ساهمت عمليات تطوير أجهزة خبراء المفرقعات بإدارات الحماية المدنية على مستوى مديريات الأمن، فى القضاء على سيل العبوات الناسفة التى كنا نراها منذ عام 2013 و حتى 2016، والتى شهدت استشهاد أعداد كبيرة من رجال الشرطة والمدنيين باستخدام أنواع متعددة من المواد المتفجرة التى كانت تصنع مع الإرهابيين، و تمكنت الأجهزة الأمنية من أحكام السيطرة على مداخل ومخارج الدولة و ساهمت فى القضاء عليها بشكل تام، بعد ضبط آلاف المخازن والشقق التى تستخدم فى تصنيع العبوات.
ووقعت خلال الفترة من عام 2013 حتى عام 2016 فى المحافظات 450 تفجيرا، وتم إبطال مفعول 620 عبوة ناسفة وبدائية، و التعامل مع 8750 بلاغا سلبيا ما بين عبوات هيكيلية وسيارات متروكة وأكياس بلاستيك، وأجسام أسطوانية الشكل ملفوفة بأسلاك وشريط لحام، وبداخلها رمال وخالية من أى مواد متفجرة، واستشهد خلالها العديد من رجال الشرطة و المدنيين.
لعل أبرز تلك العمليات استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات، بعد ساعات من إصابته فى تفجير استهدف موكبه بمنطقة مصر الجديدة، و استشهاد النقيب ضياء فتوح خبير المفرقعات بالجيزة، أثناء التعامل مع عبوة ناسفة بالقرب من قسم شرطة الطالبية، و انفجار خط الغاز الكائن بمنطقة البدرشين بالجيزة بعدما قامت عناصر إرهابية باستخدام قنبلتين بلغت وزن كل منها 5 كيلو جرامات من المواد المتفجرة، كما تم تفجير عدد من أفرع شركات الاتصالات.
وخلال عام 2017 نجحت الأجهزة الأمنية و خبراء المفرقعات فى إحباط محاولة تعكير صفو المواطنين سواء خلال الأعياد أو الإجازات، وضبطت أجهزة الأمن بالقاهرة خلية إرهابية، وبحوزتهم "بندقية آلية، وكمية من الطلقات، وكمية من مادة تى إن تى والقنابل، والعديد من المواد والأدوات المستخدمة فى تصنيع العبوات المتفجرة، وجهاز لاب توب يحتوى على تصوير لعناصر البؤرة أثناء تدريباتهم على استخدام الأسلحة بالمناطق الصحراوية، كما تمكن مفتشى المفرقعات من إبطال مفعول عبوات ناسفة كانت بداخل مزرعة بطريق "الكريمات ـ أطفيح" بمحافظة الجيزة، تتخذها تلك العناصر وكرًا للاختباء وتصنيع المتفجرات للنيل من المواطنين أثناء الاحتفالات.
كما نجح خبراء المفرقعات فى ضبط العديد من المواد شديدة الخطورة، مثل التى استخدمت فى تفجير موكب النائب العام، وهى "تى إن تى"، ونترات ألمونيوم، و"أى تى بى تى" شديدة الانفجار، وثلاث مفجرات موصلة بفيشة كهربائية شديدة الخطورة، ومفجر كهربى فى نهايته لمبة إشارة وقنابل أخرى، كما فكك خبراء المفرقعات بالقاهرة مفعول عبوات ناسفة تزامنًا مع هجوم إرهابى على كنيسة حلوان، والذى أسفر عن وفاة 10 أشخاص ولولا يقظة رجال الأمن لوقعت كارثة محققة نظرًا لوجود 600 شخصًا بقداس الكنيسة و أبطل الخبراء مفعول عبوتين عبارة عن أسطوانتين بداخلهما أسلاكًا كهربائية وبارود أبيض وبلى ومواد متفجرة، وكانا معدين للانفجار لوجود منبه بداخلهما، وقام خبراء المفرقعات بالجيزة بواسطة الأجهزة بالتعامل معهما وأبطال مفعولهما.
كما أحبطت الأجهزة الأمنية العديد من العمليات الإرهابية، وأحبط أيضا جهاز الأمن الوطني، محاولة خلية إرهابية مرتبطة بجماعة الإخوان، استهداف عدداً من الكنائس بالقاهرة الكبرى خلال احتفالات عيد الميلاد المجيد، وضبط 9 كوادر إرهابية بينهم منفذى حادث استهداف رجال الشرطة بمحور 26 يوليو منذ 6 أشهر، واعترفوا بتلقيهم تمويلات ضخمة من الخارج لتنفيذ سلسلة أعمال تخريبية بالبلاد ،كما أسفرت عمليات الرصد والمتابعة التى قامت بها أجهزة الوزارة عن تحديد إحدى البؤر الإرهابية بنطاق محافظة القاهرة حيث تم توجيه ضربة أمنية لأوكار إختبائهم عقب إستئذان نيابة أمن الدولة العليا.
وأسفرت عن ضبط 9 منهم وهم " رامز.ع"، و"حازم.ح" ، و"أحمد.ع" ، و" باسم.إ" ، و" عبد الرحمن .م" ، و" محمد .ص" ، و"أيمن.ا" ، و"علاء الدين.إ" ، و"محمد.ض"، وعثرت أجهزة الأمن بحوزتهم على "بندقية آلية ، وكمية من الطلقات، و كمية من مادتى " T.N.T - الهيكسامين " شديدتى الإنفجار ، والعديد من المواد والأدوات المستخدمة فى تصنيع العبوات المتفجرة ، و جهاز لاب توب يحتوى على تصوير لعناصر البؤرة أثناء تدريباتهم على استخدام الأسلحة بالمناطق الصحراوية كما تم ضبط خلايا ارهابية آخرى بباقى المحافظات .
وأكد مصدر أمنى، أن نجاح أجهزة الأمن فى ضبط العديد من الخلايا الإرهابية، ساهم فى الحد من ظهور العبوات الناسفة خلال الشهور الماضية كما تم إبطال مفعول عبوات ناسفة كانت بحوزة تلك الخلايا و تعامل معها خبراء المفرقعات بشكل دقيق، بعدما تم تكثيف الدورات التدريبية لهم سواء داخل مصر أو خارجها فى ألمانيا و أمريكا و روسيا و النمسا و دول آخرى، و تم تدريبهم على كافة الوسائل الحديثة للتصدى للعمليات الإرهابية.
وأوضح المصدر، أن هناك مجموعة من الكلاب الجديدة تم استيرادها من الخارج مع توزيع 400 جهاز تشويش على إدارات الحماية المدنية على مستوى مديريات الأمن، للعمل على إبطال مفعول العبوات الناسفة، والتعامل مع جميع أخطار القنابل التى يتم العثور عليها، لتشتيت العبوات، ومنع تفاعل المواد المكونة لها من الانفجار، وتبلغ تكلفة الجهاز الواحد منها 400 ألف جنيه، مع تدعيم كل إدارة من 3 إلى 6 بدل واقية للعبوات الناسفة، بهدف حماية الخبراء من الانفجار المفاجئ أثناء التعامل مع القنابل، حيث تم تدعيم إدارة المفرقعات بالقاهرة بـ7 بدل واقية، والجيزة بـ6 بدل، بالإضافة إلى تدعيم شمال سيناء بـ10 بدل، وتزن الواحدة منها 28 كيلو جرام، وتبلغ تكلفتة الواحدة منها مليون جنيه.
وأضاف المصدر، أن هناك أجهزة كشفية حديثة، للكشف عن المفرقعات، والسواتر الوقائية الخاصة بأعمال المتفجرات والقنابل، وتم تزويد جميع إدارات الحماية المدنية بها على مستوى كافة مديريات الأمن، ومنها جهاز "الفاسكس"، ويستعمل للكشف عن المتفجرات حتى بعد 20 مترا بحسب بصمة المادة المتفجرة التى يتم البحث عنها بالمكان التى يتم زرعها بداخله، ويستكشف المواد المتفجرة فى وقت قصير.
وأكد المصدر إن هناك جهازا للتفتيش فى الأماكن المظلمة، والذى يعمل بواسطة الأشعة فوق الحمراء، ويوجد به منظار مزود بكاميرات إضاءة تتحكم عن بعد فى تصوير الأماكن الضيقة والمرتفعة التى لا نستطيع الوصول لها، للكشف عن أى أجسام غريبة توجد بها، بالإضافة إلى منظار آخر يخرج منه لون أزرق يتعامل مع الأماكن الضيقة والحوائط المغلقة، كما يخرج من الجهاز منظار ملحق به لوحة تحكم فى تفتيش تنكات السيارات.
و أشار المصدر ، عن أنه تم تحديث جميع أجهزة المفرقعات، وتم منح مديريات الأمن والمواقع الشرطية مجموعات جديدة من البدل الواقية، وأحدث الأجهزة العالمية، لمواجهة القنابل والأجسام الغريبة، فى مساهمة لتطوير قسم المفرقعات يوميا، بما يتناسب مع المواصفات العالمية مع إدخال أجهزة حديثة، لإبطال مفعول العبوات من خلال أجهزة للتشويش، ثم سيارات تقوم بعمليات تشتيت المواد المفجرة حتى يتسنى لرجل المفرقعات التعامل معها
و لفت المصدر إلى أن عمليات تعزيز التواجد الأمني والخدمات الشرطية عند مداخل الكنائس ومخارجها والطرق المؤدية إليها مع الحفاظ على حرم آمن بمحيط كل كنيسة يمنع انتظار السيارات بها، ساهم فى الحد من العمليات الإرهابية مع استحداث ممرات لمرور الزائرين والمصلين لإحكام السيطرة حتى وصولهم لمدخل الكنيسة المزود ببوابة إلكترونية للكشف عن المفرقعات، كما تم عمل تحويلات مرورية بمحيط الكنائس لإبعاد كافة السيارات عن مناطق دور العبادة.