الجمعة، 22 نوفمبر 2024 06:14 م

زواج المنفعة بين إيران وروسيا فى سوريا ينتهى.. والاتفاق بين موسكو وتل أبيب على إنهاء التواجد الفارسى فى الشام يربك حسابات طهران.. وإعلام خامنئى يشن هجوما على "بوتين" ويصفه بالخائن

طلاق إيرانى روسى

طلاق إيرانى روسى طلاق إيرانى روسى
الأربعاء، 06 يونيو 2018 04:00 م
كتبت إسراء أحمد فؤاد

أجج الاتفاق الروسى الإسرائيلى الذى فاحت رائحته مؤخرا فى سوريا حول سحب القوات الإيرانية من مناطق جنوب غرب هذا البلد قرب الحدود مع إسرائيل، مجددا مخاوف إيرانية من تخلى الحليف الروسى عنها وجنوح الكرملين إلى التحالف مع عدو إيران اللدود إسرائيل، وأربك حساباتها فى سوريا، بعد أن خرج علينا يوم الجمعة الماضية، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، وأكد التوصل إلى اتفاق بين بلاده وإسرائيل وتوقع تطبيقه خلال أيام قريبة.

 
 

الإعلان عن اتفاق بين حليف طهران المفترض فى سوريا، دفع المراقبين للقول أن تحالف المصلحة وزواج المنفعة الذى جمع بين إيران وروسيا فى هذا البلد منذ دخول روسيا على خط الأزمة السورية، قد ينهار جراء هذا الاتفاق غير واضح المعالم حتى الآن، فضلا أسباب أخرى ستعجل من الطلاق الإيرانى الروسى، فى مقدمتها العلاقات الوثيقة التى تربط موسكو بتل أبيب لاسيما بعد دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، مؤخرا كضيف شرف فى استعراض عسكرى ضخم في موسكو، احتفالا بذكرى الحرب العالمية الثانية، وأخيرا منح موسكو الضوء الأخضر لإسرائيل بضرب أهداف إيرانية في سوريا 10 مايو الماضى، أدت إلى مقتل 7 عناصر إيرانية.

 

 

وبالعودة إلى الاتفاق الذى كشف عنه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، نجد أن  إيران الرسمية أخفت مخاوفها حيال تحجيم دورها فى الميدان السورى من خلال ذلك الاتفاق الذى أيدته أيضا وسائل إعلام إسرائيلية، وقالت أنه يقتضي ضرورة إبقاء إيران وحزب الله بعيدين عن الحدود الشمالية لإسرائيل مع سوريا، بينما تسربت المخاوف إلى إعلام طهران الذى شن هجوما لاذعا على الرئيس الروسى فيلادمير بوتين، متهما إياه بالخيانة والتخلى عن طهران والجنوح إلى عدوها الإسرائيلى.

وفى هذا الصدد علقت صحيفة "قانون" الإيرانية تحت عنوان "المحتال"، فقالت يبدو أن خيانة الروس التاريخية ظهرت مجددا، وأوضحت، أنه منذ فترة تحدثت شخصيات روسية عن محاولات إخراج إيران من مناطق سورية، وأبرزت الصحيفة تصريحات ممثل روسيا فى الأمم المتحدة الذى كشف عن اتفاق بين بلاده وإسرائيل.

وأشارت الصحيفة الإيرانية، إلى أن سلوك موسكو أمام طهران أدى لمعارضة الكثيرين فى الداخل الإيرانى حيث انتقد الخبراء ووسائل الاعلام الإيرانية هذا الطموح الروسى، بينما لم يبد المسئولون أي ردود أفعال، ودعت الصحيفة النظام الإيرانى لاتخاذ التدابير اللازمة للتصدى لما أسمته خيانة الكرملين لطهران.

 

 

 

وتمتلك طهران قناعة بأن سوريا بالنسبة لروسيا تعد آخر معاقلها فى الشرق الأوسط، لذا تسعى موسكو لاستعراض قوتها عبر التدخل العسكرى، فضلًا عن القوة الناعمة والدبلوماسية، لرسم صورة جديدة لها فى الشرق الأوسط ودول جوارها، أما إيران فلديها علاقات قوية مع سوريا التى تعتبر حليفها القديم.

ويظل النفوذ الإيرانى داخل مسرح العمليات السورى، أحد أهم الملفات التى تخشى طهران خسارتها ورغم التناغم والتنسيق الظاهرى بين موسكو وطهران، إلا أن أوساط اعلامية إيرانية قالت إن ابتعاد الروس عن إيران أمر بات متوقعاً فى ظل التنسيق الروسى الإسرائيلى والصفقات الروسية الأمريكية المحتملة فى ملفات المنطقة ومن بينها الملف السورى، لذا عززت إيران حضورها العسكري في سوريا، الأمر الذى تعتبره إسرائيل تهديدا مباشرا لها وأكدت مؤخرا أنها لن تسمح لطهران بالتمدد فى هذا البلد.

 

 

وحذرت أوساط صحفية ومحللون فى إيران الفترة الماضية طهران من أن يدير بوتين ظهره إليها فى حال استحواذ على النصيب الأكبر من أوراق اللعبة داخل سوريا، وترى طهران أن موسكو حليف لا يمكن الثقة فيه، خاصة بعد أن أعلنت روسيا مؤخرا وقوفها إلى جانب إسرائيل، وأكدت على أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، والقدس الغربية لإسرائيل، إضافة إلى استعراض القوى الذى قامت به روسيا وأغضب طهران وأحرجها فى الداخل عقب منح طهران قاعدة "نوجه" العسكرية إلى موسكو لتنفيذ عملياتها العسكرية داخل سوريا فى اغسطس عام 2016.

 

print