تتواصل الأعمال فى مشروع إعادة إحياء طريق الكباش الفرعونى بمحافظة الأقصر، والتى وصلت لمرحلة متقدمة مؤخرًا بالبدء فى الأعمال النهائية وإنشاء الأسوار الخارجية بمنطقة الواقعة أمام سنترال المدينة بجوار مبنى المحافظة، والتى تبعدها أمتار قليلة عن معبد الأقصر، تمهيدًا للبدء فى دخول منطقة آخرى وهى نجع أبو عصبة التى مازالت الحكومة تواصل اتفاقها فيها مع أهالى الكرنك لترك منازلهم وتقديم تعويضات مناسبة بالاتفاق بين الوزارة والمحافظة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة والأهالى أصحاب المنازل الواقعة على طريق الكباش.
الزيارات الرسمية تتواصل لإنهاء "إحياء طريق الكباش الفرعوني" مشروع القرن بالأقصر
وأبرز الزيارات التى توجهت لمتابعة مشروع طريق الكباش مؤخرًا، كانت يوم السبت الماضى بحضور الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والعميد هشام سمير مساعد الوزير للشئون الهندسية والمشروعات، ومحمد بدر محافظ الأقصر، تفقدوا خلالها آخر مستجدات العمل بمشروع تطوير طريق الكباش الفرعونى.
اللواء كامل الوزير وخالد العنانى زارا الطريق وتابعا أزماته المعطلة لكلمة النهاية
وخلال الزيارة تمت معاينة أعمال الإنشاءات الهندسية والترميم والتطوير والحفائر الجارية فى الموقع، واستمع الحضور إلى شرح عن الأعمال الأثرية الجارية بالمشروع من مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك والمشرف على طريق الكباش، فى حين قام الرائد محمد سامى من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بشرح الأعمال الإنشائية والهندسية فى طريق الكباش، كما شملت الزيارة أيضا أجزاء كبيرة من الطريق قبيل معبد الأقصر وانتهاءها بمعبد الإله موت ومعبد الكرنك.
كما تفقد قاد محافظ الأقصر محمد بدر، مطلع الشهر الجارى الأعمال الجارية فى مشروع إحياء وتطوير طريق الكباش الفرعونى الذى يربط بين معبدى الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، وذلك برفقة عدد من القيادات التنفيذية وقيادات منطقة آثار الأقصر، وذلك للوقوف على نسب أعمال استكمال الطريق الأثرى، واستمع محافظ الأقصر، إلى شرح مفصل من قيادات منطقة آثار الأقصر ومسئولى تنفيذ المشروع، عن الأعمال التى تجرى بطريق الكباش والتى تشمل تسوية المصاطب وإقامة قواعد حجرية لتماثيل الكباش، وحوائط خرسانية وتكسيات من الطوب اللبن على جانبى الطريق، وتكسيات جديدة للكوبريين العلويين بالطريق تراعى التصميم الأثرى، وعمل إضاءة متحفية للطريق بالكامل، إذ استمع المحافظ للتصور الموضوع لإضاءة الطريق، ومدى الالتزام بنسب التنفيذ المحددة للانتهاء من المشروع تمهيدا لافتتاحه.
وزير الآثار يعلن: سننتهى من الطريق تمامًا فى النصف الثانى العام الجاري
ووجه محمد بدر، خلال جولته التفقدية، بضرورة الالتزام بشرط اللون الموحد لجميع واجهات البنايات المطلة على جانبى طريق الكباش وهو اللون "البيج" للحفاظ على المظهر الحضارى للطريق الأثرى وإظهاره بشكل يليق أمام الزائرين من مختلف دول العالم، موجها بزيادة أعمال زراعة النخيل على جانبى طريق الكباش.
محافظ الأقصر يؤكد على دهان المنازل المحيطة به باللون البيج لإضافة صبغة جمالية بعيون السائحين
وفى نفس السياق أعلن العميد محمد صلاح مدير إدارة المرور بمحافظة الأقصر، أنه تم تغيير خط سير 378 سيارة سرفيس التى تمر بمنطقة السنترال "منطقة أعمال حفر طريق الكباش"، موضحًا أن خطوط سير السيرفيس بمدينة الأقصر تتضمن 6 خطوط وهى (الجزيرة - شرق السكة"، "المستشفى الدولى -فاطمة الزهراء )،"الصنايع -شرق السكة "،"موقف البياضية -موقف شرق السكة "، "المستشفى الدولى -الكرنك"،"الصنايع -الكرنك".
وقال صلاح، إنه تم تعديل خطوط السير كالآتى خط سير السرفيس "الجزيرة - شرق السكة " : العوامية يمينا -ميدان السلام - خالد بن الوليد - ميدان النوفوتيل - صلاح الدين -المحطة - يوسف حسن - طريق الكباش - يمينا اتجاه كوبرى أبو الجود أعلى الكوبرى يمينا - منزل كوبرى - اتجاه موقف شرق السكة " واستمرارا بالسير" اتجاه مصطفى كامل -ش رمسيس -ميدان المحطة -صلاح الدين - النوفتيل -خالد بن الوليد - ميدان السلام – الجزيرة، وخط سير السرفيس "المستشفى الدولى -فاطمة الزهراء" : ويبدأ من المستشفى الدولى - ش التلفزيون - صلاح الدين - ميدان المحطة - يوسف حسن - يمينا طريق الكباش - أعلى كوبرى أبو الجود - منزل الكوبرى اتجاه المرور - يمينا اتجاه مسجد فاطمة الزهراء - حتى موقف شرق السكة "واستمرارا بالسير"، اتجاه مزلقان مصطفى كامل -ش يوسف حسن - يسارا ميدان أبو الحجاج - ش محمد فريد - يمينا صلاح الدين - ش التلفزيون حتى المستشفى الدولى.
وأوضح محافظ الأقصر، أن العمل يجرى داخل الطريق بصورة كبيرة للغاية، حيث يقوم العمال بدورهم لإنهاء تلك الأعمال تمامًا فى أقرب وقت ممكن، حيث أن"طريق الكباش" يعتبر مشروع عالمى يربط بين معبد الأقصر ومعبد الكرنك بطول 2 كيلو و700 متر، حيث أنه لدى إنتهاؤه لا يستطيع أحد فى العالم أن يقول أن مصر ليس لديها أكبر متحف مفتوح فى العالم، وستتم إقامة أكبر افتتاح تاريخى غير مسبوق فى العالم، حيث تصطف على جانبى "طريق الكباش" "طوله 2700 متر وعرضه 70 مترًا مئات التماثيل الأثرية الشهيرة، فقبل أكثر من خمسة آلاف عام، شقّ ملوك مصر الفرعونية فى طيبة (الأقصر حاليًا) طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب، تتبعه عليّة القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحمّلة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شقّ هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، بالتزامن مع انطلاقة تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية "آخر أسر عصر الفراعنة".
أما الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أكد على أنه تم تقسم العمل فى طريق الكباش إلى قطاعات معينة، تشمل أعمال ترميم وتنصيب التماثيل بطريق الكباش كافة أجزاء وخطوات العمل الأثرى المتفق عليها مع وزير الآثار وقيادة منطقة الأقصر الأثرية فى "طريق الكباش" بمسافة 2700 متر، الذى يضم عدة تماثيل سيتم العمل فيها، وهى "كباش الأسرة الثامنة عشرة" وهى من البوابة عشرة بمعبد الكرنك جنوبًا إلى بوابة معبد موت شمالًا، وهى تماثيل كباش برأس الإله أمون رع بمسافة 350 مترا بإجمالى عدد الكباش 130 تمثالا "66 شرقًا و64 تمثالا غربًا"، و"كباش بوابة خنسو" بإجمالى عدد التماثيل 114 تمثالا، وبذلك يبلغ إجمالى تماثيل الأسرة الثامنة عشرة بالطريق 244 تمثالا، بالإضافة لـ"كباش الأسرة الثلاثين" وهى تماثيل أبو الهول وترجع للأسرة 30 بعصر الملك نختنبو الأول، من معبد موت حتى التقاطع غربًا بمسافة 200 متر بإجمالى عدد التماثيل 62 تمثالا، ومن التقاطع غربًا إلى شارع المطار جنوبًا بإجمالى مسافة 475 مترا بإجمالى 178 تمثالا، ومن المكتبة لشارع المطارع حتى شارع المطحن بمسافة 620 مترا، وتضم 200 تمثال، وكذلك 14 تمثالا آخرين من المحتمل أن تكون أسفل شارع المطحن ليصبح الإجمالى 214 تمثالا، ومن شارع المطحن حتى كنيسة العذراء بمسافة 225 مترا بإجمالى 79 تمثالا، و5 قواع أخرى من شارع توت عنخ آمون، ليصل إجمالى التماثيل 84 تمثالا، ومن كنيسة العذراء إلى مبنى السنترال بمسافة 383 مترا، بإجمالى 146 تمثالا، ومن السنترال حتى مدخل معبد الأقصر بمسافة 347 مترا بإجمالى 130 تمثالا، وبذلك يتم الانتهاء من تركيب وترميم 1058 تمثالا، لكل من آمون رع وأبو الهول تقريبًا.
قيادات الآثار والهندسية للقوات المسلحة يشرحون تفاصيل العمل للزيارة الرسمية الأخيرة
فيما قال الطيب غريب كبير مفتشى معبد الكرنك، إن طريق الكباش يعتبر من أعظم الشواهد الفرعونية التاريخية على أرض الأقصر، فهو كان قبل آلاف السنين طريقًا تسير فيه المواكب المقدسة للملوك الفراعنة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه عليه القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحمّلة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، بالتزامن مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية "آخر أسر عصر الفراعنة".
أعمال الطريق تشمل تسوية المصاطب وقواعد حجرية لتماثيل الكباش وحوائط خرسانية وتكسيات من الطوب اللبن على جانبى الطريق
وأضاف الطيب غريب، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن طريق الكباش من أعظم الأعمال التاريخية، فهو ممر عالمى لم يسبق له مثيل، ولكنه تدمر حاليًا بفعل عوامل الزمن ومرور آلاف السنين عليه، وبناء المواطنين منازلهم على الطريق عقب سرقة تماثيله الشامخة على مر العصور المختلفة، مؤكدًا على أنه يتيح للسائحين الأجانب والمصريين التمتع على طول الطريق بين معبدى الأقصر والكرنك برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى.
وأشار الطيب غريب كبير مفتشى الكرنك، أن طريق الكباش الفرعونى يتيح أيضًا للسائحين الأجانب والمصريين التمتع على طول الطريق بين معبدى الأقصر والكرنك التمتع برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى، وهى فى هيئتين: الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه، علمًا أن الأسد يرمز، فى التاريخ الفرعونى، إلى الشمس التى قدّرها الفراعنة كثيرًا، أما الكبش فيعود إلى "خنوم" - أحد الرموز الرئيسة فى الديانة المصرية القديمة وهو، بحسب معتقدات ذاك الزمان صانع الحياة، وكانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجارٍ للمياه لريّها، ووسط التماثيل أرضية مستطيلة "120X 230 سنتيمترًا" من الحجر الرملى، وبين كل تمثال وآخر فجوة قطرها أربعة أمتار، إضافة إلى ما دونته الملكة حتشبسوت على جدران مقصورتها الحمراء فى الكرنك، بأنها شيدت سبع مقصورات خاصة بها على طول هذا الطريق، ومع مرور آلاف السنوات اختفت تمامًا معظم معالم هذا الطريق المقدس، ليظهر بدلًا منها بيوت ومنازل عشوائية وأراض زراعية حجبت عن السائحين الملامح التاريخية لواحد من أهم الطرق الأثرية فى العالم وأجملها، ودفنت التماثيل الفرعونية ودمرتها مياه الرى والصرف الصحى التى كانت تغمر تلك الأعمال الفنية التاريخية.