كتب نورا فخرى ومحمود حسين
اقترب موعد انعقاد مجلس النواب، وانتهت الأمانة العامة للمجلس، برئاسة المستشار أحمد سعد الدين، من كل التفاصيل والإجراءات الخاصة بالانعقاد، والتى كان آخرها ورشة العمل التى نظمتها الأمانة لأعضاء المجلس الفائزين فى المرحلة الثانية من الانتخابات، على مدار 4 أيام بدأت الخميس وانتهت اليوم، إذ شمل اليوم الأخير من الورشة محاضرة وحلقة نقاشية حول نمط الملبس وضوابط الحركة والكلام والتعامل تحت القبة وفى الجلسات والمناسبات الرسمية، وفق قواعد الإتيكيت والبروتوكول الدولى.
شهدت الجلسة اليوم كثيرًا من التساؤلات من النواب، أبرزها كان عن إمكانية ارتداء العباءة السوداء والحجاب للنساء، أو ارتداء الجلباب للرجال، وهى الأسئلة التى تناولها بالرد والشرح والتوضيح، خبير الإتيكيت والبروتوكول الدولى نبيل عشوش، موضّحًا أبرز عناصر وضوابط الملبس والحركة والكلام تحت قبة البرلمان وفى المناسبات الرسمية.
نوسيلة أبو العمرو: لو البرلمان هيخلينى أغير توبى ما لوش لازمة
فى البداية أثارت النائبة نوسيلة إسماعيل أحمد إسماعيل، الشهيرة بـ"نوسيلة أبو العمرو"، عضو مجلس النواب عن دائرة فاقوس بمحافظة الشرقية، تساؤلاً حول ارتداء العباءة تحت قبة المجلس، وهل هناك اشتراط لتغيير ملابسها والطريقة التى اعتادت عليها.
وأضافت النائبة فى حديثها: "أنا بنت ريف، يهمنى الالتزام بطبيعة أهالى الدائرة التى انتخبتنى وجاءت بى لهذا المجلس، ولو كان البرلمان هيخلينى أغير توبى ما لوش لازمة، وأنا بعض النائبات اتكلموا معايا عن ضرورة تغيير أسلوبى فى لبس العباية، وعلشان كده أنا بسأل".
نبيل عشوش: الموضة ليست الأولى فى الإتيكيت الدولى
كلام نوسيلة أبو العمرو أثار حالة من الاهتمام والتركيز والتساؤلات المتتابعة، ولهذا علق عليه نبيل عشوش، خبير البورتوكول الدولى، قائلاً: "لك الحرية فى ارتداء ما ترغبين، طالما يعبر عنك، وانتى تشرّفى الشعب".
كان تساؤل نائبة فاقوس بمحافظة الشرقية قد جاء عقب حديث "عاشوش" عن الإتيكيت الخاص بارتداء الملابس، مشيرًا إلى أن الموضة ليست الأولى فى الإتيكيت الدولى، وإنما تأتى الموضة فى المرتبة الرابعة، على عكس ما يعتقد الآخرون، فالأهم هو ارتداء ما يناسب الشخص والذوق العام، مضيفًا: "اللونان الأسود والكحلى بمشتقاتهما هما الأساس فى الإتيكيت الدولى".
ولفت "عشوش" إلى أهمية أن يرتدى الرجل الكرافت، سواء كانت سادة أو مقلّمة، مع البدلة، وأن يُزيّن أسورة القميص بـ"الدبوس"، أما ملابس المرأة بالنهار وفى أثناء الجلسات وفى المناسبات الرسمية يجب أن تلتزم بالزى الرسمى، على أن تكون ألوانه غامقة، ولا يُنصح بارتداء ملابس فاتحة الألوان، مع ارتداء الفستان فى المناسبات على أن يكون طويلا، لافتًا إلى أن السيدة المصرية اعتادت أن تضع الحقيبة خلفها أو بجوارها، ولكن فى الإتيكيت فإن الحقائب لها مكانان: إذا كانت صغيرة تُعلّق على المقعد للخلف، إما إذا كانت كبيرة فإنها توضع بجوار القدم اليمنى.
محمود الخشن يطرح سؤالا حول ارتداء الجلباب تحت القبة
فى السياق ذاته، أثار النائب محمود الخشن - الذى يرتدى الجلباب البلدى - تساؤلاً حول إمكانية ارتداء الجلباب تحت قبة المجلس، وهو ما علق عليه "عشوش" بأنه لا إشكالية فى الأمر، طالما يعبّر هذا الزى عن المنطقة التى يمثلها النائب.
البروتوكول الدولى لا يتناول مسألة "ارتداء الطرحة"
وطرحت نائبة أخرى سؤالاً عن الطرحة، فقال لها "عشوش" إن البروتوكول الدولى لم يتناول هذه النقطة، ولكنها لابد أن تتماشى مع الملابس وشكلها ومدى تناسقها.
وشدّد "عشوش" فى محاضرته للنواب على ضرورة الحرص فى أثناء الحديث خلال الجلسات وأمام كاميرات التليفزيون، على أن تكون اللغة سليمة ومنضبطة، مع مراعاة انتقاء الكلمة وتوقيتها واختيار المفردات والجمل اللغوية، ومراعاة أن يكون موضوع الحديث متناسبًا مع الزمان والمكان، ونبرة الصوت جيدة ومعتدلة، لا مرتفعة للغاية ولا منخفضة لدرجة لا يسمعها الآخرون، وأن تأخذ كل كلمة حقها ويخرج كل حرف من مخارجه الطبيعية.
وأشار خبير البروتوكول الدولى فى حديثه، إلى أن نظرة المتحدث يجب أن تكون وفقًا لكلماته وتعبيراته، مع السيطرة عليها وعلى نبرة الصوت، متابعًا: "لا أنصح بالحديث باستخدام العربية الفصحى، ولا اللهجة الدارجة، بتاعة الشارع، والأفضل هى اللغة الوسطى المعروفة والمتراوحة ما بين الفصحى والعامية".