وخلال الفترة القليلة الماضية، كثف النظام القطرى بزعامة تميم بن حمد آل ثانى، من اتصالاته بالمنظمات اليهودية المؤيدة لإسرائيل، من أجل استمالة الإدارة الأمريكية والوقوف فى جانبها ضد دول الرباعى العربى (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) ومن أجل غسل سمعتها الملوثة بدعم وتمويل الإرهاب فى المنطقة والعالم.
ومن أجل التقرب للبيت الأبيض وتوثيق علاقتها بالإدارة الأمريكية، تعاقدت الدوحة مع شركات علاقات عامة أمريكية يمتلكها رجال أعمال يهود مؤيدين للمستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضى الفلسطينية، بالإضافة إلى التعاقد مع جامعى التبرعات لتلك المستوطنات ولجيش الاحتلال وكان آخرها التعاقد مع طبيب يهودى أمريكى يدعى "جوزيف فرجر" لإنجاز مهمة التودد للأمريكان.
وحسب تقارير أمريكية، فإن فرجر، طبيب جهاز هضمى، ويعد أحد أبرز الأطباء فى نيويورك، ويعتبر من أقوى السياسيين والقادة الذين هم على علاقة قوية بالمجتمع اليهودى الأمريكى واللوبى الصهيونى ومنظمة "الإيباك" الصهيونية، وتعاقد مع قطر من أجل تقوية العلاقات مع الولايات المتحدة.
ووفقا للتقارير الأمريكية، فقد تعاقدت الدوحة مع فرجر، من سبتمبر 2017 وحتى فبراير 2018، وتقدم بوثيقة إلى وزارة العدل الأمريكية فى أبريل الماضى، يعترف فيها بأنه كان يتلقى 50 ألف دولار للتشاور مع المسئولين القطريين بشأن تقوية العلاقات الأمريكية القطرية.
ورتب مهمة الطبيب اليهودى مجموعة الضغط "ستونينجتون استراتيجيز"، بموجب عقد مع السفارة القطرية فى واشنطن، والتى ركزت على التواصل مع المجتمع اليهودى بالولايات المتحدة، ومنذ توقيع عقد "ستونينجتون" زار قطر الكثير من اليهود البارزين المدافعين عن السياسات الإسرائيلية، مثل المحامى آلان ديرشوفيتز ومالكولم هونلين نائب الرئيس التنفيذى لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى.
ويعد جوزيف فرجر، أكبر جامع تبرعات لصالح المستوطنات الإسرائيلية، ومنظم الحفل السنوى الشهير المسمى "يوم إسرائيل" الذى يعقد فى "سنترال بارك"، كما ينظم رحلات إلى إسرائيل للسياسيين المحافظين البارزين، مثل مايك هاكابى وريك بير، وقد استخدم وضعه فى إقامة علاقات وثيقة مع كثير من أعضاء إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، من بينهم مستشار الأمن القومى جون بولتون، والسفير الأمريكى بإسرائيل ديفيد فريدمان، وكلاهما وصفاه بالصديق المقرب.
ووصف فرجر سفير أمريكا فى إسرائيل بـ"الصديق العظيم"، وعمل الإثنان بمجلس الأصدقاء الأمريكيين لمركز "بيت شيفع" الإسرائيلى، الذى يجمع حوالى 2 مليون دولار سنويا من أجل المستوطنات اليهودية.
ومنذ إعلان الربعى العربى مقاطعته للدوحة، أنفق النظام القطرى مبالغ مالية ضخمة على شخصيات ضغط أمريكية بارزة، من بينهم شخصيات يهودية وصهيونية رئيسية، من أجل كسب دعمهم، وكان من ضمن تلك الشخصيات، المستشار روبرت مولر وجوزيف فرجر.
وفى السياق نفسه، وقعت الدوحة، وفقا لتقارير إعلامية خليجية، منذ عدة أيام، اتفاقية قيمتها 2.1 مليون دولار أمريكى مع شركة استشارية على علاقة وثيقة بمحامى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، رودى جولياني، فى إطار محاولات الدوحة المستميتة لكسب رضا الإدارة الأمريكية وشراء نفوذ فى واشنطن.
وكان كريس هينيك، مؤسس شركة "بلوبرنت" الاستشارية، والذى وقع العقد مع قطر، مستشارا بارزا للجنة الرئاسية لرودى جولياني، كما قضى 4 سنوات يعمل كمستشار أعمال لشركة "شركاء جولياني"، حيث كان يحدد الفرص التجارية المحلية والعالمية ويخطط للمناقشات بين جوليانى والشركات.
أما تونى كاربونيتي، المؤسس المشارك لشركة "بلوبرنت" عمل سابقا كبير موظفى جوليانى أثناء توليه منصب عمدة ولاية نيويورك، كما عمل مستشارا سياسيا رئاسيا ومؤسسا مشاركا فى شركة "شركاء جوليانى"، وحاليا هو الذى يقود الانخراط مع قطر فى تلك الصفقة.
وتعمل الشركة على مساعدة المدعى العام القطرى على المرعى، على غسل سمعة بلاده الملطخة بدعم وتمويل الإرهاب، عبر عكس صورة مغايرة لصناع القرار الأمريكى.
كانت قد كشفت عدة تصريحات من مسئولين قطريين وأدلة عن محاولات قطر للتقرب من إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعد أن وجدت نفسها بشكل رسمى ضمن الدول الراعية للإرهاب فى العالم، حيث حاولت التسلل إلى واشنطن عبر عدة أشخاص مثل المستشار الرئاسي، وصهر ترامب رجل الأعمال اليهودى المؤيد للحركة الصهيونية جاريد كوشنر، وستيف بانون كبير الاستراتيجيين السابق فى البيت الأبيض.