الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:22 م

الأمريكان يقتلون 100 من الموالين للجيش السورى فى "اشتباك نادر".. سقوط 3 طائرات "تركية روسية إسرائيلية".. دواعش سابقين ينضمون لقوات مدعومة أمريكيا.. والمعارضة تنسق مع إسرائيل

فبراير شهر الفوضى فى سوريا

فبراير شهر الفوضى فى سوريا فبراير شهر الفوضى فى سوريا
الأحد، 11 فبراير 2018 10:00 م
كتب محمود حسن

10 أيام مضت من شهر فبراير شهد فيها الصراع السورى تداخلا جديدا من الفوضى العارمة والصراعات الإقليمية بالوكالة، بل إن العديد من الأطراف التى كانت تقاتل بالنيابة عنها أطراف أخرى تدخلت بثقلها فى المعادلة، لينتقل الصراع لمرحلة جديدة تحارب فيها جيوش دول عدة على نفس أرض المعركة كل لصاالح حساباته الإقليمية.

 

الهجمة الإسرائيلية الأوسع ضد سوريا منذ عام 1982

 

إسقاط الطائرة الإسرائيلية من طرازF16  فى جنوب سوريا هو مرحلة جديدة من الصراع، فبعد 7 سنوات من استباحة المجال الجوى السورى بات واضحا أن رسالة أرسلت لإسرائيل أمس بأنه لا مزيد من تلك الهجمات، فى المقابل قالت إسرائيل إنها ألحقت أضرارا بالغة بأنظمة الدفاع السورية بعدما أُسقطت طائرة مقاتلة لها فوق سوريا، فيما قالت إسرائيل إنه الرد الأقوى من نوعه ضد سوريا منذ حرب لبنان عام 1982.

نحو 100 قتيل فى هجمة نادرة قصف أمريكى على "الجيش السورى والقوات الموالية له" يوقع حوالى 100 جندى

"هجمة نادرة" هكذا وصفت وكالات الأنباء أخبار الغارة الأمريكية التى تمت مساء الخميس، من قبل الطائرات الأمريكية على قوات تابعة للجيش السورى أو موالية له، مسؤول أمريكى فى البنتاجون قال إن الغارات أسقطت حوالى 100 من المقاتلين الموالين للنظام، وذلك فى رد انتقامى على هجوم شنته قوات موالية للنظام السورى على قوات سوريا الديمقراطية أمس الأربعاء.

التليفزيون السورى الرسمى وصف الهجمة بأنها عدوان جديد لدعم الإرهاب، أما القوات الأمريكية فقد قالت إن القصف تم بالمدفعية والدبابات وقذائف المورتر.

 

فبراير شهر سقوط الطائرات لـ "الأتراك والروس والإسرائيليين"

4 طائرات مختلفة الجنسيات سقطت فى سوريا منذ فبراير، الأولى هى الروسية التى أسقطها تنظيم القاعدة فى محافظة أدلب والتى أشرنا إليها فى السطور السابقة، أما الثانية فكانت طائرة مروحية تركية سقطت أمس فى عفرين وقتل طياريها الإثنين، وأما الثالثة فكانت بالمقابل طائرة إسرائيلية من طراز F16  تم إسقاطها بعد اختراقها المجال الجوى السورى.

"أردوغان" يطالب الأمريكان بالإنسحاب من "منبج" ليحتلها

يواصل "الموهوم بأحلام الخلافة العثمانية" التركى رجب طيب أردوغان عمليته العسكرية فى شمال سوريا فى هجمة تستهدف جيب "كردى" فى منطقة عفرين، ورغم التقدم البطىء للعملية التى بدأت منذ نحو أسبوعين، إلا أن الرئيس التركى الخميس الماضى استبق الأحداث وطالب القوات الأمريكية الموجودة فى هذا الجيب الكردى بالإنسحاب، قائلا إن الجيش التركى يسعى لإعادة المدينة لأهلها.

 

لكن لا يبدو أن القوات الأمريكية عازمة على الإنسحاب من منبج، على عكس القوات الروسية التى انسحبت من المنطقة فى إطار التفاهمات مع الجانب التركى، بل يبدو بهجمتها اليوم ضد النظام السورى أنها توجه رسالة واضحة إلى الأتراك أن قوات "سوريا الديمقراطية" هى ابنتها الشرعية فى سوريا ولن تتركها وحيدة.

 

صواريخ مضادة للطائرات بيد تنظيم القاعدة فى سوريا وروسيا تحقق فى الجهة التى أرسلتها

 

وصل جثمان الطيار الروسى الذى قتل قبل أيام إلى موسكو، أما من أسقط الطائرة فهو بشكل واضح تنظيم "هيئة تحرير الشام" أو جبهة النصرة سابقا والتابع لتنظيم القاعدة، لكن المشكلة ليست فى مقتل طيار واحد ووصول جثمانه بشكل غامض إلى روسيا، بعد أن هبط بمظلته واشتبك مع عناصر النصرة وقتل فى خلال هذه الاشتباكات.

 

المشكلة الآن لدى الروس أن هناك صواريخ مضادة للطائرات وصلت إلى يد تنظيم القاعدة، وهذا يعنى أن سيطرتها على المجال الجوى الروسى باتت فى خطر كبير، لذا أصدرت أوامر لطياريها بالطيران على ارتفاعات عالية، وعدم الانخفاض بطائراتهم، فى مقابل توعد من روسيا بأنها ستحقق لتعرف من ارسل الأسلحة

 

تنسيق اسرائيلى مع فصائل إسلامية لمواجهة فصيل مبايع لداعش على حدود الجولان

 

وفى تطور هو الأول من نوعه، قصفت طائرات يعتقد أنها اسرائيلية مواقع جنوب دمشق يسيطر عليها تنظيم "جيش خالد بن الوليد" والذى بايع تنظيم داعش، ويسيطر على حوالى 250 كيلو متر مربع فى محافظة درعا.

وتزامن التمهيد بالقصف مع اشتباكات بين جيش خالد بن الوليد وفصائل المعارضة السورية المسلحة ذات التوجه "الإسلامى" قضى فيها نحو 9 من هذه العناصر، فيما قضى 13 من "جيش خالد بن الوليد".

 

عناصر مستسلمة لداعش تنضم إلى قوات مدعومة أمريكيا!

 

واحدة من أكثر التطورات العجيبة فى الفوضى السورية، هو النبأ الذى أعلن عنه المرصد السورى لحقوق الإنسان، حيث أذاع نقلا عن مصادره أن عناصر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا أفرجت عن 400 مقاتل تابع لتنظيم داعش كانت تحتجزهم فى محافظة دير الزور، كما نقل أن 120 من هؤلاء انضم إلى القوات المدعومة أمريكيا!.

 

المدنيين ضحايا القتال فى الغوطة الشرقية

 

وفى الوقت الذى يدور فيه الصراع الإقليمى فى الشمال والجنوب السورى، فإن العاصمة السورية تشهد مىسى بشرية بحق المدنيين، ففى الوقت الذى تتهم فيه المعارضة السورية النظام السورى بقتل حوالى 240 مدنيا خلال 5 أيام من القصف الصاروخى، فإن الحكومة السورية بالمقابل تتهم المعارضة بالمقابل بالقصف العشوائى لأحياء العاصمة السورية دمشق، مما أدى لمقتل وإصابة 8 مواطنين.


print