بعد موت ستالين عام 1953م، أعلن قادة الاتحاد السوفيتى الجدد شجبهم ورفضهم لما تم وصفه بالسياسة الوحشية لستالين التى بدأت منذ وصوله إلى الحكم فى 1924م، وأصبحت سياسة القمع والاعتقال هى شعار هذه المرحلة، وكان من بين الإصلاحات التى أعلن عنها ميخائيل غورباتشوف، حينما تسلم زعامة الاتحاد السوفيتى عام 1985م، ما عرف بسياسة "جلاسنوست" والتى تعنى الانفتاح السياسى، وتهدف لإزالة أساليب قمع الحريات الستالينية، ومن بينها منع الكتب وإطلاق اليد الطولى للشرطة السرية، كما عمل على تحرير السجناء السياسيين وإعطاء الصحافة الحق فى انتقاد الحكومة، إلا أن كل هذه الإصلاحات كانت أبطأ من تؤتى ثمارها.
والسؤال: هل يعرف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن الاتحاد السوفيتى الذى يحلم بعودته مجددًا، كان يمثل فزاعة كبيرة لشريحة المثقفين على سبيل المثال، أم أنه يفكر فى القوة الاستراتيجية والعسكرية فقط، هذه الفزاعة وسلطة القمع التى لم تقف فقط عند منع الكتب، بل وصلت إلى منع كاتب يحصل على جائزة نوبل للآداب ويتم إجباره على التنازل عنها.. هل يعقل هذا؟!.
تفاصيل هذه الواقعة الشهيرة تتعلق بالكاتب الروسى بوريس باسترناك، وهو الكاتب الذى فاز بجائزة نوبل للآداب، عن رواية واحدة فقط، وهى "دكتور جيفاجو"، إلا أن السلطة القمعية والغاشمة أجبرت الكاتب على التنازل، ولم تر فى هذه الجائزة تشريف متميز لإحدى رموز قوتها الناعمة.
لم تكن هذه هى الحالة الوحيدة التى تعرض لها المثقفون إبان الاتحاد السوفيتى، فحالات المنع ما أكثرها، وسوف نذكر بعضها وأبرزها:
رواية 1984 للكاتب جورج أوريل، وتم منعها فى الاتحاد السوفيتى سنة 1950، بعد أن أدرك ستالين أن الرواية تسخر من زعامته.
رواية أرخبيل جولاغ للكاتب ألكسندر سولجنيتسين منعت فى الاتحاد السوفييتى لأنها كانت تناقض الصورة التى كانت الحكومة السوفيتية تحاول أن تظهر بها سياساتها أمام العالم. وقد رفع هذا المنع، بل وقد قررت وزارة التربية الروسية رواية أرخبيل جولاغ على طلبة المدارس الثانوية.
كتاب كفاحى أدولف هتلر، من أبرز الكتب التى تم منعها فى ألمانيا، ويتشدد الاتحاد الروسى فى هذا المنع.
رواية مزرعة الحيوان للكاتب جورج أوريل، حذفت مقدمة المؤلف فى جميع الطبعات تقريبًا. كما رأت قوات الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية أن الرواية بأكملها تمثل نقدًا للاتحاد السوفيتى، وهى دولة حليفة فى ذلك الوقت، وبالتالى رأت أن الرواية غير صالحة للنشر فى زمن الحرب فأحجم الناشرون عن طبع الرواية وسحبت نسخها من المكتبات، وبعد نشر الرواية مُنعت فى الاتحاد السوفييتى وغيره من الدول الشيوعية.
رواية "يوم من حياة إيفان دينيسوفيتش" ألكسندر سولجنيتسين، تم منعها من النشر فى الاتحاد السوفيتى سنة 1964.