حقق الجيش السورى انتصارات كبيرة ساعدته فى الهيمنة والسيطرة على مساحات واسعة من البلاد، وذلك عقب دحر عدد من الجماعات الإرهابية المتطرفة فى البلاد، وأظهرت خارطة النفوذ العسكرى فى سوريا تغيراً جزئياً فى نسب السيطرة الكلية بين أغلب القوى، مقارنة مع النسب التى تم تسجيلها فى الشهر الماضى، وقد شهد هذا الشهر أحداثاً بارزة، أهمها سيطرة الجيش السورى على كامل ريف حمص الشمالى وكامل أحياء جنوب العاصمة دمشق.
وأكدت مصادر إعلامية سورية ارتفاع النسبة الت تسيطر عليها قوات الجيش السورى بنسبة (56.14%)، بعد أن كانت (55.13%) فى الشهر الماضى، كما ارتفعت قليلاً مساحة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث بلغت نسبة سيطرتها (24.91%) مقارنة مع (24.86%) فى شهر أبريل الماضى على خلفية استئناف المعارك ضد تنظيم داعش شرق الفرات.
وتقلصت مساحة سيطرة فصائل المعارضة المسلحة بشكل ملحوظ، نتيجة خسارتها لمعاقلها فى ريف حمص الشمالى وجنوب دمشق، وبلغت نسبة السيطرة (10.96%)، مقارنة مع (12.21%) فى الشهر الفائت.
بدوره خسر تنظيم داعش الإرهابى مساحات إضافية من المناطق التى يسيطر عليها، وبات يسيطر على (7.02%) مقارنة مع (7.80%) فى الشهر الماضى، نتيجة انسحابه من مخيم اليرموك والحجر الأسود بالإضافة لبعض المواقع شرق الفرات.
وبسطت قوات الجيش السورى والميليشيات المتحالفة معها فى 22 مايو الماضى سيطرتها على كامل العاصمة دمشق وريفها، على إثر صفقة رعتها موسكو أدت لنقل 1600 من عناصر تنظيم داعش وعوائلهم من مخيم اليرموك والحجر الأسود إلى مناطق فى البادية السورية، وبذلك أصبحت العاصمة خالية من العمليات العسكرية لأول مرة منذ حوالى 7 سنوات.
بدورها أعلنت قوات سوريا الديمقراطية فى مطلع مايو الماضى عن إطلاق المرحلة الأخيرة من معركة "عاصفة الحزم"، بهدف تأمين الحدود السورية العراقية، والقضاء على جيوب تنظيم داعش المتبقية شرقى نهر الفرات فى ريف دير الزور الشرقى والحسكة الجنوبى.
واقتصرت المعركة الواسعة على مواقع تنظيم داعش فى شمال شرق البوكمال، وشارك فيها إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية قوات الحشد الشعبى العراقى عبر التغطية المدفعية، ودخل سلاح الجو العراقى على خط المعركة أيضاً، بالإضافة إلى التغطية النارية التى وفرتها المدفعية الفرنسية، وتم على إثرها السيطرة على بلدة البوغاز وإبعاد التنظيم عن الحدود العراقية فى حين فشل الهجوم على بلدة هجين.
بدوره شن تنظيم داعش الإرهابى أكثر من هجوم على مواقع قوات النظام السورى والميليشيات الأجنبية المتحالفة معه خلال شهر مايو الماضى فى بادية تدمر والميادين، وتركزت عملياته فى ريف السخنة وقرب المحطة الثانية وحميمة، لكن دون تحقيق إنجاز ميدانى.
فيما شهدت مدن الشمال السورى فى شهرمايو الماضى، قيام تركيا بنشر كامل نقاط المراقبة وفقاً لاتفاق خفض التصعيد وأصبح عددها الكلى (12) نقطة، فيما أعلنت روسيا الانتهاء من نشر 17 نقطة مراقبة، 7 منها إيرانية و10 روسية.
وبالتزامن مع نشر نقاط المراقبة لوحظ انخفاض نسبى فى عدد الطلعات الجوية وقصف الطيران فى الشمال السورى، بالمقابل استمر القصف المدفعى من قبل النظام السورى خصوصاً فى مناطق ريف حماة الشمالى.
فيما صرح نائب وزير الخارجية الروسى، ميخائيل بوجدانوف، بأن الأردن اقترح عقد لقاء ثلاثى حول سوريا فى العاصمة عمان على المستوى الوزارى.
وقال بوجدانوف فى تصريح للصحفيين "كنا على استعداد منذ زمن للمشاركة فى مثل هذا اللقاء، فى البداية اقترح أصدقاؤنا فى عمان عقد لقاء على المستوى الوزارى، ووزير خارجيتنا لافروف كان مستعدا تماما لمثل هذا الاجتماع".
يُذكر أن بوجدانوف قال فى وقت سابق أن موعد عقد مثل هذا اللقاء غير معروف بعد. وأضاف: "أنه سيتم بحث وقف إطلاق النار فى جنوب سوريا"، مؤكداً ن بلاده دعمت فكرة عقد اجتماع ثلاثى روسى أردنى أمريكى حول منطقة خفض التصعيد الجنوبية فى سوريا، ومشددا على أنه كلما كان اللقاء أسرع كان أفضل.