ليس هذا فحسب، بل وصل تبجح أمير الإرهاب إلى تلميع صورة مجرمو الحرب وقتلة الفلسطينيين وأطفالهم، من خلال تمويل سفرهم للخارج لإلقاء محاضرات لشرح نشاط جيش الاحتلال فى جامعات البلدان الناطقة بالإنجليزية.
كل ذلك عبارة عن دائرة يدور حولها نظام "الحمدين"، لاسترضاء اللوبى الصهيونى والغرب، فى الوقت الذى يدعم فيه الإرهاب والتطرف ضد الدول العربية والعمل على تقويض استقرارها، ويرفض أى طريق لتصحيح مساره لإنهاء أزمته مع الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، والعودة لأحضان المحيط العربى والإسلامى من جديد.
فبأموال الشعب القطرى يطرق نظام الحمدين أبواب إسرائيل، ويدعمها بمليارات الدولارات، ويحسن صورة جيشها المحتل للأراضى الفلسطينية.
خيانة "الحمدين".. قطر تمول منظمة لشرح نشاط الجيش الإسرئيلىففى خطوة جديدة تتجلى فيها خيانة النظام الحاكم فى الدوحة، مولت قطر سفر عدد من كبار ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومسئولين فى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لحضور وإلقاء محاضرات فى الخارج، عبر تمويل منظمة إسرائيلية تدعى "جنودنا يتحدثون"، وهى منظمة يمينية تم تأسيسها قبل بضع سنوات من قبل بنجامين أنتوني، وهو مستوطن من أصول بريطانية قرر بعد خدمته العسكرية تأسيس منظمة لشرح نشاط جيش الاحتلال إسرائيلى فى الجامعات فى البلدان الناطقة بالإنجليزية.
وبحسب تقرير نشرته القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى، فإن المنظمة حصلت على مبلغ 100 ألف دولار من رجل أعمال يهودى أمريكى يدعى جوى اللحام، وهو صاحب سلسلة مطاعم فى نيويورك، وفى العام الماضى عمل كجهة ضغط لصالح الحكومة القطرية فى الولايات المتحدة، وخاصة بين الجالية اليهودية، مشيرة إلى أن المبلغ الذى قدمه "اللحام" للمنظمة حصل عليه من قبل الحكومة القطرية، ليكون هذا التبرع بمثابة مساهمة مهمة للغاية بالنسبة للمنظمة، إذ يشكل حوالى 15% من ميزانيتها.
الزيارات المجانية.. رهان قطر لاستقطاب ترامبإلا أن الاهتمام القطرى باستقطاب الكيان الصهيونى، وحلفاءه ليس بالأمر الجديد، فقد سبق وأن سعت الدوحة لانتهاج نفس المسار قبل عدة أشهر، ففى الوقت الذى حاول فيه نظام "الحمدين" لوضع نفسه فى صورة الداعم للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى.
وتحركت الإمارة نحو استضافة شخصيات يهودية غربية معروفين بموالاتهم لدولة الاحتلال، لعل أبرزهم المحامى الأمريكى البارز ألآن درشويتز، وكذلك زعيم المنظمة الصهيونية الأمريكية مورتون كلاين، بالإضافة إلى عمدة ولاية أركنساس السابق مايك هوكابى.
ولعل الملفت للانتباه أن كافة الشخصيات التى قامت بزيارة الإمارة، كانت تتسم بنفوذها الكبير داخل الإدارة الأمريكية، خاصة مايك هوكابى، وهو والد السكرتيرة الصحفية الحالية فى البيت الأبيض سارة ساندرز هوكابى، وبالتالى ربما يمكنهم المساهمة فى توجيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نحو دعم قطر فى أزمتها مع محيطها العربى والإسلامى، وهو ما يعكس أن رهان قطر على الدور الأمريكى فى حل الأزمة مازال قائما.
ولم تقتصر محاولات "الحمدين" على استقطاب أعضاء اللوبى الصهيونى الأمريكى للفوز بدعمهم فى الدول الغربية، إلا أنها امتدت إلى وضع أنفسهم فى نفس الكفة مع الكيان الصهيونى، فى محاولة لكسب التعاطف الدولى على حساب أشقائها العرب، وهو ما ظهر بوضوح عند حديث مسئولى الإمارة عن بعض القضايا، ومن بينها إعمار غزة، حيث أكد محمد العمادى، سفير قطر لدى السلطة الفلسطينية، فى تصريح سابق لوكالة "أسوشيتد برس"، أن "الدعم الإسرائيلى لجهود إعادة اعمار غزة يبقى أمرا مهما للغاية، حيث أنه لا يمكن أن يتم العمل فى قطاع غزة بدون الإسرائيليين."
ولعل المحاولات القطرية أتت بثمارها، حيث أكد المحامى الأمريكى ألآن درشويتز، فى مقال منشور له بصحيفة "ذى هيل" الأمريكية، فى يناير الماضى، أن قطر أصبحت بمثابة النموذج العربى لدولة إسرائيل، فقد أصبحت الواحة التى تحيطها أعدائها من كل الاتجاهات.