وفى مقدمة قطاعات الاقتصاد القطرى التى عانت ـ ولا تزال ـ من طوفان الخسائر ، يأتى قطاع السياحة والطيران، الذى كان فى صدارة طابور الخاسرين مسجلاً تراجع تاريخ فى العائدات وسط توقعات بالمزيد من الهبوط، وهو ما دفع صحيفة "صنداى تليجراف" البريطانية للتأكيد على أن شركة الخطوط الجوية القطرية "قطر إيروويز" ربما تجبر الخطوط الجوية القطرية على طلب مساعدة الحكومة لإنقاذها ماليا" .
ويقول التقرير الذي كتبه موفد الصحيفة إلى الدوحة جاك تورانس، ونشر على الصفحة الأولى في الملحق الاقتصادى ونشر موقع "بى بى سى عربى" أجزاء منه، إن أكبر الباكر، الرئيس التنفيذى لشركة الخطوط الجوية القطرية منذ 1997، أقر بأن الشركة قد تجبر على طلب الإنقاذ المالى من الحكومة إذا تواصلت المقاطعة.
وأوضح الباكر أن طلب الإنقاذ المالى "ما زال بعيدا زمنيا نوعا ما"، لكن من المحتمل أن تحتاج الشركة إلى السعى للحصول على دعم مالى من الحكومة إذا تواصلت العقوبات لفترة طويلة، بحسب بى بى سى.
وأضاف: "لا نحتاجها فى اللحظة الراهنة، ولكن إذا استمر هذا الوضع، فأنا واثق أن الحكومة ستكون جاهزة لضخ رأسمال لأن الخطوط الجوية أداة مهمة جدا للاقتصاد".
وقالت الصحيفة إن الخطوط القطرية عانت في أعقاب قطع السعودية ودولة الإمارات والبحرين، فضلا عن مصر، علاقاتها مع قطر.
وأجبرت الشركة على وقف رحلات طيرانها إلى نحو 19 دولة. وحلقت طائراتها في مسارات جوية مكلفة أكثر لتجنب المرور بالمجال الجوى للبلدان المقاطعة.
وفي ابريل ، كشف الباكر عن أن الشركة عانت من خسارة "جوهرية" العام الماضى.
القطرية
ويضيف تقرير الصحيفة أن كفالة الإنقاذ الحكومى ستغضب بالتأكيد الشركات الأمريكية المنافسة لها، والتى تتهم الخطوط القطرية ومنافستها فى المنطقة بأنهن يتلقين دعما حكوميا.
تشير الصحيفة إلى أن الباكر شدد على وجود اختلاف كبير بين الاستثمار والمعونة الحكومية، مضيفا "بشكل مماثل، ليس لدينا الامتياز الذى تتمتع به شركات النقل الجوى عبر الأطلسى، فعندما يتعرضون لمشكلات يمكنهم تصفية دفاتر حساباتهم عبر الفصل الثانى أى إشهار الإفلاس.
وفى وقت سابق، كشف الرئيس التنفيذى لصندوق قطر السيادى "جهاز قطر للاستثمار"، عبد الله بن محمد بن سعود آل ثانى، أن الجهاز يحاول صياغة استراتيجية لدعم عدد من قطاعات الدولة. وقد يستثمر فى شركة الخطوط الجوية القطرية، فى إطار دعمه لمشروعات محلية، ويأتى هذا كخطوة لتعويض الخسائر الكبيرة التى تتعرض لها الشركة القطرية التى تتضاعف يوما تلو آخر.
وكانت قطر قد سحبت 20 مليار دولار من صندوقها السيادى "جهاز قطر للاستثمار" لمواجهة أزمتها المالية التى تمر بها منذ المقاطعة العربية لدعمها الإرهاب.
وفى وقت سابق، كشفت وكالة "بلومبيرج" الأمريكية أن الخطوط القطرية الخاسر الأكبر من قطع العلاقات بين الدوحة والرباعى العربى، فيما نقلت صحيفة "جلف تايمز" عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سعود آل ثانى، قوله: "كتارا فى مرحلة الإعداد، وقد تكون الخطوط الجوية القطرية التالية".