تحويل وسط القاهرة لمنطقة ثقافية وتجارية حلم تسعى الحكومة لتحقيقه خلال الفترة القليلة المقبلة، بعد نقل الوزارات لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وشكل مجلس الوزراء مؤخرا لجنة تضم ممثلين من «وزارات التخطيط، والمالية، والإسكان» لبحث الاستثمار الأمثل لهذه المبان والحفاظ عليها.
وقالت مصادر حكومية، إن مبانى الوزارات والهيئات الحكومية بمنطقة وسط البلد تعد ثروة عقارية يجب الاستفادة منها ووضع رؤية لتطويرها، وهناك تنسيق مشترك بين الحكومة وجامعة القاهرة لوضع تصور من أجل إعادة استغلال منطقة قصر العينى بعد إتمام عملية النقل لتعود للوضع الأصلى كمنطقة ثقافية وتراثية.
وأوضحت المصادر، أن هناك عدة مقترحات تدرسها اللجنة الوزارية المشكلة لكيفية الاستغلال الأمثل لمبان هذه الوزارات، من بينها استغلال بعض الوزارات استثماريا من خلال تأجيرها كمقرات لشركات استثمارية كبرى، أو تأجيرها كمقرات للبنوك، حيث تحتوى منطقة وسط القاهرة على النسبة الأكبر من مقار ومبانى الوزارات والهيئات الحكومية.
وأشارت المصادر إلى أن من بين المقترحات التى تناقشها اللجنة أيضا، هى الاحتفاظ بدور من المبنى، حيث يكون عبارة عن مكتب تسهيلات للتيسير على المواطنين لتجنب مشكلة ازدحام الطرق، وأيضا إنشاء مكاتب تسهيلات فى المحافظات للتخفيف عن المواطنين ومواجهة مشكلة السفر على الطرق السريعة من المحافظات للعاصمة.
ويأتى ذلك بالتزامن مع خطة النهوض بالقاهرة الفاطمية ومنطقة وسط البلد، حيث عرضت لجنة المشروعات المنبثقة عن اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية تصوراتها لوضعية المبانى الحكومية والرسمية بمنطقة وسط البلد، التى سيتم إخلاؤها ونقلها إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
ومن أهم التوصيات الخاصة باللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية، أنه لا يمكن تطوير العاصمة التراثية، بدون تفريغ المبانى التى تشغلها الوزارات والهيئات الحكومية، ونقل هذه الوزارات والهيئات إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
وكانت قد بدأت اللجنة عملها على محورين متوازيين، الأول: دراسة أفضل الاستخدامات الممكنة للفراغات العمرانية التى ستتاح مع هذه الانتقالات وذلك بالتعاون بين الجهاز القومى للتنسيق الحضارى والهيئة العامة للتخطيط العمرانى، والمحور الثانى والذى بدأت فيه اللجنة المالية بالفعل، يتمثل فى وضع الآليات المالية المناسبة لتسهيل عمليات إعادة استخدام هذه الفراغات، واختيار وتنفيذ أفضل المشروعات فى هذه الأماكن بعد إخلائها بما يعظم الاستفادة منها.
ومن بين المقترحات التى استقرت عليها اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية، إقامة فعاليات ثقافية وفنية فى المناسبات القومية المختلفة والأعياد الرسمية بمنطقة وسط البلد، بالإضافة إلى تنظيم مهرجان سنوى كبير، تحت عنوان «مهرجان القاهرة التاريخية»، فى موعد محدد لوضعه على الخريطة السياحية، ويتضمن فعاليات متنوعة تعكس الوجه الحضارى والتاريخى للقاهرة.