تلك المدينة التى كانت أحد المعالم البارزة بمحافظة المنيا،على مدار أكثر من 75 عاما استوعبت الآلاف من أبناء المحافظة، وساهمت فى تطوير الصناعة الوطنية بمجال النسيج، إلى جانب أن تلك المدينة ستعيد فتح المجال لإنتاج صناعات أخرى بجانب صناعة النسيج، منها صناعة الزيوت والكتان والسمن، وأعلاف الماشية، وقشر البذرة، وصناعات تكاملية تساهم فى فتح مجالات أخرى للاستثمار.
فى المقابل فإن الجانب الصينى سوف يساهم فى إنشاء تلك المدينة سواء بالمعدات، والكوادر والتكنولوجيا المتطورة، أو تقديم الدعم المالى والفنى للمشروع.
ويقول اللواء عصام البديوى محافظ المنيا فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" إن الإجراءات التنفيذية لإقامة أول مدينة نسيجية بصعيد مصر، انتهت وصدر قرار البدء فى إنشاء المدينة النسيجية. وأضاف المحافظ أن المشروع يقام على مساحة 306 أفدنة، بالمنطقة الصناعية بالمطاهرة، شرق النيل، ويهدف إلى دعم الاستثمار فى المحافظة وتوفير فرص عمل والقضاء على البطالة.
وألمح المحافظ إلى إقامة مدينة متكاملة لكافة المراحل الخاصة بالصناعات النسيجية، سواء كانت غزل أو نسيج أو صباغة، أو ملابس جاهزة أو مفروشات، بهدف الاستفادة من الخبرات الصينية المتعلقة بصناعة الغزل والنسيج، خاصة وأن الصين تعد من كبرى الدول المصدرة للمنتجات النسيجية فى العالم، بحصة سوقية تبلغ 40%، وكذا جذب المزيد من الاستثمارات الصينية للعمل بهذا المجال، لافتا إلى أنه سيتم تشكيل لجنة تسيير مصرية صينية مشتركة، بهدف متابعة إنشاء المدينة والتنسيق بين رجال الأعمال والمسئولين الحكوميين فى كلا البلدين.
وأضاف المحافظ أن مدينة الصناعات النسيجية حلم طال انتظاره لتحقيق طفرة اقتصادية وتنموية بالمحافظة وخاصة أنها لديها الكثير من المقومات وهناك العديد من الفرص الاستثمارية واصفا مدينة المنسوجات بأنها مشروعا قوميا وستجعل المحافظة جاذبة للسكان وليست طاردة وأعلن عن تسخير كافة إمكانيات المحافظة لدفع العمل فى انجاز الأعمال بأسرع وقت ممكن.
وأشار المحافظ أن المنطقة الحرة العامة للمدينة النسيجية، تقع على مساحة 306 أفدنة بمنطقة التوسعات جنوب المنطقة الصناعية بالمطاهرة شرق النيل، يستهدف المشروع جذب 271 مليون دولار، لإنشاء مصانع مزودة بخطوط إنتاج وآلات ومعدات بتكنولوجيا متقدمة لتشغيل 17 ألف فرصة عمل مباشرة بخلاف فرص العمل غير المباشرة بهدف الوصول بالصادرات الخارجية للبلاد من منتجات الغزل والنسيج إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2025 لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والحد من معدلات البطالة وتحقيق قيمة مضافة للناتج المحلى للبلاد، وتنمية الصادرات الخارجية وإتاحة الفرصة أمام المنتجات المحلية للدخول إلى مختلف الأسواق بأسعار تنافس مثيلاتها من دول أخرى.
وأكد أن إنشاء المدينة النسيجية يحدث نوعا من التوازى بين زراعة القطن وصناعته فى نفس الوقت مما سيساهم فى عودة آلاف العمال الذين تركوا عملهم وعودة الذهب الأبيض لمكانته، متابعا: كانت محالج المنيا تضم نحو 40 ألف عامل، بسبب صناعة الذهب الأبيض "القطن"، وتبشر بأن فرص العمل سوف تعود مرة أخرى بعد النهوض بتلك الزراعة.
ومن جانبه قال المهندس ممدوح فاروق أحد المستثمرين بالمنطقة الصناعية وصاحب مصنع خليج الأقطان، إن محافظة المنيا تتمتع بكل مقومات التنمية بأن لديها ميزة تنافسية عالية فى هذا المجال. وأشار إلى استعداد المستثمرين للتعاون مع الجانب الصينى، أو المستثمرين الأجانب بهدف زيادة التعاون المشترك بين الجانبين فى مجال الصناعات النسيجية، ولفت إلى أن إنشاء المنطقة النسيحية يساهم بشكل مباشر فى زيادة الرقعة المزروعة من القطن، وهذا ما تم بالفعل من خلال تجربة زراعة القطن فى الظهير الصحراوى والذى سيتم جنيه بطريقة مميكنة حديثة، وأشار إلى أن المنيا كانت تزرع 306 أفدنة قطن وزادت المساحة هذا العام إلى 20 الف فدان وسوف تزيد أكثر فى الأعوام القادمة.
ومن ناحيته قال المهندس محمود سعد مدير المنطقة الصناعية بالمحافظة، إن المشروع تم الإعلان عنه ضمن 3 مدن نسيجية على مستوى الجمهورية، بالمنيا، بمدينة بدر، والثالثة بمحافظة الأقصر، تلك المدن تضم تجمعات صناعية، ومنطقة حرة للصناعات النسيجية لإنعاش الاقتصاد وتنمية المحافظات الثلاثة، وأوضح أن إنشاء المنطقة النسيجية سوف يساهم فى توفير الكثير من فرص العمل للشباب.
كما أكد أحمد سعد أحد المستثمرين بالمنيا، إن هناك إستراتيجية قومية لتطوير صناعة الغزل والنسيج، والبداية ستكون من الصعيد، موضحا أن الحكومة تولى اهتماما كبيراً بقطاع الصناعات النسيجية، باعتباره أحد أهم القطاعات، التى تمتلك فيها مصر ميزات تنافسية كبيرة، وقيمة مضافة عالية، وستعيد الريادة لمصرفى تجارة المنسوجات فى أفريقيا.