تعتبر لندن العاصمة الحاضنة الأولى لجماعة الإخوان، لا سيما أنها تستقبل أكبر حجم من الاستثمارات القطرية الداعمة للوجودى الإخوانى، حيث تعد قطر من أكثر الدول استثمارا فى لندن خاصة فى مجال العقارات من بين المشترين من الشرق الأوسط، إذ فاق حجم استثماراتها فى هذا المجال 30 مليار جنيه إسترلينى، كما أعلن الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثانى رئيس وزراء قطر عن اعتزام بلاده استثمار 5 مليارات جنيه إسترلينى (6.29 مليار دولار) خلال السنوات الخمس القادمة فى بريطانيا.
وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة الخليج الإماراتية، أن «تنظيم الحمدين» يوفر التمويل اللوجستى لجماعة «الإخوان» الإرهابية بلندن التى يتوزع أعضاؤها على 4 مقار للخدمة الإدارية، وذلك بعد أن أضحت لندن مركزهم الرئيسى الجديد بعد الدوحة، ويتولى مهام إدارة المركز الجديد، إبراهيم منير، نائب مرشد الجماعة الإرهابية الذى يتحكم فى معظم مفاتيحها فى الخارج.
أموال قطر
ويشرف إبراهيم منير على نشاط الجماعة ويتولى التنسيق مع القطريين، حيث عمل على إخفاء مراكز الإخوان فى لندن عبر تقديمها كمقار إعلامية لا تخص الجماعة، بل مموهة بأسماء شركات وجماعات، ترك مهمة قيادتها لأعضاء من التنظيم العالمى للإخوان من لبنان ومصر والأردن والعراق.
وتقف أموال تنظيم الحمدين الحاكم فى قطر المبذولة لكل من اتخذ من الإرهاب مسلكاً له، خلف كل هذه المقار والأموال والأسلحة والدعم الإعلامى الذى تحظى به الجماعة الإرهابية، التى تعيش قياداتها مرفهين فى المملكة المتحدة.
بريطانيا والإخوان
ووفقا للحساب الرسمى للمعارضة القطرية، تعد الدوحة الداعم الأول للقيادات الإخوانية، وتمدها بالأموال والأسلحة، كما تسخر لها شاشة "الجزيرة"، وعدة وسائل إعلامية أخرى، كما تصدر من المقار المتناثرة فى لندن إصدارات "إخوان بريس"، المتخصصة فى نشر بيانات وإصدارات وأنشطة الجماعة سواء فى مصر أو غيرها من البلدان.
ومن المؤسسات التى أنشأتها قطر للإخوان فى لندن وتعد من المقار الرئيسية للجماعة مؤسسة قرطبة التى يديرها القيادى بالتنظيم الدولى للإخوان، أنس التكريتى، الذى أنشأ مجموعة تابعة للإخوان فى لندن تحت مسمى "مبادرة مسلمى بريطانيا".
وأورد الحساب الرسمى للمعارضة القطرية، أن من بين المؤسسات التابعة للجماعة فى لندن وتستخدمها فى دعم أنشطتها مؤسسة "كرون هاوس"، بجانب مؤسسة "كومينكيشن ميديا ليمتد" ويديرها أنس المقداد، بالإضافة إلى مؤسسة "بانكل هاوس".
أموال قطر المشبوهة
تتوزع الأموال القطرية المشبوهة حول العالم بين حصص فى شركات ومؤسسات وأسهم وعقارات وغيرها وتندرج هذه الاستثمارات تحت مظلة صندوق الثروة السيادية القطرى الذى يتخطى حجمه 335 مليار دولار، وتأسس فى العام 2005 وأطلق عليه اسم جهاز قطر للاستثمار.
يعتبر صندوق الثروة السيادية القطرى شريكا أساسيا ضمن مجموعة المستثمرين التى اشترت حصة 61% من شبكة أنابيب الغاز فى بريطانيا التى كانت تمتلكها الشبكة الوطنية، كما استحوذ الصندوق السيادى القطرى على 6% من البنك البريطانى "باركليز"، كما استحوذ جهاز قطر للاستثمار على 3 من أشهر الفنادق العالمية فى بريطانيا والولايات المتحدة، وهى فندق "جروفنر هاوس" فى لندن، وفندق "بلازا" وفندق "دريم داون تاون" فى نيويورك بقيمة إجمالية عند 772 مليون دولار.
اشترى "جهاز قطر للاستثمار"، بالتعاون مع "بروكفيلد بروبرتى بارتنرز"، شركة "سونجبيرد" العقارية البريطانية، التى تملك حى "كنارى وارف" المالى فى لندن، مقابل 3.9 مليارات دولار.
بريطانيا
أعلنت هيئات قطرية سيادية استعدادها لتمويل 95% من كلفة بناء برج "شارد" الذى يطل على الضفة الجنوبية لنهر "التايمز" فى لندن، والذى تبلغ تكلفته 660 مليون دولار، اشترت "قطر القابضة" 20% من شركة "بى إيه إيه" التى تدير عدداً من المطارات فى بريطانيا، وعلى رأسها مطار "هيثرو"، مقابل أكثر من 1.2 مليار دولار.
اشترى الصندوق السيادى للدوحة 20% من مطار هيثرو الدولى، كما رفعت الخطوط الجوية القطرية حصتها فى الشركة المالكة للخطوط الجوية البريطانية IAG SA إلى 20% العام الماضى.
وفازت شركة "الديار" القطرية بصفقة من وزارة الدفاع البريطانية لشراء ثكنات "تشيلسى"، وهى الثكنات العسكرية التابعة لحرس الملكة سابقا، بصفقة بلغت قيمتها 1.18 مليار دولار.
تاكسيات قطرية لدعم الإرهاب
وكانت الفترة الأخيرة شهدت نشر صور لعدد من سيارات الأجرة بأحد الشوارع الرئيسية في العاصمة البريطانية "لندن"، ملونة بلون العلم القطرى، مدون عليها عبارة تطالب بـ"رفع الحصار عن قطر".
تاكسيات تميم فى لندن
واصطفت تاكسيات وشاحنات عدة على جانب شارع رئيسى بالعاصمة البريطانية، ومدون عليها عبارة "lift the Blockade Against the people of Qatar" أى "ارفعوا الحصار عن شعب قطر".
يذكر أن المملكة المتحدة داعمة للحوار بين الدول المقاطعة وقطر، وأصدرت بيانًا يونيو الماضي، أكدت فيه على الحاجة إلى الحوار، لتهدئة التوتر فى منطقة الخليج، وكانت الحكومة القطرية استعانت بجون أشكروفت وزير العدل الأمريكي السابق، فى الفترة التى وقعت فيها هجمات 11 سبتمبر، فى إطار مساعيها لمواجهة اتهامات من دول عربية بدعم الإرهاب.