ـ النائبة داليا يوسف: نعانى فجوة متبادلة فى التواصل بين مصر والولايات المتحدة.. والحوار لا يجب أن يكون قاصراً على العلاقة بين البرلمان والكونجرس
فى زيارة خاصة، وبعد انتهائهم من مهام متابعة الانتخابات الرئاسية المصرية، أجرى وفد المراقبين الأمريكيين الذى يضم كلاً من الدكتور ساشا توبريش المدير التنفيذى لمبادرة حوض البحر المتوسط التابعة لجامعة جونز هوبكينز لدعم عمليات الانتقال السياسى فى بلدان شمال أفريقيا، وآندى برانر، الزميل لدى مركز العلاقات العابرة للأطلنطى، زيارة إلى مقر "اليوم السابع" للمشاركة فى ندوة بحضور النائبة الدكتورة داليا يوسف عضو مجلس النواب لاستعراض ملامح تقرير البعثة الأمريكية عن متابعة العملية الانتخابية التى جرت على مدار 3 أيام فى الفترة ما بين 26 مارس وحتى أمس الأول الأربعاء.
وفى بداية الندوة، أوضح برانر إنهم عملوا كمراقبين رسميين للتأكيد على أن العملية الانتخابية تسير بشكل صحيح في لجان الاقتراع وأن الناس يسمح لهم بالدخول ويتبعون إجراءات الانتخابات بما يتضمن ذلك التأكيد من الاسم والرقم القومى فى البطاقات الشخصية ومن توقيعهم وغمس أصابعهم فى الحبر بعد الإدلاء بصوتهم.
وأوضح أنهم زاروا 35 لجنة اقتراع للتأكيد علي عدم وجود أي مخالفات ضد سير العملية الانتخابية، مشيرا إلى أن العملية كانت تسير بشكل محترف و دقيق حيث لم يسجلوا أى مخالفات وكل من كان يتجه للإدلاء بصوته بدون بطاقته الشخصية كان يمنع من قبل القضاة المسئولين عن تلك اللجان الانتخابية و يتم توقيف أولئك الذين لم يضعوا أيديهم فى الحبر أو لم يوقعوا بعد التصويت .
وأعرب عن إعجابه بإصرار المصريين على المشاركة فى الانتخابات قائلا: "رأيت فى بعض مراكز الاقتراع أشخاص يجلسون على كرسى متحرك وكثيرون من ذوى الاحتياجات ممن يعانون إعاقات جسدية.. الجميع خرج للتصويت والمشاركة".
وأشار برانر إلى أنه يعمل مع عضو الكونجرس السيد جيف فورتنبيرى لتقديم المشورة بشأن الشئون الدولية المختلفة وأطلقنا ما يسمى "تجمع مصر" وقدمنا أفكارنا بشأن كيفية التقارب والعمل معا ليكون لدينا علاقات قوية".
وقال توبريتش: "اعتقد أن الانتخابات سارت بشكل دقيق ومباشر حيث إننا ذهبنا إلى عدة لجان اقتراع في الجيزة والقاهرة والقاهرة الجديدة ولم نجد شىء يخالف إجراءات العملية الانتخابية"، موضحاً أنهم سوف يسلمون تقريرهم إلى الهيئة الوطنية للانتخابات التى جاءوا للإشراف بناء على دعوتها.
ولفت إلى أن مركز العلاقات العابرة للأطلنطى لديه برنامج يدعم دول حوض البحر المتوسط لتحقيق الديمقراطية والتنمية، وفى هذا الإطار أستضاف المركز عدد من المصريين البارزين و أعضاء من الوفد البرلمانى ودعمنا ويعمل على تقوية العلاقات الاقتصادية بين مصر وأمريكا ووفرنا فرصة لمصر للمشاركة وإعطاء كلمة فى إحدى الجامعات عن الإجراءات الإصلاحية التى تمر بها مصر.
وأشار توبريتش إلى حاجة مصر لفتح مزيد من قنوات التواصل مع الولايات المتحدة بحيث لا يقتصر التعاون على مستوى القيادة السياسية العليا، فعندما يزور أعضاء الكونجرس الأمريكى أثناء القاهرة لا ينبغى أن تقتصر لقاءاتهم على الرئيس أو وزير الخارجية، ولكنهم بحاجة أيضا لقاءات مع نظرائهم المصريين من مجلس النواب، الذى من سلطاته مواجهة ومحاسبة السلطة التنفيذية.
ولفت إلى أنه منذ عامين، زار أول وفد من الكونجرس الأمريكى مصر بعد غياب دام عشر سنوات، أحدثت فجوة كبيرة من التفاهم بين الجانبين. وهو ما يحتاج مزيد من مساعى التواصل والحوار على كافة الأصعدة بشأن القضايا الهامة وبناء مزيد من الصداقة والعمل عليها وتنفيذها.
وأضاف توبريتش أنه ما لم تتعرض مصر للكثير من الضربات الإرهابية وأفكار الجماعات والمنظمات التي تهدف إلى تعويق السلام والإنسجام بين المسلمين والمسيحيين فى مصر ربما كانت ستكون أفضل ولا تواجه مشاكل مع الحرية أو الأحزاب المعارضة، وتابع "لا نستطيع أن ننكر جهود الحكومة فى بناء الدولة وإعادة ثقة المواطن الأجنبى فى مصر للقيام بزيارة مصر وجذب السائح الأجنبى حيث أن السياحة تعتبر مصدرا من المصادر الرئيسية للدخل.
فقد عملت الحكومة المصرية على إدخال إصلاحات شاملة وتحسين المعرفة الدينية من خلال الأزهر ودار الإفتاء بالإضافة إلى الإصلاحات الزراعية والتعليمية. ويجب على الحكومة الجديدة أن تكمل ما بدأه السيسى من إصلاحات وأن يقوم كل مواطن مصرى بدوره فى مواجهة الإرهاب من اجل بناء مجتمع ديمقراطي قوى".
وقد وجه رسالة لهؤلاء الذين انتقدوا مهمة الكونجرس قائلا أوجه رسالة لهؤلاء الذين قالو إن هؤلاء الأشخاص جاءوا للرقص وشرب شيشة بدلا من مراقبة وملاحظة العملية الانتخابية بجدية، موضحا أن الأمر جاء بشكل تلقائى حيث كان الناخبين يحتفلون فى الشارع ثم تقدم أحدهم بعفوية وود لأرقص معه وقام أخر بتقديم واجب الضيافة وأنا أعرف أن هذه ثقافة المصريين التى ربما لا يفهمها أخرون. أعتقد أن هذه الرواية ستوضح الكثير وعندما نحضر لمصر مره أخرى بالطبع مائة بالمائة سوف نزور هذه المجتمعات المصرية مرة اخرى.
وحث الحكومة المصرية على الحوار مع جميع دول الشرق الأوسط مشيرا إلى أن مصر تمثل حضارة عظيمة وبلد هام بالنسبة لكل الشرق الأوسط ولاعب مهم فى عملية السلام لذا على الحكومة أن تتواصل مع الجميع البلدان وأن يكون لديها مستويات من الشراكة والتعاون والحوار.
من جانبها، النائبة قالت داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب التى كانت بصحبة الوفد الأمريكى، إن هناك فجوة متبادلة فى التواصل بين مصر والولايات المتحدة وهذه الفجوة لا تتمثل فقط في عدم وجود تفاعل بين المجلس النواب والكونجرس الأمريكى، بل على جميع الأصعدة. فسياسيا، تسألت ما هي نوعيه التعاون السياسى بين الجانبى الذى نراه: هو العلاقات المصرية-الامريكية" فقط. وعلى الجانب الاقتصادى، لا شك أن مصر لديها نصيب كبير في التعاون على الاقتصادى من استمارات ووفود تجارية متبادلة. ولكن على صعيد التعاون بين البلدين فى مجال الدراسات والأبحاث، لا يوجد على الاطلاق أي نوع من هذا التعاون، وفقا ليوسف، متابعة "لا يوجد تفاعل كافى بيننا وبين مراكز الأبحاث فى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالى لا يجب أن نشكوا من أن مراكز أبحاث دولية مثل كارنيجى وغيرها تصدر تقارير سلبية".
وتابعت أنه لابد أن نفسح النقاش مع المراكز التي تنشر اخبارا سلبية مثلما نفسح مجالا مع من ينشر الايجابي، لتوضيح الصورة . كما يجد أن يكون تعاون على الصعيد الأكاديمى بين الجانب بشكل اكثر فاعلية، ولاسيما بعد أن شهدت العلاقات بين الجانبين عدم تفاعل على العديد من الأصعدة منذ 2011.
بل هناك فجوة أيضا بين الجانبين فى تعريف الإرهاب، هناك اختلاف بين ما هى إرهابى وما هو ليس إرهابى عند البلدين، حسبما قالت يوسف.