وتسجل النصوص الفرعونية إحدى عشرة رحلة بين مصر وظفار فى السلطنة العمانية، بدأت أولها فى عام 2590 قبل الميلاد فى زمن خوفو بانى الهرم الأكبر، أما آخر النصوص الفرعونية التى تحمل تاريخا من العلاقات المصرية العمانية فكانت فى 1160 قبل الميلاد، تحكى عن رحلة بحرية من مصر إلى عمان.
وكانت الرحلات تقوم لشراء النحاس العمانى الذى تشتهر به السلطنة، وهو النحاس اللازم لصناعة الأسلحة، فيما كانت رحلات أخرى تقوم لشراء البخور اللازم للمعابد الفرعونية، حيث سجلت رحلة فى عصر الأسرة الخامسة فى زمن الملك ساحورع لشراء الطيب والبخور هناك، وهى الرحلة التى ذكرت فى الحجر الأثرى الشهير والمعروف بـ"حجر باليرمو".
أما مملكة "بونت" الشهيرة التى عرف عنها التبادل التجارى الواسع مع مصر، خاصة فى زمن الملكة حتشبسوت فيقدر العديد من العلماء أن موقعها الحالى هو أجزاء من مملكة عمان، ومنطقة ظفار.
وبعد الفتح الإسلامى لمصر، ورد مع الصحابى الجليل وفاتح مصر عمرو بن العاص وفدا من أبناء الأزد المقيمين فى سلطنة عمان حاليا، وحين قامت فرنسا بحملتها الشهيرة بقيادة نابليون بونابرت على مصر، عام 1798 قطع سلطان بن أحمد العلاقات العمانية الفرنسية، وأوقف محاولات دامت 5 سنوات لافتتاح قنصلية فرنسية فى مسقط، رغم رسائل نابليون بونابرت المهادنة له، والتى وعدته بألا يطاله ما طال المصريين من شىء، وهى العلاقات التى توقفت تماما إلى أن تم الجلاء عن مصر.
ولعل لعمان موقفا قويا لن ينساه المصريون بعدما قامت الدول العربية بقطع علاقتها بمصر عقب اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، والتى قررت فيها الدول العربية تعليق عضوية مصر بجامعة الدول العربية، ومقاطعة مصر وسحب سفرائها منها، إلا أن سلطنة عمان رفضت قطع علاقتها بمصر، واستمرت العلاقات وطيدة بين البلدين.
وفى العرض العسكرى بمناسبة احتفالات أكتوبر عام 1981، وهو العرض العسكرى الذى اغتيل فيه الرئيس محمد أنور السادات، جلس الرئيس السادات وإلى يمينه نائبه محمد حسنى مبارك، ثم الوزير العُمانى شبيب بن تيمور مبعوث السلطان قابوس دلالة على متانة العلاقات المصرية العمانية، والذى تعرض ايضا للإصابة جراء محاولة الاغتيال، كما استشهد أيضا المقدم خلفان بن ناصر الغمارى أحد المرافقين لوفد سلطنة عمان فى عملية الاغتيال، وقد سلمت مصر فى ابريل من عام 1982 وسام الشجاعة العسكرى المصرى من الطبقة الأولى لعائلة الشهيد الغمارى، لقيامه بحماية الكثيرين من الموجودين فى العرض العسكرى قبل الاغتيال، إذ أنه قام بالقفز على الكراسى ونحى رؤوسا عدة من الحاضرين فى العرض أثناء إطلاق النيران.
وتشهد العمالة المصرية فى سلطنة عمان زيادة دورية، إذ أنها ووفق آخر إحصائيات المركز الوطنى للإحصائيات بسلطنة عمان قد بلغت نحو 25 ألف مصرى، كما أن التبادل المصرى العمانى قائم فى عدد كبير من المنتجات، فتستورد مصر من سلطنة عمان منتجات النفط، ومنتجات حيوانية، وكذلك الورق وبعض الصناعات الكيماوية، فيما تصدر مصر إلى السلطنة أسلاك النحاس والأثاث والبرتقال والبلاط والسيراميك.