وحتى الآن، كان معظم ما تم تداوله عن فيس بوك وانتخابات عام 2016 يركز على التدخل من قبل عملاء روس، ويجرى بالفعل التحقيق فى هذه الجهود من قبل FBI ومجلس الشيوخ الأمريكي، ولكن الآن هناك بعض الحقائق الجديدة المتعلقة بفوز "دونالد ترامب" بفضل شركة تحليل بيانات شهيرة تدعى Cambridge Analytica.
وبحسب ما ورد، حصلت الشركة التى تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها على بيانات ملايين مستخدمىFacebook بطريقة انتهكت سياسات الشبكة الاجتماعية، ثم استفادت من هذه المعلومات لبناء ملفات تعريف للمستخدمين وأصدقائهم، والتى تم استخدامها للإعلانات السياسية من قبل فريق ترامب خلال الانتخابات الأمريكية 2016، بالإضافة إلى بعض الحملات الخاصة بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوربى.
ويقول Facebook إنه أخبر Cambridge Analytica بضرورة حذف تلك البيانات، ولكن التقارير تشير إلى أن المعلومات لم يتم تدميرها، وتقول الشركة إنها تتوافق مع قواعد الشبكة الاجتماعية، ولا تتلقى سوى البيانات "التى يتم الحصول عليها بشكل قانونى وعادل" ، كما أنها تحذف البيانات وقت اللزوم.
ما هى شركة Cambridge Analyticaوماذا فعلت؟
"كامبردج أناليتيكا" هى شركة تحليلات بيانات مقرها المملكة المتحدة، وتساعد الحملات السياسية فى الوصول إلى الناخبين المحتملين عبر الإنترنت، وتجمع الشركة البيانات من مصادر متعددة، لتحديد "ملامح" الناخبين، ثم تستخدم الشركة برامج الكمبيوتر للتنبؤ بسلوك الناخبين، والتى يمكن أن تتأثر بعد ذلك من خلال الإعلانات.
وقال فيس بوك فى بيان صدر فى وقت متأخر يوم الجمعة أن كامبريدج أناليتيكا تلقت بيانات من شخص يدعى "ألكسندر كوجان"، وهو محاضر فى جامعة كامبريدج، أنشأ تطبيقًا باسم "thisisyourdigitallife"، وطلب من المستخدمين تسجيل الدخول باستخدام حسابهم على فيس بوك، وبعد ذلك أرسل تلك البيانات إلى كامبريدج أناليتيكا بدون إذن المستخدم، وهو أمر مخالف لقواعد الشبكة الاجتماعية.
وقال بول جريال، نائب الرئيس والمستشار العام فى فيس بوك: "على الرغم من أن كوجان تمكن من الوصول إلى هذه المعلومات بطريقة مشروعة، إلا أنه لم يلتزم لاحقًا بقواعدنا".
ما علاقة هذا بـ "ترامب"؟
لجأت حملة ترامب الانتخابية إلى شركة "كامبردج أناليتيكا" خلال انتخابات عام 2016، حيث ساعدت الشركة الحملة فى تعريف الناخبين واستهدافهم باستخدام الإعلانات، وقدمت نصائح حول أفضل طريقة للوصول إليهم، وهذا من خلال البيانات التى جمعتها عنهم عبر فيس بوك.
عملت كامبردج أناليتيكا أيضًا مع حملات انتخابات رئاسية أخرى عام 2016 ، وفقًا لموقعها الإلكترونى وتقارير وسائل الإعلام المختلفة، وشملت تلك الحملات السناتور تيد كروز والمرشح الرئاسى بن كارسون، الذى انضم إلى حكومة ترامب كوزير للإسكان والتنمية الحضرية.
لماذا حظر فيس بوك كامبريدج أناليتيكا؟
قال فيس بوك إن شركة "كامبريدج أناليتيكا" تم حظرها بشكل كامل من الموقع، وهذا بعد أن تلقى تقارير تفيد بأنه لم يتم حذف جميع بيانات المستخدم، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت أن بعض منها على الأقل لا يزال موجودًا.
وقالت Cambridge Analytica فى بيان لها يوم السبت إنها تحذف جميع البيانات وهى على اتصال مع Facebook بشأن هذه القضية.
هل هذا يعنى أن فيس بوك مخترق؟
تصف صحيفة "نيويورك تايمز" ما حدث بأنه "خرق" للبيانات وتقول إنها واحدة من أكبر عمليات تسريب البيانات فى تاريخ الشبكة الاجتماعية العملاقة فيس بوك، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن ما يقرب من 270000 مستخدم ممن منحوا "كوجان" إمكانية الوصول إلى معلوماتهم سمح له بجمع البيانات عن أصدقائهم أيضًا، ويقال إن أكثر من 50 مليون مستخدم تأثروا.
ولكن فيس بوك ترى أن ما حدث ليس بخرق، لأن جميع المعلومات التى حصل "كوجان" عليها تم الوصول إليها بشكل قانونى وضمن قوانينه، المشكلة هى أنه كان من المفترض أن لا يسلمها لطرف آخر.
هل يسمح فيس بوك للتطبيقات بالوصول إلى بياناتك؟
عند تسجيل الدخول إلى أحد التطبيقات باستخدام حساب Facebook الخاص بك ، يطلب المطور عادة الوصول إلى المعلومات الموجودة على الشبكة الاجتماعية، فى بعض الأحيان يكون اسمك وعنوان بريدك الإلكتروني، وفى أحيان أخرى ، يكون موقعك وبيانات أصدقائك أيضًا.
يقول فيس بوك إن قواعده تحدد أن المطورين لا يمكنهم مشاركة المعلومات التى يتلقونها مع الشركات الأخرى، وهنا يبرز سبب المشكلة بين Kogan و Cambridge Analytica.
كيف تأثر فيس بوك بهذا الأمر؟
انخفض سهم "فيس بوك" خلال تداولات أمس الاثنين، فى طريقه لتسجيل أسوأ أداء يومى فى نحو ست سنوات عقب الأخبار الخاصة باستغلال شركة Cambridge Analytica موقع التواصل الاجتماعى واختراق حسابات وبيانات أكثر من خمسين مليون مستخدم بشكل غير قانونى.
وتراجع مؤشر "فيس بوك" بنحو 7.22% إلى 171 دولارا للسهم، متجه لتسجيل أسوأ أداء فى جلسة تداول منذ سبتمبر 2012.
كما طالب بعض المدافعين عن الخصوصية المستخدمين بالتفكير جيدا قبل تسجيل الدخول على التطبيقات باستخدام فيس بوك، بالإضافة إلى أن البعض طالب مباشرة بالتوقف عن استخدام فيس بوك من الأساس.