ـ قوات تابعة للأمم المتحدة ترصد نقل "صناديق غامضة" لسوريا تضم أسلحة وذخائر
ـ قادة فصائل مسلحة يتواصلون مع تل أبيب علناً ويؤيدون ضربات الاحتلال ضد دمشق
ـ خدمات طبية ولوجستية إسرائيلية للمسلحين فى سوريا برعاية "نتانياهو"
ـ الإعلام الإسرائيلى يفضح لقاءات مسئولى "الجيش الحر" مع جنرالات إسرائيل
ليست إمارة قطر وحدها الداعمة للإرهاب والتطرف بمنطقة الشرق الأوسط، فهناك داعم وممول آخر لا تقل خطورته عن خطورة النظام القطرى برئاسة تميم بن حمد آل ثانى، هى دولة الاحتلال الإسرائيلى، التى تدعم المسلحين فى سوريا لقتال القوات السورية النظامية بهضبة "الجولان" وغيرها لتأمين حدودها وصد الأخطار عنها بصورة غير مباشرة.
وبعد العدوان الإسرائيلى الأخير، والذى ردت عليه القوات السورية بإسقاط مقاتلة لجيش الاحتلال، وقبل هذا التحرك، خرجت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بتقارير تفضح "العلاقات المشبوهة" بين الحكومة الإسرائيلية الحالية بزعامة بنيامين نتانياهو، والعديد من الفصائل الإرهابية المسلحة المنتشرة فى ربوع سوريا وعلى رأسها "الجيش السورى الحر".
وكان آخر تلك التقارير، ما نشرته المدونة الإسرائيلية المشهورة والخبيرة فى الشأن السورى، إليزابيث تسوركوب، على موقع "War on the Rocks" منذ عدة أيام، حيث كشفت أن إسرائيل زادت من حجم الإمدادات التى تنقلها للمسلحين فى سوريا وذلك بناء على اتصالات أقامتها مع من اسمتهم فى تقريرها "ثوار" فى المنطقة.
وقالت الخبيرة الإسرائيلية أن 7 منظمات "سنية" تتبع التنظيمات المسلحة المعارضة للنظام السورى فى هضبة الجولان، على الأقل، حصلت على أسلحة وذخيرة وأموال لشراء معدات عسكرية من إسرائيل.
وأشارت تسوركوب، إلى أنها لاحظت فجوة كبيرة بين توقعات المسلحين السوريين بشأن مدى المساعدات التى تنوى إسرائيل تقديمها والتدخل فى الشأن السورى مثل أن هناك من يظن أن إسرائيل ستعاونهم على إسقاط النظام السورى وبين المساعدات المحدودة التى تقدمها إسرائيل وتنوى تقديمها.
مد إسرائيل للإرهابيين بالمال والسلاح
وفى هذا السياق، نشر المحلل والخبير الإستراتيجى الإسرائيلى والمتخصص فى الشئون العربية بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، عاموس هاريئيل، يوم الاثنين، تقريرا عن الجهود الإسرائيلية لإبعاد إيران وأتباعها عن هضبة "الجولان" السورية المحتلة، وذلك عبر هجمات جوية إسرائيلية من ناحية، وعبر مد القوات المسلحة المعارضة التى تحارب نظام الرئيس السورى بشار الأسد بالسلاح والأموال من ناحية أخرى.
وأضاف هاريئيل، أن إسرائيل إلى جانب تقديم المساعدات العسكرية للمعارضين السوريين، تقدم مساعدات للبلدات المحاذية للحدود معها، والتى ما زالت تقع تحت سيطرة هولاء المسلحين، مشيرا إلى أنه برغم من اعتراف تل أبيب رسيما بتقديم المساعدات الإنسانية لمن اسماهم بـ"الثوار السوريين"، إلا أنها لا تزال تنكر تزويد أى جهة فى سوريا بالأسلحة.
وحسب المحلل الإسرائيلى، تأتى زيادة المساعدات العسكرية فى أعقاب تطورات عدة وقعت على أرض المعركة فى سوريا، أبرزها إعادة سيطرة نظام الأسد والقوات المحالفة له على جنوب سوريا، خاصة المناطق القريبة من هضبة الجولان، بالإضافة لتطور آخر هو رفض الشرط الإسرائيلى إبعاد القوات الإيرانية شرقا لطريق "دمشق – درعا" فى إطار اتفاق منع الاشتباك الذى وقعته الولايات المتحدة وروسيا والأردن.
أما التطور الثالث الذى كشف عنه المحلل الإسرائيلى فهو تقليص الدور الأمريكى فى الحرب فى سوريا، والدليل على ذلك إغلاق غرفة العمليات التابعة لجهاز الأستخبرات المركزية الأمريكية الـ "CIA" فى عمان، والذى كان مسئولا عن تنسيق العمليات مع المعارضين المسلحين فى سوريا.
معارض سورى يزور إسرائيل
ويأتى التقرير الإسرائيلى الفاضح لسياسة تل أبيب الداعمة للإرهابيين فى سوريا، بعد أيام قليلة، من فضح زيارة معارض سورى، وعضو منصة أستانة، يدعى "عبد الجليل السعيد"، إلى إسرائيل خلال شهر فبراير الجارى، ولقائه بعدد من قادة جيش الاحتلال الإسرائيلى فى تل أبيب، على رأسهم المتحدث سام الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى.
وفى نهاية عام 2016، كشفت المعارضة السورية المناهضة لنظام الرئيس السورى، لأول مرة بصورة علانية تواصلها مع القيادات الإسرائيلية، داعية الإسرائليين للتظاهر من أجل التعبير عن تضامنهم مع السوريين والأوضاع فى مدينة حلب.
ورحب منسق جبهة الإنقاذ الوطنى السورية المعارضة فهد المصرى، فى حينها بالتصريحات الصادرة من إسرائيل عن الأوضاع فى سوريا، خاصة دعوة وزير الداخلية اليمينى المتشدد اريه درعى، إلى عقد جلسة طارئة فى مجلس الأمن الدولى حول الأوضاع فى المدينة، كما رحب بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجادور ليبرمان ووزيرة الخارجية السابقة تسيبى ليفنى حول سوريا، مشيرا إلى أن يسعى جاهدا إلى إجراء اتصالات مع القيادة الإسرائيلية بهذا الشأن.
وأكد المعارض السورى أن سوريا الجديدة فى مرحلة ما بعد الأسد لن تكون دولة معادية لإسرائيل، ورحب بشدة بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى التى لمح فيها إلى تورط الجيش الإسرائيلى فى شن هجمات ضد قواعد تابعة للجيش السورى مؤخرا.
وفى إطار تأكيد العلاقات بين المسلحيين السوريين المتهمين بالإرهاب وتل أبيب قال المعارض السورى: "إذا أرادت إسرائيل خدمة أمنها وأمانها وأمن واستقرار الشرق الأوسط فعليها أن تتوقف عن منع سقوط حكم الأسد ويمكن لإسرائيل أن تساعد على حماية المدنيين فى سوريا بممارسة الضغط على موسكو لوقف استهداف المدنيين والمناطق السكنية"، على حد قوله.
قادة فصائل الإرهاب يتواصلون مع تل أبيب
وعقب تصريحات المعارض السورى، العلنية عن العلاقات المشبوهة بين إرهابيو سوريا وتل أبيب، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن تعاون وثيق بين عناصر "الجيش السورى الحر" وإسرائيل، بالإضافة إلى تأكيد مراقبى الأمم المتحدة فى هضبة الجولان خلال السنوات الأخيرة عن وجود تعاون بين إسرائيل والمعارضة السورية على نطاق واسع.
وقد كشفت تقارير تابعة للأمم المتحدة، تفاصيل عن لقاءات جرت على الحدود بين ضباط وجنود الجيش الإسرائيلى ومسلحين من المعارضة السورية منذ عام 2013، حيث تعمل إسرائيل باستيعاب جرحى سوريين للعلاج الطبى فى أراضيها بتوجيهات من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو.
خدمات طبية ولوجستية إسرائيلية للإرهابيين
كما كشفت التقارير أقامة جيش الاحتلال على مقربة من الحدود السورية ـ الإسرائيلية مستشفى ميدانيا فى هضبة الجولان، بل ونقل جرحى سوريين للعلاج الطبى فى مستشفيات ميدانية فى صفد ونهريا داخل إسرائيل.
وأكدت تقارير الأمم المتحدة أن هناك تعاون واسع النطاق بين إسرائيل والتنظيمات المسلحة المعارضة للرئيس بشار الأسد، يتمثل فى نقل المسلحين الجرحى إلى الجانب الإسرائيلى والعودة منه، وكذلك تقديم الدعم الإسرائيلى الإضافى الذى تمنحه للمعارضة.
وتدعى تل أبيب أن الجرحى المعالجين هم مواطنون يصلون إلى الجدار الحدودى بمبادرة منهم ودون تنسيق مسبق، لأنه لا يمكنهم الحصول على علاج طبى يلائمهم فى الجانب السورى، ولكن بعد ذلك، تم اكتشاف أن نقل الجرحى السوريين للعلاج فى إسرائيل، يتم بالتنسيق مع قادة الفصائل السوريين، حيث كشفت تقارير الأمم المتحدة فى نهاية عام 2014 وجود اتصال مباشر يجرى بين الجيش الإسرائيلى ومسلحين من تنظيمات المعارضة والمليشيات فى سوريا.
فيما كشفت التقارير الأممية نقل مسلحين جرحى من سوريا إلى الجانب الإسرائيلى وتسليمهم إلى الجنود الإسرائيليين، ففى التقرير تمت مناقشته بين أعضاء مجلس الأمن فى 3 من ديسمبر 2013، ذكر المراقبون الدوليين على الحدود المشتركة أنهم لاحظوا نقل عشرات الجرحى المسلحين من المليشيات السورية، إلى الجانب الإسرائيلى وتسليمهم إلى الجنود الإسرائيليين.
وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن التعاون بين الجيش الإسرائيلى والمسلحين السوريين لا يشمل فقط نقلا للجرحى من جانب إلى آخر، بل أن جنود الجيش الإسرائيلى يسلمون المعارضة السورية "صناديق" غامضة تحتوى على معدات وأسلحة.
وقدمت التقارير التابعة للأمم المتحدة، للاطلاع عليها إلى 15 الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة وأظهرت فى موقع الإنترنت للأمم المتحدة، تفاصيل عن اللقاءات التى جرت على الحدود بين ضباط وجنود الجيش الإسرائيلى ومسلحين من المعارضة السورية، مشيرة إلى أن قوات الأمم المتحدة المراقبة فى هضبة الجولان، "الأندوف"، أقيمت فى عام 1974 كجزء من اتفاقيات فصل القوات بين إسرائيل وسوريا وحدد الاتفاق منطقة عازلة على طول عدة كيلو مترات فى الجانب السورى لخط وقف إطلاق النار الذى انتشر فيه جنود الأمم المتحدة ويمنع على السوريين وضع قوات عسكرية فيه، وحتى 2013، مر ما يقارب 1000 مراقب ذهابا وإيابا بين الجيش الإسرائيلى والجيش السورى على طول "الخط البنفسجى" فى الجولان وراقبوا تطبيق اتفاقية فصل القوات.
علاقة تل أبيب المشبوهة بـ "داعش"
وحول العلاقات المشبوهة بين تل أبيب وتنظيم "داعش" الإرهابى، كان قد كشف وزير الدفاع الإسرائيلى الحالى موشية يعلون، قبل عدة أشهر، أن تنظيم "داعش" قدم اعتذارا لإسرائيل دون أن يحدد كيفية ذلك على إطلاقه قذائف من سوريا سقطت على شمال إسرائيل بشكل خاطىء.
وأضاف فى حوار للقناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى أن الجيش الإسرائيلى عندما رد بقصف المناطق المناطق العسكرية السورية لكون الجيش السورى هو المسئول عن هذه الاراضى، مضيفا أن تنظيم داعش أعلن اعتذاره عقب قصف المدفعية الإسرائيلية لهذا المناطق التى أطلق منها 3 قذائف صاروخية سقطت فى أراضى غير مأهولة على الحدو الإسرائيلية.
وفى السياق نفسه، كان قد قلل إيتان بن دافيد مدير مكتب مكافحة الإرهاب التابع لمكتب لرئيس الوزراء الإسرائيلى، فى وقتا سابق من احتمالية تنفيذ التنظيم الإرهابى لهجمات على تل أبيب، كاشفا النقاب فى حوار مع مجلة " ديفتس إسرائيل" على أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تقود مفاوضات مع التنظيم لاستعادة عرب 48 الذين أنضموا للتنظيم.
وقال المسئول الأمنى الإسرائيلى إن هناك 100 من عرب اسرائيل انضموا لتنظيم داعش متوقعا عودة بعضهم بعد هذه المفوضات، مضيفا أن الوضع فى اسرائيل ليس كما فى اوروبا التى يوجد بها عدد كبير من عناصر داعش الذين نشأوا داخل هذه الدول ، مؤكدا أن إسرائيل ليست هدفا الان لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادى .
فيما قال الحاخام الإسرائيلى "" المتطرف والمشهور بعدواته للعرب، فى وقت سابق أيضا، إن الرب سلط تنظيم "داعش" على الدول والأمم التى تريد السيطرة على إسرائيل والقضاء على اليهود فى أنحاء العالم، على حد زعمه.
وأضاف الحاخام المتطرف قريب الصلة بالدوائر الأمنية الإسرائيلية، أن انتشار داعش فى المنطقة العربية وانضمام أوربيون إلى التنظيم بل توجيه ضربات فى أوروبا يهدف فى الأساس إلى تهجير اليهود إلى إسرائيل، لذا يعتبر تنظيم "داعش" حاميًا لليهود.
والجدير بالذكر أنه منذ ظهور تنظيم "داعش" فى عام 2014 وسيطرته على أجزاء من الأراضى السورية والعراقية لم يطلق طلقة واحدة تجاه إسرائيل، كما أنه لم ينفذ أى عملية فى قلب إسرائيل مثل العمليات التى ينفذها ضد الدول العربية والأوربية ويعلن مسئوليته عنها .