كتب محمد رضا
مفاجأة جديدة حملتها الساعات الأخيرة لائتلاف دعم الدولة، تمثّلت فى إعلان حزب مستقبل وطن، ورئيسه محمد بدران، انسحاب الحزب النهائى من الائتلاف، واعتراضه على تشكيله ولائحته، وذلك خلال الاحتفال الذى أقامه الحزب اليوم الأحد لنوابه الفائزين فى الانتخابات، ولإعلان أجندته التشريعية تحت قبة البرلمان، ليتبع هذا الأمر قرار الهيئة العليا لحزب الوفد بعدم الانضمام للائتلاف، والذى كان قد انفرد به "برلمانى" قبل يومين من الآن.
أكّد الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد - فى بيان له، اليوم الاحد - ما انفرد به موقع "برلمانى" منذ يومين، بشأن رفض أغلبية أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد، لفكرة الانضمام للهيئة البرلمانية لائتلاف دعم مصر، الذى دشّنته قائمة "فى حب مصر" وقياداتها، ويرأسه اللواء سامح سيف اليزل.
وقال بيان الوفد الصادر اليوم: "رغم أن الاتجاه العام داخل مؤسسات الوفد هو رفض لائحة ائتلاف دعم مصر، ورفض الانضمام إليه، إلا أننا لا ننكر حق الآخرين من نواب الأمة فى الانضمام لهذا الائتلاف، أو لأى ائتلاف آخر"، مؤكّدًا أن ما تتعرض له البلاد من مخاطر وأزمات خلال الفترة الحالية، يتطلب من الجميع التنسيق والتوافق ووحدة الصف والعمل المشترك، من خلال أجندة وطنية واحدة، وبعيدًا عن التلاسن والسباب والتخوين.
مصادر بالوفد: موقف الحزب يحسمه اجتماع الهيئة العليا
كانت مصادر خاصة من داخل حزب الوفد، قد كشفت – فى تصريحات لـ"برلمانى" – عن أن الموقف النهائى للوفد من ائتلاف دعم الدولة، والمعلق منذ أيام حتى تحسمه الهيئة العليا للحزب فى اجتماعها، يتجه إلى رفض الاندماج فى الهيئة البرلمانية لـ"دعم مصر"، من أجل الحفاظ على المواقف المستقلة لنواب الحزب، فيما سيتم التنسيق بين الهيئة البرلمانية لحزب الوفد والهيئة البرلمانية لائتلاف دعم مصر تحت قبة البرلمان، ومن أجل الخروج بمواقف سياسية وتشريعية فى الصالح العام.
السيد البدوى: مصر لا تحتمل المزايدة.. وسننسّق مع الائتلاف
فى السياق ذاته، قال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد - فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" - إن فكرة الانضمام للائتلاف من عدمه ظلت حاضرة فى النقاش العام، ودارت حولها حالة من اللغط واختلاف الآراء بين أعضاء الحزب ونوابه، مؤكدًا أن الحزب لم ينضم رسميًّا خلال الفترة الأخيرة، وما تردّد فى هذا الشأن لا أساس له من الصحة، وكان مقرّرًا منذ البداية أن يظل الأمر متروكًا للهيئة العليا للحزب، لحسمه فى اجتماعها الذى كان محدّدًا موعده، اليوم الأحد، مؤكّدًا أنه أيًّا كان القرار فإنه سيكون هناك تنسيق بين الهيئتين البرلمانيتين، لأن المرحلة الحالية تحتاج إلى توافق وتنسيق فى إطار المصلحة الوطنية، خاصة وأن مصر لا تحتمل المناوءة أو المناوشة أو المزايدة الحزبية داخل البرلمان المقبل.
رئيس "الوفد" يرفض المادة 18 من لائحة ائتلاف دعم مصر
وأضاف رئيس حزب الوفد فى تصريحاته، أن المادة 18 من لائحة ائتلاف دعم مصر تُخرج النائب عن التزامه الحزبى، وهو أمر مخالف لكل اللوائح الداخلية للأحزاب السياسية، وهذا النص لم يختلف عن نص الوثيقة القديمة التى ألزمت النواب أعضاء الائتلاف بالتخلى عن انتماءاتهم الحزبية، مشيرًا إلى أن أى عضو يخرج عن الالتزام الحزبى سيستوجب مساءلته، موضّحًا أن الهيئة العليا لحزب الوفد ستناقش لائحة الائتلاف بالكامل خلال اجتماعها المقبل.
وأشار "البدوى" كذلك، إلى أن التنسيق بين الهيئات البرلمانية المختلفة، على الأقل خلال السنة الأولى من عمر البرلمان، يُعدّ واجبًا وطنيًا، لأنها تمثل خروجًا من مرحلة عنق الزجاجة، خاصة وأنه فى حال الاختلاف ستكون الخسارة للجميع، مضيفًا أن ائتلاف دعم الدولة لا يريد الاستحواذ، أو ضرب الأحزاب وتحجيمها، ولكنه يسعى إلى الحصول على الأغلبية، بسبب القلق من تعثر التشريعات داخل المجلس بسبب وجود ثلث معطِّل، وذلك على اعتبار أن مشروعات القوانين المكمّلة تحتاج إلى موافقة 300 عضو من النواب، أو ثلثى الحضور، بما يساوى حوالى 200 نائب، وهو نصاب التصويت الذى أقرّه الدستور، حتى لا يتم "سلق القوانين"، وهو الأمر الذى يستلزم وجود تنسيق بين الهيئات البرلمانية، أو وجود أغلبية داخل المجلس.