كتب محمد صبحى ومحمد أبو عوض
من وقت إلى آخر يحاول البعض ربط المشاهد السياسية فى عصر مبارك والإخوان بالمشهد بعد تحقيق الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل، وخاصة أنه تتبقى أيام معدودات لانعقاد البرلمان الجديد ليبدأ مهامه واختصاصاته ممثلا عن الشعب وساعيا لخدمة المجتمع، ولتكتمل به خارطة الطريق التى اتفق عليها الشعب بعد 30 يونيو، لنكون أمام دولة كاملة الأركان.
مبارك يختار رئيس المجلس
خلال تولية منصب رئيس الجمهورية لمدة لا تقل عن ثلاثين عاما عاشت مصر فيها حياة برلمانية شرسة كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك يختار فيها رئيسا للبرلمان تاركاً لمساعديه من رموز الحزب الوطنى حرية اختيار منصب وكيلى المجلس.
رئيس المجلس
أصدر الرئيس مبارك قرارا بتعيين الدكتور رفعت المحجوب رئيسا لمجلس الشعب، ولكن الإرهاب الأعمى اغتال رئيس المجلس، ليظهر فى الصورة الدكتور أحمد فتحى سرور رجل قانون على الساحة، وفى هذا التوقيت عقد أول اجتماع للهيئة البرلمانية للحزب الوطنى الديمقراطى، فى قاعة المؤتمرات بمدينة نصر برئاسة رئيس الحزب حسنى مبارك والذى كان يتحكم فى اختيار رئيس المجلس وأمينه العام بشكل أساسى، الذى أعلن فيه الرئيس عن اختياره –أى فتحى سرور- رئيساً لمجلس النواب من أعضاء البرلمان.
مبارك يختار سرور
اختار الرئيس حسنى مبارك الدكتور أحمد فتحى سرور رئيسا لمجلس الشعب منذ تسعينيات القرن الماضى وحتى برلمان 2010 الذى تم حله بناء على ثورة الشعب فى الخامس والعشرون من يناير، والتى كان أهم مطالبها إسقاط نظام الحكم ابتداءً باستقالة رئيس الجمهورية، وصولاً إلى حل غرفتى البرلمان المتمثلتين فى مجلسى الشعب والشورى، وإعادة تشكيل الحكومة التى كان يترأسها آنذاك الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق.
صراعات مقعد الوكيل
ولم يشهد منصب وكيل مجلس الشعب الاهتمام البالغ أو تسليط الضوء والمعارك والصراعات الموجودة حالياً على هذا المنصب إلا فى مواقف قليلة نسردها بعد الحديث عن وكلاء المجلس فى تاريخ البرلمان فى عصر مبارك والإخوان.
فى عهد مبارك
لم يهتم الرئيس الأسبق مبارك فى كثير من الأوقات بوكيل المجلس التشريعى والذى كان يتخذ فيه القرار مجموعة سميت بهيئة مكتب الحزب الوطنى وكانت تضم كل من الدكتور يوسف والى وكمال الشاذلى وصفوت الشريف وزكريا عزمى والدكتور مصطفى كمال حلمى رئيس مجلس الشورى و الدكتور على لطفى، والتى لحقها مجموعة الفكر الجديد كما أطلقوا على أنفسهم علىّ الدين هلال ومفيد شهاب وأحمد عز وجمال مبارك.
الجغرافيا تحدد الوكالة
كان اختيار الوكيل يشهد توازنا جغرافيا فى الاختيار عند قيادات الوطنى حيث يتم مراعاة أن يكون أحد الوكيلين ممثلا لوجه بحرى والآخر لقبلى بالإضافة إلى الالتزام بالقانون فى اختيار الفئات والعمال.
أبرز أسماء الوكلاء
مثل منصب الوكيل العديد من الأسماء الشهيرة أبرزهم السيد راشد رئيس اتحاد عمال مصر الأسبق وبرلمانى سوهاج الأشهر أحمد حماد.
"آمال عثمان" الوكيلة الوحيدة للمجلس
وفى مشهد هو الأشهر يصبح أحد وكيلى المجلس امرأة وهى الدكتورة آمال عثمان ليشاركها المنصب المهندس عبد العزيز مصطفى رئيس شركة مصر للتأمين.
وكيلى المجلس فى عهد الإخوان
اختلفت المعايير فى اختيار وكيلى مجلس النواب فى برلمان الذى وصفه البعض بأنه مجلس الإخوان حيث ذابت فيه فكرة ممثل للوكالة من وجهة قبلى وآخر من وجه بحرى بل وذهب الأمر إلى أبعد من ذلك ليظهر فيه المشهد للعودة للوراء بحرمان المرأة من الوجود على مقعد الوكالة ليختار ممثلو الشعب المهندس أشرف ثابت رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور وكيل للمجلس والبرلمانى عبد العليم داود وكيل ثانى للمجلس.
معركة "أيمن نور" على الوكالة تحت القبة
شهد مجلس الشعب حالة من الصراع بين الحزب الوطنى وحزب الوفد على مقعد وكيل البرلمان فى عام 2000 وكان ممثل حزب الوفد آنذاك أيمن نور بينما كان ممثل الحزب الوطنى الدكتورة آمال عثمان، إلا أن المعركة تم حسمها بتصويت الأغلبية لصالح مرشحة الحزب الوطنى.