تشكل القاعدة ثمرة اتفاق دفاعى عقدته الدوحة مع واشنطن أثناء حرب الخليج الثانية من أغسطس 1990 إلى فبراير 1991، وتعهدت الدوحة حينها بإنشاء قاعدة "العديد" الجوية، ومقابل تحملها تكاليف إنشاء القاعدة، حصلت الدوحة من واشنطن على ضمان توفير الحماية لها من العراق أثناء حكم الرئيس الراحل صدام حسين، علاوة على تدريب جيشها، وتزويده بالأسلحة المتطورة.
وكشفت مصادر بالمعارضة القطرية لـ"برلمانى"، أن القاعدة الأمريكية تقام بها حفلات "غير أخلاقية" تحت مسمع ومرئى تميم بن حمد آل ثانى أمير قطر، مؤكدين أن القاعدة بمثابة "وكر لممارسة الدعارة والشذوذ" بين الجنود الأجانب اللذين يخدمون بداخلها.
ومن خلال البحث على القاعدة الأمريكية فى قطر من خلال محرك البحث "جوجل" باستخدام خاصية الخرائط "maps" فلن تظهر أى نتائج لمساحة القاعدة أو تفاصيلها.
وحسب المعلومات المتوفرة عن القاعدة بشبكة الإنترنت، فأن القاعدة تضم قوات قطرية وبريطانية وأمريكية، وغيرهم من قوات التحالف الأجنبية، كما أنها تستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية ومقر القيادة المركزية للقوات الجوية التابعة للولايات المتحدة والسرب رقم 83 من القوات الجوية التابعة لسلاح الجو الملكى وجناح المشاة الجوية رقم 379 التابع إلى القوات الجوية الأمريكية.
وفى عام 1999 قال أمير قطر وقتها آنذاك حمد بن خليفة آل ثانى، للمسئولين الأمريكيين أنه يود أن يرى أكثر من 10 آلاف جندى أمريكى متمركزين بشكل دائم فى القاعدة.
وبدأت القاعدة باستضافة معدات وأسلحة لا تتجاوز ما يحتاج إليه لواء عسكرى واحد، قبل أن تتحمل قطر تكاليف توسيعها تدريجيا لتستخدم فى عام 2001، فى الحرب الأمريكية على أفغانستان، وبعد هذا التوقيت بعامين وتحديدا فى عام 2003، تم تزويد القاعدة بمخازن استراتيجية للأسلحة والذخائر الأمريكية، لتنطلق منها غارات القوات الجوية وقوات التحالف، لضرب العراق وتدميره.
كما استخدمت القوات الجوية البريطانية "العديد" كقاعدة لوجستية لقواتها فى حربى أفغانستان والعراق، وذلك منذ عام 2001 حتى 2009، ومنذ عام 2014، تستخدم القاعدة مركزا استخباراتيا لجمع المعلومات فى منطقة الشرق الأوسط، وتعد نقطة قيادة فى الحرب التى تخوضها الولايات المتحدة على أعدائها بالمنطقة العربية.
وكانت الدوحة قدمت نهاية الشهر الماضى، حزمة جديدة من الوعود تشمل تعهدات بتوسعة قاعدة العديد العسكرية الأمريكية التى تستضيفها الإمارة، عبر بناء مجمعات سكنية لأسر الضباط الأمريكيين العاملين فى القاعدة وغير ذلك من الامتيازات.
وجاءت التعهدات القطرية الجديدة، بعد 8 أشهر من المقاطعة العربية للإمارة، التى تقودها كلا من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، ردا على تمسك نظام تميم بن حمد بدعم وتمويل الإرهاب، اعتبرها مراقبون بمثابة محاولة جديدة لاستمالة البيت الأبيض، للانحياز للرؤية القطرية فى الأزمة القائمة.
وبحسب مصادر خليجية، تشمل حزمة الوعود القطرية الجديدة تجهيز البنية التحتية داخل قاعدة العديد لاستضافة ضباط وجنود البحرية الأمريكية "المارينز" قبل عام 2040 ليعسكروا جنبا إلى جنب بجوار جنود سلاح الجو الأمريكى الذى يبلغ عددهم حوالى 11 ألف جندى.
وأعلن وزير الدفاع القطرى خالد العطية، وفق بيان رسمى صادر عن وزارته ونشرته على صفحتها بموقع "تويتر" مؤخرا، أن بلاده تسعى لتوسيع قاعدة "العديد" الأمريكية، واستضافة البحرية الأمريكية إلى جانب سلاح الجو الموجود فيها، وهو الإعلان الذى لقى ترحاب من جانب القيادة العسكرية الأمريكية، لأن ذلك يشكل تواجد دائم للولايات المتحدة بمنطقة الخليج العربى للأبد.
وكان قد كشف موقع "ديفنس وان" الأمريكى المتخصص فى شئون الدفاع والسلاح، عن التعاون العسكرى بين قطر والولايات المتحدة فى ظل الأزمة الخليجية المتصاعدة، مؤكدا على أن قطر وضعت خططا تسمح للبحرية الأمريكية بوضع سفن حربية والسماح للعائلات الأمريكية بالعيش فى قاعدة العديد الجوية، فى محاولة لتعميق العلاقات العسكرية وكسب ودها.
ونقل الموقع عن مصدر عسكرى أمريكى، تأكيده على أن القاعدة تخضع حاليا لخطط تشمل مشاريع خاصة بتطوير البنية التحتية فى جميع أنحاء المنشأة العسكرية، وقد بدأ بالفعل تنفيذ جزء منها.
وقال المسئول العسكرى الأمريكى: "تخطط القوات الجوية حاليا وتنفذ أكثر من 12 مشروعا لتحسين البنية التحتية بالقاعدة، وتشمل المشاريع تطوير بناء مخازن جديدة ومنشآت تدريب وصيانة، مع ربط نظام الصرف الصحى للعديد بالشبكة القطرية خارج القاعدة"، واصفا تلك المشروعات بأنها نقلة للقاعدة الجوية من بيئة استطلاعية بمنشآت مؤقتة إلى قاعدة ذات بنية تحتية دائمة لتحافظ على عمليات طويلة الأمد.
وكشف المسئول، عن أن قطر تعتزم بناء حوالى 200 منزل للعائلات الأمريكية وزيادة بناء أماكن الإقامة وبناء مراكز ترفيهية فى القاعدة التى تستضيف القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية ومركز العمليات الذى يشرف على العمليات العسكرية فى الشرق الأوسط وأفغانستان.