واستغلت تركيا حالة الضعف والوهن التى عصفت ببعض الدول ومارست أبشع الانتهاكات ضد الدول التى ترتبط بحدود مشتركة معها ولا سيما سوريا، حيث احتلت القوات التركية مدينة عفرين التى تقع شمال غرب سوريا، إضافة لدعم الميليشيات الإرهابية التى تنشط فى الداخل السورى وتؤثر على أمن واستقرار المنطقة.
ورفضت الدولة السورية ممثلة فى وزارة الخارجية التدخلات العسكرية التركية شمال البلاد والتنكيل العرب والأكراد شمال البلاد، محذرة من تداعيات التدخل العسكرى الذى يقوده أردوغان داخل الأراضى السورية، والذى سيكون له تداعيات سلبية على أمن واستقرار سوريا وسيقوض جهود السلام التى تقودها الأمم المتحدة.
وتستغل تركيا ورقة "حزب العمال الكردستانى" للقيام بعمليات عسكرية شمال العراق، زاعمة ان عملياتها الجوية هناك تأتى لمنع أى عمليات إرهابية يمكن أن تستهدف الأراضى التركية، وأعلنت رئاسة الأركان التركية اليوم الأربعاء، تحييد 12 إرهابيا من منظمة "بى كا كا" فى غارات جوية على منطقة هاكورك شمال العراق.
وأضاف البيان أن الإرهابيين، كانوا يستعدون للقيام بعمليات ضد القواعد العسكرية التركية القريبة من الحدود التركية العراقية.
بدورها رفضت وزارة الخارجية العراقية التحرك العسكرى التركى شمال البلاد، أبلغ وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفري، اليوم الأربعاء، وكيل وزير الخارجية التركية أحمد يلدز، رفض العراق القيام بعمليات عسكرية على أراضيه وخرق الحدود، فيما دعا يلدز إلى الإسراع بعقد اجتماع اللجنة المشتركة التركية-العراقية فى أنقرة بالفترة المقبلة.
وقالت وزارة الخارجية العراقية، إن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري استقبل فى بغداد وكيل وزير الخارجية التركية أحمد يلدز والوفد المرافق له، مبينا أنه "جرى استعراض سير العلاقات الثنائية بين بغداد وأنقرة، وسبل تعزيزها، وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين".
وأكد الجعفرى أن العراق لن يسمح بتواجد أى قوات على أراضيه تقوم بعمليات عسكرية فى أى دولة من دول الجوار، موضحا أنه فى الوقت الذى نحرص فيه على عمق العلاقات العراقية - التركية، إلا أننا نرفض رفضا قاطعا خرق القوات التركية للحدود العراقـية، ونجدد تأكيدنا على ضرورة انسحاب القوات التركية من مدينة بعشيقة.
لم يتوقف التحرك العسكرى التركى على التدخل البرى فى سوريا وتنفيذ غارات جوية شمال العراق، لكن القطع البحرية التركية تقوم بالتحرش بسفن يونانية من وقت لآخر، ما دفع وزير الخارجية اليونانى نيكوس كوتزياس، لتحذير تركيا مؤخرا من أن رد بلاده لن يكون سلميا فى حال تكرار أى واقعة مشابهة لواقعة اصطدام قارب دورية تركى بسفينة تابعة لحرس السواحل اليونانية قبالة جزيرة "إيميا" (المعروفة بكاراداك فى تركيا) والمتنازع عليها.
وشدد وزير الخارجية اليونانى، على أن جزر (إيميا) يونانية، محذرا أنقرة من أن عليها آلا تخوض فى مسألة رمادية، لأنها إن فعلت فلن تكون مخطئة فحسب بموجب القانون الدولى، بل ستتكبد الخسائر أيضا، وأشار إلى أنه طلب من المسئولين عن الشأن القانونى فى وزارته بحث ما إذا كانت اليونان يحق لها المطالبة بالتعويض من الجانب التركى عن الأضرار التى لحقت بسفينة خفر السواحل اليونانية التى تعرضت للاصطدام، لتتخذ اليونان الإجراء اللازم بحسب القانون.
لم تسلم قبرص من الانتهاكات التركية المتواصلة فى الإقليم، ودعا وزير الخارجية القبرصى نيكوس خريستوذوليديس، نظراءه فى الاتحاد الأوروبى إلى تضامن واضح وعملى للدفاع عن الحقوق السيادية لقبرص، الدولة العضو فى الاتحاد، وعن مصالح الاتحاد وسياساته.
ونقلت وكالة أنباء قبرص عن خريستوذوليديس قوله خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبى فى بروكسل، مؤخرا، إن المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص هى أيضا منطقة اقتصادية خالصة تابعة للاتحاد الأوروبي، وأن إجراءات تركيا تتناقض بشكل صارخ مع التزام الدولة المرشحة للانضمام، بعلاقات حسن الجوار وتطبيع علاقاتها مع جميع الدول الأعضاء فى الاتحاد.
وعلى الرغم من الانتهاكات التى تمارسها تركيا فى الإقليم تقف دول العالم والجامعة العربية صامتة أمام العدوان التركى فى منطقة الشرق الأوسط وساحل المتوسط، ما يثير الدهشة حول تأييد هذه الدول لما تقوم به أنقرة من زعزعة أمن واستقرار أمن إقليم.