تباينت آراء أعضاء مجلس النواب بين مؤيد ومعارض على منظومة التعليم الجديدة، التى عرضها الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم بمجلس النواب، ففى الوقت الذى يرى فيه البعض أن المنظومة إيجابية وتحقق نهضة بالتعليم فى مصر، انتقد آخرون المنظومة لأن هناك صعوبات فى تطبيقها، فضلا عن أن نظام 3 سنوات للثانوية العامة لا يمكن تطبيقه فى مصر فى الوقت الحالى.
النائب فايز بركات: مصر تستطيع منافسة الدول المتقدمة بمنظومة التعليم الجديدة
فى البداية، أشاد النائب فايز بركات، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، بالجهود التي يقوم بها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، من أجل تطبيق المنظومة الجديدة لتطوير التعليم، معبراً عن تفاؤله بالنظام الجديد الذي يساعد في تنمية المهارات العقلية لدى الطلاب في المدارس.
وأوضح بركات فى تصريح لـ"برلمانى"، أن اعتماد المنظومة الجديدة على استخدام الكتاب المدرسي والتابلت سيسهم في تطوير مستوى التعليم بالمدارس، بما يواكب دول العالم المتقدمة، كمان أنه سيخلق جيلا جديدا قادرا على التفاعل مع التكنولوجيا واستثمارها بشكل جيد والاستفادة منها في التطوير والتعليم، كمان أنه سيعزز رغبة الطلاب على تطوير مهارة التعليم الذاتي.
وأكد عضو لجنة التعليم، أن اعتماد منظومة التعليم الجديدة على إلغاء نظام الثانوية العامة في سنة واحدة وعقد الامتحانات بنظام الثلاث سنوات التراكمي سيلغي فكرة شبح الثانوية العامة الذي يمثل مصدر قلق وإرهاق كبير لدى الطلاب وأولياء الأمور، كما أن الاعتماد على أن يكون الامتحان على أجهزة التابلت سيحل مشكلة تسريب الامتحان الورقي.
عضو "تعليم" البرلمان توضح تفاصيل خطة التطوير الكلى والجزئى لمنظومة التعليم
فيما أوضحت الدكتور ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان، النظام الجديد لتطوير منظومة التعليم والذى كشف عنها الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم فى اجتماع لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان، وقالت إنه لأول مرة يتم الكشف عن آليات تنفيذ الخطة تطوير منظومة التعليم وفقا لإطار زمنى.
وأضافت عضو لجنة التعليم فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الخطة التى كشف عنها وزير التربية والتعليم شملت التعليم العام الأساسى والثانوية العامة، موضحة أن هناك نوعين من التطوير سيبدأن فى سبتمبر من عام 2018.
وتابعت أن النوع الأول للتطوير سيكون تطويرا كليا سيبدأ من الثلاث سنوات الأولى لرياض الأطفال من مرحلة "كى جى وان..وكى جى تو" وأولى ابتداى، وسيشمل التطوير تغير فى المناهج وطريقة التدريس على أساس بناء الفكر وهو نظام متداخل متعدد الأغراض بمعنى أنه لا توجد به مواد منفصلة عن بعضها ولكن ستكون موضوعات.
وأضافت أن بعد ذلك سيتم إضافة مراحل ( الصف الثانى والثالث والرابع ) ابتدائى للعام بعد المقبل، مشيرا إلى أنه ستكون هناك مواد فى اعدادى اختيارية ومواد أخرى إجبارية أساسية.
وعن التطوير الجزئى، أوضحت أنه سيبدأ تطبيقه من العام المقبل على مرحلة أولى ثانوى، وسيشمل التطوير اختلافا فى طريقة تقييم أسئلة الامتحانات، حيث سيتم وضع الامتحانات من بنك الأسئلة والذى سيحتوى على أكثر من مليون سؤال، ويشمل التطوير بدلا من وضع امتحان واحد فى العام ستتم وضع 12 امتحانا على الثلاث سنوات للثانوية العام بواقع امتحان ربع ثانوى كل ثلاثة شهور وسيتم فى النهاية احتساب أعلى دراجات لـ6 امتحانات.
وتابعت أنه سيتم منح الطلاب تابلت مجانى وباقات نت مجانبة يتم استخدامها من جانب الطالب للدخول للبرامج بنك المعرفة الذى سيحتوى على مجموعة من المعلومات والفيديوهات التوضحية، كما سيتم امتحان الطالب من خلاله وتصحيح الأسئلة ووضع درجات الامتحانات.
وفى المقابل، قال الدكتور عبد الرحمن برعى، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن المنظومة الجديدة للتعليم تضم بعض الأمور الإيجابية التى تحقق بالفعل نهضة للتعليم فى مصر، ولكن فى نفس الوقت تضم بعض الأمور التى يصعب تطبيقها فى مصر فى الوقت الحالى.
وأضاف برعى فى تصريح لـ"برلمانى"، أن النظام الجديد للثانوية العامة بمنظومة التعليم الجديدة لتحويل النظام إلى 3 سنوات غلطة كبيرة وبه العديد من العيوب، متسائلا أين المدرسين الذين سينفذون ذلك النظام وهم مصابون بحالة إحباط، لافتا إلى أن لدينا مدرسة دولية وحيدة ولم تتمكن من تطبيق هذا النظام فكيف يتم تطبيقه فى النجوع والقرى؟.
وأوضح عضو لجنة التعليم بالبرلمان، أن النظام الجديد للثانوية العام لم نتمكن من تطبيقه ولابد من تعديل قانون رقم 20 لسنة 2012 قانون الثانوية العامة، وذلك يزيد من صعوبة تطبيق النظام الجديد فى مطلع العام الدراسى الجديد، مؤكدا أن كل ما شهد تغييرا فى المنظومة الجديدة طريقة الامتحانات والتقويم ولابد من أن يتم تغيير المنهج والأهداف وطرق التدريس، مضيفا أن حال فشل التطبيق سوف تنتهى الفكرة للأبد.
وحول استخدام نظام التابلت فى المدارس قال برعى، هل الدولة إنجلترا الراعية لهذا النظام لم تعتمد على التابلت بنفس القوة الذى يعتمد عليه وزير التربية والتعليم وسبق تجربته فى بعض المدارس ولم ينجح خاصة أن البيئة فى مصر تختلف عن الخارج؟.
وانتقد عضو مجلس النواب غياب معايير نظام القبول بالجامعة بالمنظومة الجديدة، مشددا على ضرورة فتح حوارات مجتمعية طويلة حول المنظومة الجديدة للتعليم حتى تحقق هدفها.