الجمعة، 22 نوفمبر 2024 01:58 م

وزير الإعلام الأسبق يروى لـ"برلمانى" أسرار تشكيل "حب مصر".. رؤساء الأحزاب بيحسبوها بالراس..شعبية السيسى أقوى من عبد الناصر.. 25 يناير ثورة ضلت طريقها..التليفزيون تحول لمجمع التحرير

أجرأ حوار لـ"أسامة هيكل"

أجرأ حوار لـ"أسامة هيكل" أجرأ حوار لـ"أسامة هيكل"
السبت، 26 ديسمبر 2015 09:02 ص
حوار محمد مجدى السيسى – تصوير كريم عبد العزيز
كشف أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق وعضو مجلس النواب، لأول مرة عن أسرار جديدة تتعلق بتشكيل قائمة "فى حب مصر"، إضافة إلى رسائل حادة وجهها لشخصيات بعينها، كما أفصح عن خطته من أجل البرلمان الذى باتت جلسات انعقاده قريبة جدا بعد الانتهاء من المرحلة الأخيرة من خارطة الطريق بإنجاز الاستحقاق البرلمانى.

أسامة هيكل

تصريحات صادمة جدا فجرها الوزير الأسبق عن رؤساء الأحزاب فى مصر، وعن الإعلام وأمور أخرى كثيرة تتعلق بالحياة السياسية أفصح عنها فى حواره مع "برلمانى" فيما بدا كأنه سيل من التصريحات المغلفة بالجرأة وهو الأمر الذى اعتاد عليه وزير الإعلام الأسبق فى كل المجالات التى خاضها، وإلى نص الحوار..

حوار اسامه هيكل (6)

كيف ترى حالة الصراع الذى يشهدها الشارع السياسى الآن؟


أنا لست منزعجا منها، لأننا بلا برلمان منذ سنوات فأنا لا أعترف ببرلمان 2010 ولا ببرلمان الإخوان، وقد بقينا فى فراغ سياسى طوال تلك المدة، لديك ثورة قامت وثورة أخرى بعدها بسنتين، وفترات رئاسية مؤقتة دون برلمان، وحكومات مطلوب منها أن تتعامل مع وضع لم يتعامل معه أحد قبل ذلك، لوجود حالة من الفوران فى الشارع غير مبررة، ولا تعرف كيف تستخدم القانون فى التعامل معها، فشىء طبيعى أننا نصل إلى حالة العبث التى نعيشها الآن.

تستوقفنى جملة "فوران غير مبرر"، هل تقصد 25 يناير؟


25 يناير ثورة رغم أنف الجميع، وأى عاقل توقع حدوثها، "لأن مبارك حاول يتحدى الزمن، بمعنى إنه قعد 30 سنة مش شايف غير المؤسسة اللى هو فيها، وابتدى يفرمل كل الأجيال أمام مجموعة أخرى تحكم لعشرات السنين، تلك الأجيال استنكرت ذلك، فانفجر الوضع، لكن أقدر أقول بوضوح إن 25 يناير ثورة ضلت طريقها".

كيف نشأت فكرة تشكيل قائمة فى حب مصر؟


الفكرة نشأت فى يونيو 2014، فور قيام الرئيس السابق عدلى منصور بتوقيع قانون الانتخابات، قبل أن يأتى الرئيس السيسى إلى سدة الحكم، لنكون جاهزين فى البرلمان، وخلال تلك الفترة جلسنا مع عدد كبير من رؤساء الأحزاب، فأخذنا انطباعا كافيا عنهم، وتراءى لنا إنه فى ظل هذا الدستور وقانون الانتخابات، لن تكون هناك أغلبية، وعملنا حسابنا لقينا إن أقصى حزب لن يحصل على نسبة أكبر من 11% من مقاعد البرلمان، فقلنا نجيب شخصيات عندها خبرات ليكونوا عمود خرسانة يقوم عليه البرلمان، وعملنا فى صمت تام لمدة 6 أشهر، وبدأنا نفرغ الأسماء ونسأل على ناس، ونكلم الناس، من هنا بدأت التسريبات وبدأ الهجوم علينا، بعدها جاءت مجموعة من الناس وشتموا أو هاجموا الدكتور كمال الجنزورى، وقالوا إزاى ده يحصل فى مكتبه وهو مستشار الرئيس، فالراجل نأى بنفسه عن الموضوع وقال أنا مش هدخل القصة خالص.

السيسى

حدثنى عن الانطباع الذى أخذته عن رؤساء الأحزاب فى مصر من خلال جلوسك معهم إبان تشكيل القائمة؟


"ما إتعلموش من الأخطاء، والبعض فاهم إن السياسة إنك تعلى صوتك وتعمل هيصة، واكتشفنا إن جملة أعضاء الأحزاب المنخرطة فى السياسة 2% من جملة الناخبين فى مصر، والرقم ده يخلينا نسأل نفسنا سؤال مهم، هل الأحزاب دى وصلت للناس، الإجابة لأ، لأنها أضعف من إنها تصل للناس، ومعملوش آلية تربط الحزب بالناس، لأنه كان هناك حزب غول اسمه الحزب الوطنى، طلع فكرة من الرئيس السادات، وبالتالى خلفت السلطة وقتها الحزب ده، فمكانش ينفع هى تستغنى عنه أو هو يستغنى عنها، فالأحزاب التانية اللى نشأت خلال وجود الحزب الوطنى، لم يكن فى يقينها أنها ستصل للحكم، أو إنها تشكل حكومة مثلا".

وهل الأحزاب الموجودة حاليًا قد تصل للحكم؟


لا، لإننا ما لم نستفد من التجربة، وأملى إن البرلمان يكون أساس لهذا، كى تبقى هناك حياة سياسية على أسس صحيحة، لإن الوضع الحالى شاذ، بدليل إن الناس لما حبت تدى أصوات لأحزاب، أدت لأحزاب جديدة مش قديمة.
البعض يقول أن رؤساء الأحزاب فى مصر بيتعاملوا مع السياسة بمبدأ التجارة، ما رأيك؟
"طبعا، بيتعاملوا بمبدأ التجارة، بمعنى إنه بيحسبها بالراس، يعنى أنا دخلت الانتخابات، هيبقى عندى كام راس فى البرلمان، وبالتالى على أحزاب كثيرة موجودة أن تندمج، لكن المشكلة فى الزعامات، وإن كل واحد عاوز يبقى رئيس".

حدثنى عن أغرب المواقف التى شهدتها خلال تشكيل القائمة؟


"فى واحدة عملت البدع مع كل قيادات القائمة علشان تدخل معانا، ولما سألنا عليها طلع إنه شعبيا ما تنفعش وسمعتها مش كويسة، فمخدنهاش، فبفتح إحدى القنوات اللى تخصصت فى الهجوم على القائمة، لقيتهم بيستضيفوها كل كام يوم، فبتقولهم أنا كنت فى القائمة دى وخرجت منها لما لقيتهم كلهم حزب وطنى، ففى الوقت ده ممكن المشاهد يصدقها ويكره القائمة، وفى رسايل جت لى من ناس، إن لو ما أخدتونيش هولع عليكم الفيس بوك".

هل تعرضت القائمة لمؤامرات خلال تشكيلها؟


كثير من الخصوم وعدد من الإعلاميين، كان فيه برنامج شهير واخد خط مضاد لكل القائمة فيها، لكن فى النهاية جاب لنا حقنا الناس.

كيف ترى الآن معركتك مع المستشارة تهانى الجبالى خلال الانتخابات؟


موضوع وخلص، طويت صفحته تمامًا.

وصولا لنتائج الانتخابات، كيف رأيت النتيجة التى حققها حزب مستقبل وطن؟


مفاجأة بالنسبة لى، لم أكن متوقعا إن يحصل على هذا العدد ولا نصفه، ما حققه يعتبر نجاحا كبيرا، لكن ما وقفت عنده إنه لم يستعن بشبابه كلهم، وكنت شايف إن المفروض يبقى حزب شبابى.

هل ترى أن هناك غموض فى الأمر؟


هناك غموض إنه ينزل أول مرة انتخابات، ويحصل على هذا العدد من المقاعد.

هل تعتقد أن محمد بدران هو من أدار العملية الانتخابية بالحزب؟


لا، لكننى أعتقد أن هناك شخصيات موجودة داخل الحزب لها خبرة فى العملية الانتخابية.

محمد-بدران

لماذا؟


لأنه لا تتوفر لديه خبره ليدير

مرورا بنتائج الانتخابات، من السبب فى تراجع حزب الوفد؟


حزب الوفد علامة لها قيمة، لكنها تحتاج حسن إدارة، وكان يجب أن يحصل على أكبر عدد من المقاعد، لكن ما حدث يشير إلى أن هناك خلل ما يحتاج إصلاح.

وماذا عن النتيجة التى حققها حزب المصريين الأحرار؟


حزب المصريين الأحرار عمل فى الأول بشكل علمى، واستقدم شركات عالمية لقياس الرأى العام لكن يبدو أن الحزب لم يستطع أن يصنع علاقة جماهيرية مع الشارع.

وماذا عن تراجع حزب النور؟


الشارع المصرى لا يريد حزب النور.

يونس-مخيون

انتقالًا من الانتخابات، إلى ائتلاف "دعم مصر"، كيف ترى الاتهامات التى توجه لكم الآن، والتى على رأسها أنكم تعيدون الحزب الوطنى من جديد؟


كذب وافتراء، استعنا بعدد من الشخصيات من الحزب الوطنى مثلما فعلت كل الأحزاب، وتجنبنا من أفسد الحياة السياسية.

و هل يسعى ائتلاف دعم مصر لأن يُدشن حزب سياسى؟


هناك فكرة تتبلور فى هذا الصدد، لكن أنا تقديرى لا، لأنى عاوز أثرى الحياة الحزبية فى مصر، ما حصل يكون درس لجميع الأحزاب.

وهل يحتاج الرئيس حزب سياسى؟


الرئيس السيسى جاء بشعبية غير مسبوقة، ولا حتى الرئيس عبد الناصر كان عنده شعبية السيسى، لأن عبد الناصر حظى بالشعبية بعد التأميم، هذه الشعبية تمثل ظهيرا سياسيا إذا توفر لأى رئيس فإن لديه فرصة تاريخية، فالرئيس ليس محتاجا لحزب.

جمال-عبد-الناصر-00

بصراحة، ما هى ملحوظاتك على الائتلاف؟


ليس لدى ملاحظات، لما يمارس عمله، لكن أنصحهم بالوحدة والتنسيق.

حدثنى عن رأيك فى وثيقته التى ظهرت فى الإعلام وتم إلغاؤها؟


شفتها فى المقر، وسجلت اعتراضى عليها بشكل واضح، وسجلت اعتراضى على الاسم.

حوار اسامه هيكل (10)

وماذا عن رأيك فى اختيار أحمد سعيد متحدثًا للائتلاف، الأمر الذى قوبل بانتقاد من البعض، حتى أن قيادى بالائتلاف قال إن "سيف اليزل" اختاره رغم أنف الجميع؟
عمل استياء بين النواب، كان يجب أن يكون المتحدث ضمن المكتب السياسى، لكن ما لا يمكن إنكاره إن أحمد سعيد شخصية محترمة وقديرة، وأنا موافق على اختياره متحدث باسم الائتلاف.

حوار اسامه هيكل (9)

هل ستسمح بأن يكون شخص واحد متحكمًا فى الائتلاف داخل البرلمان؟


نحن اتفقنا، هناك مكتب سياسى، "ومفيش اتفاق غير بكده، دى سياسة مفيهاش هزار، ولا أحد يستطيع أن يحجر على رأيى أو رأى أحد حتى لو خالف رأى الائتلاف، ما دام فى مناقشة يبقى نقبل كل الآراء".

حوار اسامه هيكل (8)

وماذا عن خطوة انسحاب حزب الوفد، وهل هناك مشاورات معه؟


لا توجد مشاورات معه، فى النهاية حزب الوفد حزب كبير ويستطيع أن يحدد مصلحته وفق رؤيته.

هل سيترشح أسامة هيكل لرئاسة لجنة الإعلام؟


لأ مش مضمون، لإنه أنا هعمل ده وفقا لرغبة النواب المنضمين للجنة، وفق رؤيتهم، لو هم مش عاوزين ده مش داخل، دى حسابات لإن لازم علشان أدخل أبقى عارف هنجح أو لأ، وفقا لرغبة النواب.

حوار اسامه هيكل (7)

فى سياق آخر، النائب عبد الرحيم على قال إن لديه تسريبات لعدد من النواب، ما تعليقك؟


أنا رافض المبدأ، إحنا مش داخلين نسجل لبعض، يا جماعة عاوزين البلد تمشى الله يخليكوا، أبوس إيديكم عاوزين البلد تمشى، بقول ده لكل النواب، لإن الصراعات الجانبية دى تودينا كلنا فى ستين داهية.

هل ترى أن الصراعات التى تحدث الآن قد تُنذر بفوضى داخل البرلمان؟


يتوقف الأمر على شخصية رئيس البرلمان، أتمنى أن تكون شخصيته قوية، لأنه لو ما قدرش يمسك البرلمان كويس، قد تتحول الأمور إلى فوضى.

حوار اسامه هيكل (11)

وماذا ستفعل لو تحول البرلمان إلى "خناقات" بين النواب؟


"هطلع أشرب شاى بره لغاية ما يخلصوا، ولو حسيت إنى مش قادر أخدم وأؤدى دور فى البرلمان، هسيبه، لإنى مش داخل أمثل".

وهل لديك وجهة نظر بشأن رئيس للبرلمان؟


لابد أن ننتظر حتى نرى قائمة المعينين.

حوار اسامه هيكل (12)

وما رأيك فى ترشح النائب توفيق عكاشة للمنصب؟


من حقه يترشح.

هل حضرتك "شايف" إنه يصلح للمنصب؟


لا أراه مناسبا لكن من حقه، ولو الناس أعطته صوتها، لازم نحترمه كرئيس برلمان، فليس معقولا نطالب بالديمقراطية ولما ننفذها نعترض، المجتمع يعانى من انفصام، ولازم نفوق.

ما رأيك فى سعى حمدين صباحى وتهانى الجبالى لتأسيس أحزاب معارضة؟


طبيعى وكويس، الديمقراطية لا بد وأن تطبق.

حوار اسامه هيكل (5)

لماذا لا تستقيل من منصبك كرئيس لمدينة الإنتاج الإعلامى بعد حصولك على عضوية مجلس النواب، وذلك وفق المادة 45؟
مدينة الإنتاج ليست هيئة مستقلة أو عامة، لكنها شركة مساهمة مصرية تعمل بنظام مناطق الحرة، التخوف فيها لو كان هذا المنصب أتى بعد عضوية البرلمان، لكن ما دام المنصب قبل العضوية، فليس هناك تعارض.

انتقالًا من السياسة إلى الإعلام، كيف تُقيم التلفزيون المصرى الآن؟


التلفزيون المصرى تعرض لمشاكل على مدار عقود عديدة فأصبح تأثيره ضعيفًا جدًا.

حوار اسامه هيكل (4)

ومن السبب فى تقديرك؟


لإنه تحول لمجمع التحرير، وتكدس به موظفون أكبر من طاقة العمل بستة أضعاف، وزاد عدد القنوات بدون جدوى، مما أثر سلبا على المحتوى.

هل دخل هؤلاء الموظفين بـ "الواسطة"؟


فيه حوالى 10 أو 12 أسر حاكمة، لما تيجى تحاسب واحد فى قطاع تلاقى ناس من قطاع تانى واقفة ضدك.

حوار اسامه هيكل (3)

وماذا عن تقييمك للإعلام بشكل عام؟


فوضى.

بمعنى؟


لا بد من إقرار المزيد من التشريعات، قامت القنوات الخاصة بدون تشريع يضمن عملها بشكل منظم، لا يوجد تنظيم لعلاقة المجتمع بالإعلام، أصبح الإعلامى حرا فى أن يتجاوز حرية الرأى والتعبير، لأنه حر فيما يقوله بغض النظر عن القيم الأخلاقية والمهنية.

وما هى رسالتك للإعلاميين؟


المفروض يكونوا قدوة للمجتمع

حوار اسامه هيكل (1)

وهل هم الآن قدوة للمجتمع؟


لا، ينالون فقط سخط المجتمع، أحزن لما يقول الناس فى الشارع إن الإعلاميين "ناس عمالين ياخدوا فلوس ومش مهم البلد عندهم".

وهل حديث الناس صحيح؟


بنسبة كبيرة صحيح، لإن الإعلامى بيبنى رأيه على الجانب الشخصى، والجزء الغائب عن الإعلام، إنه صناعة المعلومة، أين المعلومة؟ هناك برامج تعتمد على المذيع، يقعد 3 ساعات يتكلم لوحده، تلاقيه فاهم فى الإستراتيجية والأمن القومى والصناعة والزراعة والتجارة والبقالة، والجزارة وكل حاجة، وفى آخر الشهر ياخد قرشين ويتوكل على الله؟

فى تقديرك، كيف يرى الإعلامى المصرى نفسه؟


شايف نفسه نجم، يفهم فى كل شيء، واللى يقوله لازم يمشى.

حوار اسامه هيكل (2)

الأكثر قراءة



print