الجمعة، 22 نوفمبر 2024 03:33 م

أستاذ شريعة إسلامية: خطر ويضر بالشخصية المصرية.. ومحمد أبوحامد يرد: فكرة جيدة ورفضها مزايدة.. خبير تربوى يؤكد: يرسخ لمبدأ المواطنة.. وعباس شومان يوضح تصريحات الوزير

جدل حول دمج التعليم العام والأزهرى

جدل حول دمج التعليم العام والأزهرى جدل حول دمج التعليم العام والأزهرى
الثلاثاء، 17 أبريل 2018 04:00 م
كتب مصطفى السيد – محمد صبحى

أثارت تصريحات الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، حول إمكانية بحث دمج التعليم العام والأزهرى جدلا واسعا، حيث اتفق عدد من النواب والخبراء مع إمكانية دمج التعليمين، معتبرين أنه ينبغى توحيد التعليم الأساسى الذى يدرس للطلاب بصرف النظر عن الدين أو العرق وترسيخ مبدأ المواطنة.

فيما اعتبر آخرون، أن فكرة دمج التعليم الأزهرى بالتعليم العام غير موفقة؛ لأن التعليم الأزهرى لديه رصيد كبير من بناء الشخصية المصرية وينظر له باعتباره مناره للعالم الإسلامى، وقد ساهم بشكل كبير فى تخريج العديد من العلماء.

 

وانتقد الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أستاذ الشريعة الإسلامية ، حديث الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم عن بحث إمكانية التعليم العام والأزهرى فى كيان واحد مع ترك الأمور الدينية الدراسية اختيارية للطلاب .

 

 

الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية

وقال الجندى فى تصريح لـ"برلمانى" إنه من المهم جدا عندما يطرح أحد الوزراء مقترحا من المقترحات يحدد الغاية والهدف منه، مؤكدا أن مسعى وزير التربية والتعليم فى هذا الصدد مسعى غير موفق وليس للصالح العام والمصلحة العامة؛ لأن التعليم الأزهرى تعليم يشكل رصيدا للشخصية المصرية، وأيضا لريادة مصر بالمنطقة العربية .

 

وأضاف الجندى : "نعلم وهذا مشاهد وواقع أن الأزهر يشار إليه كقوى ناعمة كبيرة ينبغى دعمها بدلا من تفريغ مضمونها وتبعيتها لوزارة التربية والتعليم ، وأن هذا الرصيد الكبير للتعليم للأزهر الذى سبقت به مصر على هذا الطريق غيرها حتى من الدولة التى نزل فيها الإسلام، فكيف يمكن بجرة قلم أو بمقترح أن نهيل التراب على كل ذلك ونجعل كما يقال التعليم الدينى اختيارى للطلاب" ، مؤكدا أن هذا المقترح يضر أيضا بالشخصية المصرية لأن الشخصية الآن على مستوى الأولاد بالمرحلة الاعدادية والثانوية مفرغة من الناحية الدينية وأصبح ليس لديهم المعلومة الدينية فى حدها الأدنى.

 

وتابع عضو مجمع البحوث الإسلامية ، كان على الوزير أن يقترح أن تكون مادة التربية الدينية الإسلامية والمسيحية مادة إجبارية لتعميق الجانب الروحى ولمعرفة أصل من أصول الهوية المصرية العربية، مؤكدا أن اقتراح الدمج يقلب الأمور رأسا على عقب، وكأنه يقول لا داعى للتعليم الأزهرى ويكفى أن ندخل بعض المواد الدينية فى التعليم العام ومتروكة اختيارى للطلاب .

 

واستطرد الجندى : "أود أن أدق ناقوس الخطر لهذا الاقتراح الذى لم يدرس ولا ادرى ما هى البواعث وراء هذا الاقتراح ، وألم يكن جديرا بوزير التربية والتعليم أن يجلس مع شيخ الأزهر ويتحدث عن ذلك ، وكيف يقوض الوزير التعليم الدينى لحساب تمييع الشخصية المصرية ويكفى أن طلبة الجامعة لا يعلمون الحد الأدنى من المعلومات الدينية وهناك أمية دينية على مستوى الطلاب"، مؤكدا أن المقترح خطير للغاية وينبغى المراجعة فيه والجلوس مع صاحب الاختصاص فيه وهو شيخ الأزهر.

 

النائب محمد أبو حامد

من جهته، أعلن النائب محمد أبو حامد عضو مجلس النواب ، عن تأييده لاقتراح الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم بشأن دمج التعليم العام والأزهرى فى منظومة واحدة، موضحا أن مشروع قانون تنظيم الأزهر الذى كان قد تقدم به يتضمن أن تنتقل تبعية قطاع المعاهد الأزهرية لوزارة التربية والتعليم، مضيفا: "خاصة وأن لدينا على الأقل 95% من طلبة الأزهر يلتحقون بالمعاهد وفى النهاية يدخلوا جامعات تجارة وأداب وطب وصيدلة ولا يتخرجوا علماء دين".

 

وأكد أبو حامد فى تصريح لـ"برلمانى" أن دمج التعليم الأزهرى مع التعليم العام انجاز وكان جزء أصيل من التعديل الذى تقدمت به فى قانون إعادة تنظيم الأزهر وسيكون له آثار ايجابية على نشأة الأولاد، حيث إنه عند توحيد مناهج التعليم يساعد على تخريج جيل متجانس ولكن عندما تدرس المعاهد الأزهرية مواد والمدارس الحكومية مواد والدولية أمور أخرى لم نجد خط جامع للأولاد والطلبة، مؤكدا أن توجه وزير التربية والتعليم جيد و اشجعه جدا.

 

وتابع عضو مجلس النواب، أن يكون للأزهر هذه الآلاف من المعاهد الأزهرية، وخريجوه يلتحقون فى النهاية بكليات أخرى ليست متعلقة بالتعاليم الدينية، وضع شاذ.

 

وأكد أبو حامد ، أن رفض فكرة الدمج مزايدة ليست فى محلها، لأن الأزهر دوره الحفاظ على العلوم الشرعية وأصولها وتصحيح الدين وليس له علاقة بصيدلة وهندسة ومدارس، ومن المفترض أن يكون لديه من الهيئات والكيانات ما يساعده على تنفيذ دوره الدستورى، متابعا : "الأزهر لديه قرب الـ 10 آلاف ليس فى نيتهم أن يتخرجوا علماء دين ولغة عربية، وبالتالى يجب أن يخضعوا لمناهج التربية والتعليم وبالتبعية من غير المنطقى أن يكون بالأزهر كليات علوم غير دينية"، واصف اقتراح وزير التعليم بالشجاع.

 

الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى

وفى السياق ذاته، قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، إنه منذ زمن كانت هناك دعوات بضرورة توحيد التعليم الأساسى فى مصر كلها باعتبار أن مرحلة التعليم الأساسى هى الأهم بجانب القراءة والكتابة وترسيخ مبادئ المواطنة والسلام الاجتماعى، مشيرا إلى انه لا يجوز أن يكون لكل دين أو عرق تعليم خاص به، فلابد أن يكون لكل طلاب مصر تعليم موحد بصرف النظر عن العرق أو الدين.

 

وأضاف مغيث أنه من الضرورى أن يحصل الطلاب على منهج واحد، بحيث يكون الانتماء الأول للوطن ولا يكون هناك أنماط مختلفة ومتباينه فى التعليم ففكرة وجود أنماط متعددة مرفوضة.

 

وتابع يمكن تنفيذ فكرة دمج التعليم الأزهرى بالتعليم العام بتشكيل لجنة للتقريب ما بين التعليمين فى المناهج التعليمية، مضيفا أن العصر الحالى يتم التعامل بالقانون ويجب أن يتم التخفيف عن الطلاب فى المناهج الشريعية.

 

 

الدكتور عمر حمروش أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب

فيما قال الدكتور عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إنه يرى أن فكرة دمج التعليم الأزهرى فى التعليم العام سيؤدى فى النهاية إلى القضاء على التعليم الأزهرى، موضحا أن التعليم الأزهرى هدفه نشر الفكر الوسطى وسماحة الدين الإسلامى بعيداً عن الغلو والتشدد.

 

وأضاف حمروش، أن التعليم الأزهرى هو الحصن الحصين منع الانزلاق فى التشدد الدينى، مشيرا إلى أن التعليم الأزهرى له تاريخ طويل من النجاح وتخريج المئات من العظماء والعلماء وأساتذة الجامعة.

 

وتابع أن وزير التعليم جانبه الصواب فى فكرة دمج التعليم الأزهرى بالتعليم العالم فى هذا التوقيت، لأننا بحاجة إلى تخريج أجيال تساعد فى نشر الفكر الوسطى للإسلام، مضيفا أن لوزير التعليم أن يطور كيف ما يشاء فى التعليم العام لكن التعليم الازهرى فى طفرة عملية كبيرة وهناك العديد من المعاهد والكليات حصلت على اعتمادات الجودة.

 

وأشار إلى أن التعليم الأزهرى ليس إجباريا فمن يرغب فى تعليم العام فقط فاليذهب له ومن يرغب فى التعليم العام بجانب العلوم الشرعية فمن حقه ذلك.

 

 

الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف

وكشف الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، حقيقة تصريحات الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم ، حول دمج التعليم الأزهرى ، موضحا فى تصريحات على صفحته بفيس بوك : "بعد نشر تصريح منسوب إلى وزير التربية والتعليم بخصوص دمج التعليم العام والأزهري، تم التواصل بوزير التربية والتعليم للاستفسار عن صحة التصريح من عدمه، وذلك لاستجلاء حقيقة الأمر، فنفى التحدث عن دمج التعليمين ، وإنما تحدث عن تصميم نظام جديد لرياض الأطفال بالتنسيق مع الأزهر .

 

وتابع: "ولذا فالمرجو من الأزاهرة المنزعجين والسادة الصحفيين الذى كثرت اتصالاتهم فهم التصريح كما وضحه الوزير، ونهيب بالجميع عدم خلق حالة من الجدل الأجوف الذى لا يحتمله الوقت ولا يصب فى مصلحة الوطن، وبين الأزهر والتربية والتعليم تعاون وتنسيق دائم لمصلحة التعليم فى مصرنا ، والتعليم الأزهرى بخصوصيته هو تعليم مصرى يقف جنبا إلى جنب مع التعليم العام المصرى ليشكلا تنوعا لا مثيل له فى بلد آخر فى العالم وليس فى المساس بأحدهما إلا فى مجال التطوير والتحديث مصلحة لأحد ، وهو ما نعمل عليه فى الأزهر والتربية والتعليم معا".

 


الأكثر قراءة



print