مساعى يقودها ائتلاف دعم مصر الحائز على الأغلبية فى البرلمان لدراسة تحويل الائتلاف إلى حزب سياسى، فخلال الأيام القليلة الماضية لتقى رئيس الائتلاف عددا كبيرا من نواب الائتلاف، بحضور الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، وقيادات الائتلاف.
وخلال الاجتماع طالب رئيس الائتلاف الدكتور على عبد العال بعقد ملتقى سياسى "نادى سياسى" كل أسبوعين، بحضور أحد الوزراء، لمناقشة القضايا والملفات الجماهيرية، بينما قال الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، خلال الاجتماع، إن الحياة السياسية لا يمكن أن تستقيم إلا بوجود حزب سياسى يحوز الأغلبية.
هناك الكثير من الأسئلة تطرح نفسها عن جدوى تدشين حزب سياسى يمثل الاغلبية فى ظل وجود أكثر من 100 لم يحظى منهم ألا 13 حزباً فى بالتمثل البرلمانى، خبراء فى العلوم السياسية يرون انها فرصة حقيقية لدمج الأحزاب ذات الأيديولوجيات والبرامج المتشابهة.
وعن تحويل دعم مصر لحزب سياسى، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة، إن هناك محاولات ومجهودات ليشكل ائتلاف دعم مصر نواه لحزب سياسى، مشيرا إلى أن الائتلاف كان له تجربة مهمة فى الانتخابات ببعض المحافظات، لكن السؤال الأهم هل مصر بحاجة اليوم إلى حزب حاكم واحد أم مجموعة أحزاب.
وأوضح "فهمى" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن تشكيل حزب للأغلبية نواته الاساسية من نواب البرلمان ستكون تجربة محفوفه بالمخاطر، على الرغم من أن الائتلاف يمارس دور كحزب لكن ليس متناغم لأنه يضم تيارات مختلفه من المستقلين وغيرها، ولذلك فأن تشكيل حزب قوى لابد ان تكون متماسك ولديه مبادئ وافكار ورأه واحدة.
وتابع "فهمى"، أن يمكن أن يصوب هذا الطرح بأن المجموعات المتالفه فكرا تتفق على برنامج واحد ويكون بداية لحزب جديد متناغم، مضيفا أن مصر فى حاجة إلى مجموعة أحزاب قوية وراسخة، وبعد ذلك تفرز هذه التجربة حزب قوى يمكن أن يدير ويستطيع ان يتداول السلطة وتفرز حراك سياسى.
وأردف "فهمى"، أن التجارب الحزبية السابقة تقول أنه لا يمكن انشاء حزب مرة واحد فالابد أن تكون هناك احزاب يمينه ويساره فعندما قام الرئيس السادات بانشاء حزب ذهبت الناس اليه فشجع اليمن واليسار على انشاء كيانات واصبح هو حزب الوسط.
وأضاف "فهمى"، أن مصر تحتاج إلى وجود 5 أحزاب قوية تستطيع أن تفرز حراك سياسى، يساهم فى بناء الحياة السياسية، مشيرا إلى أن تجربة ائتلاف دعم مصر ناجح لكنها تحتاج إلى أن تكون لديها برنامج واقعى وأن تكون لديها قواعد جماهيرية .
من جانبه قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الوضع الحالى للأحزاب السياسية فى مصر موئلم فوجود أكثر من 100 حزب غير فعال فلا تساهم فى الحياة بناء الحياة السياسية.
وأضاف عبد الفتاح، أن الحل الأمثل لهذه المشكلة ان تندمج الاحزاب ذات الافكار والأيدويوجيات والبرامج المتشابة وأن تجتمع فى كيانات موحدة قوية، فوجود من 5 إلى 10 أحزاب قوية تمثل التيارات السياسية الموجودة فى مصر سيساهم فى الحراك السياسى.
وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسى، إن إنشاء دعم مصر لحزب سياسى أمر جيد ويهدف لاستكمال البناء المصرى بأشكاله المختلفة خلال الـ 4 سنوات المقبلة، موضحا أن الدولة المصرية مرت بمراحل كثيرة بداية من مرحلة الملكية وكان هناك نظام لتعدد الأحزاب مع حزب واحد قائم يكسب فى الانتخابات وهو حزب الوفد ، وإلى فترة كان يوجد لدينا ما يقرب من حزب واحد تحت أسماء متعددة ولكن ذو صفة بيروقراطية تابعة للدولة.
وأضاف أن فترة الرئيس مبارك والسادات والحديث عن التعددية الحزبية كانت الحقيقة لا تختلف كثيرا عن فكرة الحزب الواحد القائم التابع للدولة وهو الحزب الوطنى الديمقراطى ، متابعا المرحلة الثورية جاءت وتعددت الأحزاب بشدة وآن الأوان مع استقرار النظام الاقتصادى والدستورى فى مصر فلابد من ضرورة استقرار النظام الحزبى .
وتابع المفكر السياسى ، أن الحالة التى يشهدها تكتل دعم مصر حاليا من فكرة التحول لحزب سياسى فرضتها ظروف معينة تتمثل فى أنه بعد ثورة يونيو وانتخاب الرئيس، بدأت ناس تتجمع مع بعض لتأييد الرئيس إنما ليس لها برنامج واضح ولا فلسفة واضحة وليس لها علاقات بعمليات اختيار السلطة التنفيذية رغم انها المؤيد الرئيسى للسلطة التنفيذية
واستطرد سعيد، آن الآوان تقنين الوضع فى العملية الحزبية ليس لها علاقة فقط بحزب الاغلبية وإنما لها علاقة بأحزاب المعارضة بحيث لا ندشن حزب جديد مثل الحزب الوطنى وإنما يكون هناك فرصة لتداول السلطة والانتخابات بين الأحزاب.
وأكد المفكر السياسى، أن التغيرات الأخيرة فى حزب الوفد ايجابية ولو أن الاحزاب الليبرالية المؤمنة باقتصاد السوق تندمج زى المصريين الاحرار ومستقبل وطن يبقى مع حزب الوفد فى صف واحد سواء فىشكل حزبى او تكتل جبهوى نيابى ففى تلك الحالة سيتولد فى مصر نظام للحزبين ومن الممكن أن يكون هناك حزب ثالث يتولد عن بعض الأحزاب اليسارية .
وتابع سعيد، آن الآوان أن يكون لدعم مصر إطار تنظيمى وتمثيلى بالبرلمان و وله علاقة حول ما الذى نريدنه من أجل مصر مثل رؤية 2030 التى تولدت داخل السلطة التنفيذية وليس لدى حزب ومن المفترض أن يكون لدينا مع نظام الإدارة المحلية الجديد حركة حزبية داخل المحافظات تصور للاستثمار .