السبت، 23 نوفمبر 2024 04:59 ص

الرئيس السيسى لـ"رؤساء البرلمانات العرب": يصعب على أى دولة مواجهة تحديات المنطقة منفردة.. القاهرة تخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب.. وحان الوقت لمعالجة شاملة لقضية فلسطين

"اتحاد البرلمان العربى" تحت قبة مجلس النواب المصرى

"اتحاد البرلمان العربى" تحت قبة مجلس النواب المصرى "اتحاد البرلمان العربى" تحت قبة مجلس النواب المصرى
الخميس، 05 أبريل 2018 04:00 م
كتب ـ نور على – نورا فخرى – هشام عبد الجليل

انطلقت صباح اليوم الخميس، فعاليات المؤتمر السابع والعشرين للاتحاد البرلمانى العربى، بالقاعة الرئيسية لمجلس النواب، والتى شهدت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، راعى المؤتمر، وكلمة رئيس الاتحاد البرلمانى العربى رئيس مجلس النواب فى المملكة المغربية الحبيب المالكى، وكلمة رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال، وكلمة أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

 

وفى مستهل الاجتماع، ألقى رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال، بالإنابة  كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى أكد خلالها أن مصر تخوض حالياً حربا ضروسا لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب من جذوره وتعقبه والقضاء عليه أينما وجد، قائلا: لا يخفى عليكم  أن مواجهة هذا الخطر الداهم كان على رأس أولويات مصر خلال فترة عضويتها فى مجلس الأمن، ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب ليس دفاعا عن مصر بل دفاعا عن محيطها العربى وعن العالم أجمع.

 

وقال السيسى، إن الوحدة العربية الشاملة، أمل أمتنا ومن أجل ذلك علينا أن ننمى ما بيننا من مصالح مشتركة، وأن نمد جسور  بين الهيئات البرلمانين لصالخ أمتنا العربية.

 

وأكد الرئيس، أهمية الدور الذى يضطلع به الاتحاد البرلمانى العربى فى تحقيق الاصطفاف العربى أمام التحديات والأخطار التى تهدد الأمن القومى العربى، مشيراً إلى أن المؤتمر المنعقد بمقر البرلمان المصرى بالقاهرة منارة الإسلام العالية، وقلب العروبة النابض، ودرع أفريقيا الواقى التى ترتفع مآذن مساجدها وأبراج كنائسها تنطلق منه دعوة الحق والخير، يأتى  فى شهر أبريل الذى تحتفل فيه مصر بتحرير سيناء، واستعادة الأمة العربية لكرامتها وعزتها وتأكيد أصالة ذاتنا وشموخ رايتنا.

 

وأضاف السيسي، إلى أن المؤتمر يأتى فى وقت تتطلع فيه الشعوب العربية لتجسيد الرغبة فى تعزيز التعاون والتضامن من أجل مواجهة الأخطار والتحديات التى تهدد الأمن العربي، وتمثيل الإرادة الشعبية والتعبير عن طموحات المواطن العربي، مشيراً إلى أن هذه التحديات يصعب على أى دولة منفردة  مواجهتا مهما كانت قدرتها، والمخرج الوحيد هو التمسك بالدولة الوطنية التى تقوم على مباديء المواطنة وسيادة القانون والوحدة الوطنية بعيدا عن الطائفية والقبلية.

 

وتابع السيسى "تحملون اليوم فى هذا المحفل الهام، آمال شعوبكم التى نلتم شرف تمثيلها، تتطلع إليكم هذه الشعوب أملا فى تحقيق المزيد من التكامل والوحدة، وفى استثمار ما يجمعنا من مصالح مشتركة صاغها التاريخ الطويل وفى الاصطفاف فى مواجهة التحديات التى تحيط بنا"، مشيراً إلى أن هذا الاتحاد جاء تجسيدا للرغبة فى تعزيز التعاون والتنسيق بين برلماناتكم من أجل مواجهة الأخطار والتحديات التى تهدد الأمن العربى فى مختلف مجالاته.

 

واستطرد السيسى "تجتمعون اليوم فى ظروف دقيقة تحمل للأمتين العربية والإسلامية تحديات هائلة، وتحدق بهما أخطارا لا يستهان بها، فمنطقتنا العربية باتت اليوم بؤرة لبعض أشد الحروب الأهلية ضراوة، وأصبحت هذه المنطقة هى الأكثر تعرضا لخطر الإرهاب، وبات واحدا من كل ثلاثة لاجئين فى العالم عربيا، كما أصبح البحر المتوسط مركزا للهجرة غير الشرعية"

 

ولفت الرئيس إلى أن الأزمة السورية لا حل لها إلا من خلال الحل السياسى الذى يتفق عليه كل أطياف المجتمع، والقائم على وحدة الدولة والقضاء على الإرهاب، والطريق لتحقيق ذلك هو المفاوضات التى تقودها الأمم المتحدة، ولا حل للأزمة الليبية إلا بالتسوية السلمية ونبذ الفرقة والصراعات، والأمر نفسه ينطبق على اليمن، وكلها أمور تؤكد أن الطريق إلى تجاوز مثل هذه الأزمات هو إقامة الدولة الوطنية القادرة والعادلة".

 

وتابع الرئيس السيسى "إن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التى يمر بها الوطن العربى لا تقل خطر عن التحديات السياسية والأمنية،مما يفرض علينا تركيز جهودنا وترسيخ وتعميق مفهوم التنمية المستدامة والإدارة الرشيدة وتمكين الشباب ودعم المرأة مع إعطاء الأولوية لإحياء مشروعات التعاون والتكامل الاقتصادى العربي.

 

وشدد الرئيس، على أهمية تفعيل التبادل التجارى والاستثمارى بين الدول العربية وزيادة حجمه وحسن استغلال الموارد التى تمتلكها دولنا بما يحقق المنفعة المشتركة ويدعم التنمية الشاملة.

 

وقال الرئيس السيسى "لا شك أن تحقيق السلام فى منطقتنا من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدى الذرائع التى طالما استغلها، ولقد حان الوقت لمعالجة شاملة لقضية العرب المركزية وهى القضية الفلسطينية، على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. ولقد بذلك مصر جهودها فى إجراء المصالحة الفلسطينية وجسر الهوة بين الأشقاء لصا قضيتهم وقضيتنا جميعا".

 

من جانبه، أكد رئيس الاتحاد البرلمانى العربى رئيس مجلس النواب فى المملكة المغربية الحبيب المالكى، أن مصر تملك مكانة استراتيجية فى عمقها العربى يجعلها حصنا واقيا للأمة العربية وداعما لوحدة الصف العربى، موجها التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسى على ثقة الشعب المصرى فى قيادته وإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، قائلاً: نهنئ الرئيس السيسى لتجديد الشعب المصرى ثقته فيه مرة ثانية، والتفاف المؤسسات حوله، زنأمل أن ينعم الشعب المصرى بالطمأنية والأمن والاستقرار".

 

وقال المالكى، إن المؤتمر يشكل محطة نوعية فى العمل العربى ودعم الممارسة الديمقراطية فى الوطن العربى، مؤكدا على رفض كل التدخلات الخارجية التى تفجر الصراعات وتعمق اليأس والتطرف والإرهاب، مضيفاً :"نحيى شعب مصر الشقيق وقيادته الوطنية وعلى رأسها المشير عبد الفتناح السيسى الذى نهنئه على ثقة شعبه والإرادة الشعبية التى انتخبته من مختلف مكونات الشعب المصرى.

 

وجدد المالكى، التنديد بالعمليات الإرهابية الآثمة التى استهدفت مصر وبلدانا أخرى مثل السعودية التى كانت عرضة لصواريخ استهدفت أماكن مقدسة منها مكة المكرمة، معربا كذلك عن إدانة الاتحاد البرلمانى العربى الجماعية لظاهرة الإرهاب بكل أشكاله والتى تستهدف الامة العربية ومقومات وأسس استقرارها.

 

وأدان رئيس الاتحاد البرلمانى العربى رئيس مجلس النواب فى المملكة المغربية الحبيب المالكى، بشدة للانتهاكات التى أقدمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى ذكرى يوم الأرض من قتل لأبناء الشعب الفلسطينى، معتبراً أياها حلقة جديدة من إرهاب الدولة الذى تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.

 

وطالب المالكى، المجتمع الدولى بتوفير الحماية العادلة للشعب الفلسطينى، من أجل توفير ضمانات لحقه المشروع فى قيام دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، وإجراء تحقيق نزيه ومحايد بشأن المجزرة التى ارتكبتها سلطات الاحتلال، مؤكداً أهمية وجود استراتيجية عربية لخوض معركة مصيرية دفاعا عن فلسطين.

 

وفى السياق ذاته، أشاد بدور رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال فى تمثيله للمجموعة العربية فى اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلمانى الدولي، ودفاعه عن الحقوق الفلسطينية، مشيراً إلى أن "عبد العال" حقق انتصارا للقضية الفلسطينية ضد قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس، من خلال البند الطارىء الذى تم إدراجه فى اجتماعات الاتحاد البرلمانى الدولى فى مارس الماضى.

 

ولفت المالكى، إلى أن الاتحاد البرلمانى العربى يوفر أرضية للتعاون والتنسيق والتضامن من أجل القضايا العربية، والتواصل مع الأحرار والضمائر الحية على مختلف الأصعدة.

 

من جانبه، ألقى اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، كلمة نيابة عن الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب المصرى، والتى أكد فيها أن المنطقة العربية تشهد واقعا مؤلما على خلفية الصراعات التى تمزق دولنا العربية، والقضية الفلسطينية، وما يستتبعه ذلك من تدخلات تحاول شعوب رسم حدود دولنا العربية، اضافة إلى ما تنتجه هذه الأزمات من مآسى غير مسبوقة وتفضى لخطر تنظيمات إرهابية وتكفيرية ما زال خطر مواجهتتها يهدد بتغير وجه المنطقة.

 

وأضاف: ويبدو المشهد العربى يحمل الكثير من التوترات والفوضى شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وبات استقراره مهددا بقوة، وأمنه القومى معرضا لمخاطر جمة، وبقدر ما يبدو المشهد فإنه يجب ألا يدعى لليأس والخمول، فإن توحد الصف وحسن استخدام الأدوات كفيل بأن يعيد للأمة العربية مجدها الغائب، فقط لو خلصت النوايا ووضحت الرؤى للمستقبل وتجاوز الخلافات فى مواجهة التحديات.

 

واستطرد: ويمكن أن نلخص المشهد، بأن الدول العربية تحولت من خطوط المواجهة إلى خنادق للدفاع، وأن هناك أجندات وسيناريوهات قد اُعدت لدى بعض الدول، وبدأ تنفيذها تجاه المنطقة العربية، وأن الإرهاب زرع فى المنطقة لتحقيق الأهداف التآمرية لهذه الدول، وذلك لإسقاطها وتقسيمها وإضعافها بأساليب شيطانية للتفرقة بين أبناء الشعب الواحد، والهدف الرئبسى هو اسقاط الدولة الوطنية وإنشاء كيانات موازية تخضع لأصحاب المصالح، وهذه الأطماع  السابقة عادت بثوب جديد واستخدمت حروبا جديدة منها الجيل الرابع والخامس.

 

وأكمل أن هذه الدول نهبت ثروات الشعوب العربية، وذلك من خلال شراء الأسلحة والمعدات لصالح الشركات العالمية لصناعة الأسلحة، وهذا من خلال زرع الفتن الذى يضمن عدم توحد الكلمة العربية والاعتماد بشكل أساسى على قوى دولية تضر ولا تنفع، وأن كل هذا يضع الأمة العربية أمام تحديات ومسئوليات هائلة بمزيد من التعامل الجاد فى كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية.

 

وتابع: أصحاب السعادة الأخوة والأخوات الأعزاء، الاجتماع اليوم، للتباحث حول خارطة الطريق لمعالجة الأزمات تحت مظلة عربية وهى البرلمانات العربية وتحت تحرك لتكثيف الجهود لتفعيل آليات عمل الاتحاد البرلمانى العربى لخلق نتائج على الساحة العربية والإقليمية والدولية، وذلك من خلال التوجه لبرلمانات العالم ذات التأثير للدفاع عن الحقوق العربية.

 

وفيما يخص القضية الفسلطينية وما تشهده من تطورات يوما تلو الآخر من تركيع للشعب الفلسطينى ومحاولات طمس الهوية العربية فى ظل غطاء أمريكى منحاز للدولة الاسرائيلية أخرها منع صدور بيان لمجلس الأمن بشأن المجزرة الأخيرة، وفى هذا الإطار يستوجب علينا دعم وتبنى المطلب الفلسطينى وفتح تحقيق دولى فى المجزرة التى شهدتها فلسطين مؤخرا.

 

وجاء فى نص الكلمة أيضا، أن الدول العربية وجامعتها ما زال أمامهم عمل كثير على المستوى الدولى لإعادة إحياء مباحثات السلام، مثمنا ما قام به رئيس البرلمان العربى لمخاطبة الرئيس الفرنسى "ماكرون" بشأن دعمه للقضية الفسلطينية.

 

ولفت عبد العال، إلى أن الحل السياسى هو المخرج الأساسى للازمة السورية، فعلى الرغم من كل المؤتمرات التى يتم عقدها فى دول العالم بشان انهاء الأزمة سيظل الحل السياسيى هو المخرج الوحيد لإنهاء هذه الازمة بين الحكومة والمعارضة، مشيراً إلى أن إجتماع كل من تركيا وإيران وروسيا لبحث الأزمة السورية ومستقبل سوريا وذلك فى غياب الجانب السورى وكان هذه الدول الثلاثة وحدها هى التى بيدها تحديد مستقبل سوريا وفى ظل هذه مازال الشعب السورى يعانى يوما تلو الاخر من القتل.

 

وتابع رئيس مجلس النواب، انه أزمة اليمن لا تلوح بادرة فى الأفق لسلام قريب، والأزمة مرشحة للأمتداد لزمن طويل، مضيفا بأن اعتماد الحوثيون على إيران فى حربهم فى اليمن والاعتداء على الحكومة الشرعية للبلاد جعل الشعب اليمنى يعانى الكثير سواء من القتل او الأمراض، حتى المساعدات الإنسانية لا تصل للشعب، كما ان هذه الحرب اصبحت تهدد أمن دول الجوار ومنها دولة السعودية الشقيقة، لافتاً إلى أن القاهرة بذلت جهودا حثيثة لنزع فتيل الأزمة وتم التقدم بحلول سياسية بمعاونة دول الجوار ولو خلصت النوايا سنشهد تطورا فى القضية الليبيبة.

 

وتقدم على عبد العال، خلال كلمته اليوم بالتهنئة لدولة العراق والبرلمان العراقى على النجاحات التى تحققت خلال الفترة الماضية وعلى عودة العراق رافدا هاما للأمن القومى العربى، والشكر موصول لدولة الكويت الشقيقة، مختتما كلمه بقوله تعالى: واعتصموا بحل الله جميعا ولا تفرقوا .

 

كما شهدت الجلسة كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، والتى ألقاها نيابه عنه السفير محمد جواد، ليؤكد أن التحديات التى تمر بها الأمة العربية، مازالت صعبة، وهو الأمر الذى يفرض على الجميع مواصلة العمل المشترك.

 

وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد على حق الفلسطينين فى إقامة دولتهم وفقا لحدودها المتفق عليها فى 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مثمنا دور البرلمانات العربية والبرلمان الدولى، فى ادراج بند طارئ على جدول أعماله بشأن عدم المساس بالوضعية القانونية للقدس، وان قرار نقل السفارة الامريكية جاء بهدف خلق واقع غير قانونى، مستنكرا قرار الإدارة الامريكية بتعليق جزء من المعونة الامريكية، الموجهة لفلسطين، الأمر الذى يزيد من معاناة الشعب الفلسطينى.

 

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن التحديات التى تواجها الأمة العربية، من تدخل أجنبى، ومحاولات للعبث فى استقرارها ومقدرات شعوبها، يتطلب مواجهتها والتصدى لها، وكذلك مواجهة الفكر المتطرف الذى يتغذى على نيران الأزمات.

 

وشدد الأمين العام على ضرورة التضامن العربى لمواجهة الخطر والتحديات التى تواجهها الشعوب العربية وذلك من خلال جهد عربى منظم واليات قابلة للتنفيذ، موكدا على دور البرلمانات العربية فى تلك المواجهة، مطالبا بتفعيل الأطر القانونية لمكافحة الإرهاب، وكذلك تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وباقى الجهود الدولية، مؤكداً دعم مصر فى حربها ضد الإرهاب ومواصلتها جهود التنمية، مهنئا العراق بانتصاره على داعش وتحريره من دنس الإرهاب والبدء فى بناء الدولة.

 


print