عواصف عماد جاد السياسية

رغم الهدوء الذى عرف عنه، بل وملامحه الهادئة دومًا، ونبرة صوته المنخفضة، إلا أن هذا الهدوء عادة ما يسبق عواصف "عماد جاد"، التى تهب من حين لآخر على الساحة السياسية المصرية، والتى كان آخرها إعلانه استقالته، أمس الإثنين، من حزب المصريين الأحرار، الذى شغل منصب نائب رئيسه، وذلك على الهواء مباشرة، ما قد ينذر بإسقاط عضويته فى البرلمان.

معارك مبكرة مع "وفد السيد البدوى" لصالح "بدراوى"

مصادر من داخل حزب المصريين الأحرار، أكدت لـ"برلمانى" أن معارك د.عماد جاد لم تبدأ بتقديم استقالته أمس، بل بدأت باكرًا منذ الانتخابات البرلمانية، حين ساند "جاد" بعض المرشحين المنافسين لحزبه فى عدد من الدوائر المختلفة، منها على سبيل المثال دائرة "حدائق القبة" التى اتفق فيها مع أحد مرشحيها ضد مرشح الحزب حشمت فهمى، ما أدى لسقوط الأخير.



عواصف جاد السياسية نالت من أحزاب أخرى خلاف حزبه، منها معركته السياسية مع السيد البدوى رئيس حزب الوفد، عندما أيد "جاد" تيار الإصلاح المنشق على "البدوى" بقيادة فؤاد بدراوى، وسانده فى حربه ضد رئيس الوفد وحضر اجتماعات "تيار الإصلاح"، حينها قال جاد فى تصريح مثير للجدل، إن الدكتور السيد البدوى كان السبب وراء إضعاف حزب الوفد، وأنه لا يليق بحزب فى مثل هذه العراقة أن يكون رئيسه "البدوى"، وردت عليه لجنة الحزب الإعلامية ببيان ساخن أيضًا واصفة تصريحاته وقتها بـ"البجاحة السياسية"، لأن "جاد" تناسى فارق السن والتاريخ السياسى بينه وبين "البدوى"، لاسيما وأن مؤهلات "جاد" وتاريخه السياسى يتوفر لدى الوفد الآلاف منها".

عماد جاد: حزب مستقبل وطن "مطوع" ومدعوم من مؤسسات الدولة

عواصف جاد طالت أيضًا حزب مستقبل وطن، الذى يترأسه محمد بدران، حين وصف جاد فى مداخلة تليفزيونية الحزب بأن هناك جهات تدعمه فى الدولة لأنه "مطوع" من مؤسساتها.

أصدقاء فى "حب مصر".. أعداء فى "دعم مصر"

ربما كان الهجوم على "مستقبل وطن" و"الوفد"، مقبولًا لأنهما ينافسان حزبه فى معركة شرسة، ويلاحقانه فى عدد مقاعد البرلمان، إلا أن هجومه على ائتلاف دعم مصر، يظل أقوى معاركه، فقد عبر جاد إلى البرلمان، عبر ترشحه على قائمة "فى حب مصر" بقطاع القاهرة ووسط وجنوب الدلتا، وما أن بدأت القائمة فى تشكيل ائتلاف سياسى، حتى خرج جاد يهاجمها، واصفًا الائتلاف بسعيه للقضاء على التعددية الحزبية، وإلغاء الأحزاب، وتعود بنا إلى زمن صفوت الشريف، وكمال الشاذلى، وأحمد عز، وتسعى لاستنساخ حزب وطنى جديد".

عماد جاد يتحدى "المصريين الأحرار" ويعلن استقالته على الهواء

ثم أتت معركة الأمس، لتكون الفاصلة والصاعقة فى ذات الوقت، حين أعلن د.عماد جاد أمس، فى مداخلة تليفزيونية، استقالته من "المصريين الأحرار" إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس مؤسس الحزب، وعصام خليل، القائم بأعمال الرئيس، على إثر خلافاته مع علاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية، جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدى على قناة "سى بى سى".



وأوضح جاد فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن النائب علاء عابد رفض ترشحه كوكيل لمجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار ثأرًا منه على خلاف شخصى بين جاد وعابد وزوجة الأخير المذيعة بسمة وهبى مقدمة برنامج هى فوضى المذاع على قناة "Ten".

وأضاف جاد، فى مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدى: "أنا مش فارق معايا مقعد البرلمان أو أى شىء آخر، وحتى الكرسى مش عاوزه"، فيما أكدت الإعلامية لميس الحديدى، أنها اتصلت هاتفيًا برجل الأعمال نجيب ساويرس مؤسس الحزب، للتعليق على قرار عماد جاد بالاستقالة ولكنه رفض التعليق.

أيمن أبو العلا: أسعى للصلح بين جاد وعلاء عابد

فيما قال الدكتور أيمن أبو العلا، سكرتير عام مساعد حزب المصريين الأحرار، إن استقالة الدكتور عماد جاد من حزب المصريين الأحرار ستعرض على رئيس الحزب، للبت فيها، ومؤكدًا أنه سيجرى اتصالات خلال الساعات المقبلة للوقوف على تفاصيل الأزمة وسببها ومحاولة احتواء الموقف.