القصف الإسرائيلى المستمر على سوريا يؤكد رغبة حكومة الاحتلال فى ترسيخ وجودها ومحاولة لعب دور إقليمى – ترفضه الدول العربية – والتدخل عسكريا بذريعة التهديد الإيرانى لإسرائيل، إضافة للترويج لخطر حزب الله اللبنانى الذى ينشط فى سوريا على المستوطنات الإسرائيلية.
وتتعامل حكومة الاحتلال الإسرائيلى مع الأوضاع الراهنة فى الإقليم بسياسة التدخل السافر سواء عسكريا أو سياسيا أو إعلاميا، لترسيخ وجودها فى المنطقة ومحاولة الاعتراف بشرعية الكيان الصهيونى المحتل للأراضى العربية.
لم تكتف إسرائيل باحتلال هضبة الجولان السورية لكنها تسعى للقضاء على الدفاعات الجوية السورية، وباتت تلعب وتمرح فى الأجواء السورية بين الحين والآخر بذريعة ردع حزب الله ومنع وصول صواريخ إلى تمركزات الحزب جنوب لبنان على الحدود المشتركة مع إسرائيل.
وكشف عدد من المسؤولين الإسرائيليين وفى مقدمتهم وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان الذى يلوح دائما بالتدخل العسكرى الإسرائيلى فى سوريا، واعترف عدة مرات بممارسة سلاح الجو الإسرائيلى لأنشطة عسكرية داخل الأراضى السورية.
لم يسلم لبنان من الانتهاكات الإسرائيلية عبر سلاح الجو الإسرائيلى الذى ينتهك سيادة لبنان ليل – نهار، وذلك بذريعة متابعة ورصد أنشطة عسكرية يقوم بها حزب الله اللبنانى جنوب البلاد، إضافة لمراقبة تحركات وأنشطة الفصيل المدعوم من إيران بالقرب من مزارع شبعا المحتلة.
وتقدمت وزارة الخارجية اللبنانية بعدة شكاوى إلى مجلس الأمن تتعلق بالانتهاكات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية، وذلك إثر سقوط طائرة تجسس إسرائيلية عقب قصفها داخل الأراضى اللبنانية، وذلك بين بلدتى برعشيت وبيت ياحون فى قضاء بنت جبيل الأسبوع الماضى.
فيما تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلى تصعيدها العسكرى فى قطاع غزة، واستهدف سلاح الجو الإسرائيلى، فجر الإثنين، مواقع للمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة.
وأكدت تقارير إعلامية فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلى قصفت موقعاً للمقاومة فى بيت لاهيا بصاروخين، أرض- أرض ، ما أدى إلى وقوع أضرار بالغة فى الموقع دون أن يبلغ عن وقوع اصابات.
وأوضحت التقارير الإعلامية الفلسطينية أن طائرات الاحتلال الإسرائيلى قصفت كذلك موقع الادارة المدنية شرق مخيم جباليا بصاروخ واحد على الأقل.
من جهته، أكد متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى صباح الإثتين، أن سلاح الجو أغار على "هدف" تابع لحركة "حماس" شمال قطاع غزة، ردًا على تسلل خلية وزرع عبوات ناسفة يدوية الصنع أمس، بحسب زعمه.
وقال: "ينظر الجيش ببالغ الخطورة الى المحاولة التي تقودها حماس لتحويل منطقة السياح إلى ساحة قتال بما فيها محاولات المساس بالبنية التحتية الأمنية والدفاعية".
وحمّل حركة "حماس" المسؤولية "لكل ما يجرى وينطلق من قطاع غزة فوق وتحت الأرض".
وأضاف : "لن يسمح الجيش أن يكون "الاستخدام السخيف" للمدنيين، غطاءً لارتكاب "اعتداءات تخريبية" ضد مواطنى إسرائيل، وقوات الجيش سترد على أى محاولة من هذا النوع"، وفقا له.
بدورها، قالت حركة حماس إن القصف الإسرائيلي لمواقع المقاومة فى غزة يعكس عمق الأزمة الداخلية وحالة الإرباك التى يعيشها الكيان الصهيونى، جراء نجاح الجماهير الفلسطينية فى "مسيرات العودة وكسر الحصار" فى كسر هيبته وفضح جرائمه وتطوير أدوات المواجهة والنضال الشعبى، مؤكدة أن العدو الصهيونى أراد بهذا التصعيد أن يخلط الأوراق كى يغطى على أزمته وجرائمه بحق المتظاهرين العزل وقتله الأطفال والصحفيين.
وعلى الرغم من التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى قطاع غزة وخرق سلاح الجو التابع للاحتلال للأجواء اللبنانية والسورية تقف الدول العربية والمنظمات الدولية صامتة أمام الانتهاكات التى يمارسها جيش الاحتلال فى الأراضى العربية.