى بحسب مصادر خليجية، وهو ما أكدته بالفعل تقارير غربية كشفت فى وقت سابق أن الدوحة منحت جوازات سفر قطرية لما يزيد على 20 ألف حوثى .
وتعانى قطر خللاً واضحًا فى تركيبتها السكانية، حيث يبلغ عدد سكانها 2.4 مليون نسمة، 11 % منهم فقط قطريون، و89 %غير قطريين، وبينهم نسبة كبيرة من جنوب شرق آسيا، يعملون فى قطاعات البناء والمقاولات.
وبخلاف حملة التجنيس التى تجرى على قدم وساق ، يعتمد نظام تميم بن حمد منذ بداية المقاطعة العربية على جنود من الحرس الثورى الإيرانى والجيش التركى لتأمين من أى احتجاجات شعبية محتملة فى احتلال غير معلن للإمارة الخليجية ، متجاهلاً التحذيرات التى أطلقتها الدول العربية من مخاطر التواجد التركى ـ الإيرانى داخل الإمارة.