وترأس اللجنة الدكتور محمد خليل العمارى، رئيس اللجنة، والنائبة إلهام المنشاوى، التى قامت بدعوة اللجنة لزيارة الإسكندرية ومستشفياتها، والنائب حسنى حافظ، وعدد من النواب، الذين بلغ عددهم 16 عضوا.
واستمعت اللجنة فى بداية جولاتها إلى محافظ الإسكندرية، الدكتور محمد سلطان الذى استعرض خريطة الصحة بالمحافظة، والدكتور محمد أبو سليمان، وكيل وزارة الصحة، الذى أعلن عن افتتاح عدد من المؤسسات الطبية خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى مديرى مستشفيات الإسكندرية، والذين أعلنوا عن المشكلات التى تواجههم والاحتياجات الخاصة بهم.
وأكد محافظ الإسكندرية، فى لقائه مع أعضاء لجنة الصحة، أن الإسكندرية من المحافظات الهامة التى ترتبط بعدة محافظات مجاورة وتخدم المنظومة الصحية بها تلك المحافظات، موضحًا أن التعداد السكانى بالمدينة حوالى 5.2 مليون نسمة مقسمين على 10 أحياء ومركز ومدينة برج العرب، وبها 46 مستشفى بخلاف المستشفيات الخاصة، وتنقسم هذه المستشفيات إلى 16مستشفى تابعة لمديرية الشئون الصحية مقسمة على 8 إدارات طبية، و12 للجامعة و6 قوات مسلحة و4 تأمين صحى و3 مؤسسة علاجية و2 أمانة المراكز الطبية المتخصصة و1 للهيئة التعليمية و1 للأمانة العامة للصحة النفسية و1 للشرطة، وتشمل هذه المستشفيات ما يقرب من 12 ألف سرير، بخلاف مستشفيات الجيش والشرطة وبها 684 وحدة غسيل كلوى تعالج 2580 مريضا، بقوة بشرية تقرب من 22 ألف من الطاقم الطبى والتمرين والموظفين والعاملين والفنيين.
وأكد سلطان أن الإسكندرية بها مؤسسات صحية كبيرة تقدم خدمات مختلف وجميع المسئولين بالمنظومة الصحية يبذلون قصارى جهدهم لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطن، لافتا إلى أنه عدة مستشفيات تمت تطويرها بالثغر مثل مستشفى شرق المدينة ومستشفى القبارى، والعديد من المستشفيات الأخرى التى نتمنى أن يتم تطوير البعض الآخر على غرار تلك المستشفيات، وأشار إلى أن مستشفيات التأمين الصحى مثل جمال عبد الناصر وطلبة سبورتنج تبذل جهدا كبيرا لعلاج المواطنين إلى أنها تعانى من نقص الإمكانيات المادية والبشرية بها، لافتا إلى أن مستشفيات المؤسسة العلاجية تم ضمها للمؤسسة بالقاهرة لتكون على متابعة مباشرة من المركز الرئيسى بها، بعدما عانت من الإهمال عدة سنوات وتحتاج لتطوير البنية التحتية لها مرة أخرى.
من جانبهم أكد رئيس أعضاء اللجنة الصحية بمجلس النواب أنهم يعتبرون همزة الوصل بين المسئولين والمواطنين، لذا لابد أن تعرض الأمور بالشفافية اللازمة للمساهمة فى حل مشكلات المنظومة والتعرف على الاحتياجات والعجز لسده لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وأكدوا أن الهدف الأساسى من هذه الزيارة الوقوف على أهم مشكلات المنظومة لحلها وتطويرها، وقال رئيس اللجنة أن الزيارة تستمر لمدة 4 أيام وسيقوم وفد اللجنة بزيارة ميدانية لعدد من المستشفيات الحكومية والمتخصصة والتابعة للمؤسسة العلاجية علاوة على مستشفيات التأمين الصحى، وذلك بهدف التعرف على مدى جودة الخدمة المقدمة للمواطنين وما تعانيه تلك المستشفيات من نقص فى الإمكانات مثل الأسّرة وأجهزة قسطرة القلب وغرف العناية المركزة، والتعرف على المشكلات التى يعانى منها المواطنون، وستقوم اللجنة بكتابة تقرير عن الزيارة يتم عرضه على الجلسة العامة لمجلس النواب، لحل كافة المشكلات بالمنظومة.
على الصعيد ذاته أوضح مسئولو الصحة بالإسكندرية والمؤسسات العلاجية المختلفة من الجامعة والتأمين الصحى والقطاع الخاص والمؤسسة العلاجية أن هناك عدة محاور أساسية وتوجيهات رئاسية يعملون من خلالها خلال الفترة الحالية أهمها خفض قوائم الانتظار خاصة فى عمليات القلب المفتوح والقسطرة والدعامات وتم اختيار عدة مستشفيات لتطويرها ووصولها للنموذجية مثل مستشفى شرق المدينة وجمال عبد الناصر ومستشفيات الجامعة وكذا البدء فى تطوير مستشفيات المؤسسة العلاجية، وكذا تطوير منظومة التأمين الصحى وربطه ببعض المستشفيات الخاصة وإمكانية استرداد المريض لنسبة كبيرة من تكلفة العلاج بعد مثوله للشفاء.
وأشاروا إلى أن المنظومة الصحية بالإسكندرية تخدم الملايين من سكان الإسكندرية والمحافظات المجاورة لها، إلا أنها ينقصها العديد من الإمكانيات خاصة مشكلة التمريض مطالبين بعودة مدارس ومعاهد التمريض بالإسكندرية بالإضافة لكلية التمريض، وذلك للمساهمة فى زيادة عدد التمريض بالمستشفيات وسد العجز به نظرا لأهميته، فضلا عن مطالبتهم بحل مشكلة التمويل، وزيادة عدد الأسّرة ببعض المستشفيات وكذا أسّرة العناية المركزة، وتطبيق منظومة خاصة لحماية الأطباء من جميع المخاطر التى يتعرضون لها.
من جانبها أعلنت البرلمانية إلهام المنشاوى، أن اللجنة بصدد تقديم تقريرها النهائى، عن الزيارة فى أول جلسات انعقاد وتشمل عدة نقاط أهمها، هو مشكلات مستشفى العامرية، التى تخدم نحو مليون ونصف مواطن، وعليها عبء استقبال الحوادث التى تقع على الطريقين الدائرى والصحراوى، مشيرة إلى أنها تقوم بإجراء العمليات الجراحية الخاصة بهذه العمليات، مع توقف إجرائها فى مستشفى آخر كانت تجرى به جراحات العظام، وأشارت إلى عدم وجود الأجهزة التى تساعد فى إجراء هذه العمليات فى مستشفى العامرية، خاصة جهاز الأشعة المقطعية الذى أصبح متهالكا، ويحتاج إلى تطوير. وأوضحت أن هناك متبرعين بمبنى ملحق بمستشفى العامرية، لإنشاء عيادات وغرف عمليات وجراحة.
وعن مستشفى جمال عبد الناصر، أشارت إلهام المنشاوى، إلى وجود تطوير فى قسم الاستقبال والطوارئ الذى كان يشكو منه المواطنون، والتركيز حاليًا على الاستقبال الجديد الذى فاق توقعاتهم.
وأعلنت إلهام المنشاوى، أن النتيجة النهائية لجولة الصحة تؤكد أن الحجر موجود والمبانى والمنشآت ولكن مع عدم وجود أطباء ومرضى الذين يهربون من الأجور والمرتبات الضعيفة التى تصل مع الكادر إلى 1200 جنيه، فيذهبون إلى المستشفيات الخاصة. مشيرة لعدم وجود ميزانية تسمح بتوقيع عقود مع شركات أمن ونظافة، لذا لا توجد رعاية وخدمة جيدة فى هذا الأمر للمريض، بالإضافة إلى أن عدد الكادر البشرى لا يتلاءم مع كم المرضى الذين يدخلون المستشفيات. وانتقدت ترميم مبنى داخل مستشفى جمال عبد الناصر، من المفترض هدمه وإعادة بنائه بدلًا من ترميمه بدعوى من وزارة الآثار بأثرية المكان، وعدم إمكانية هدمه، موضحة قيام أحد رجال الأعمال بالتبرع بإنشاء مبنى ملحق بمستشفى جمال عبد الناصر لعلاج الأورام.
وعن مشكلة نقص الأنسولين فى التأمين الصحى، أشار مسئولو المستشفيات إلى صرف النوع المصرى منه، بنفس المادة الفعالة فى المستورد الذى كان يصرف للمرضى فى البداية.
وعن أدوية مرضى هيموفيليا الدم، أكدت إلهام المنشاوى، على أن مسئولى الصحة أعلنوا توفيره فى الفترة الحالية. وقالت فى تصريحات خاصة، إنه تم التأكد من عدم وجود قوائم انتظار للقساطر والدعامات، وتم التعاقد مع عدد من المستشفيات الخاصة لتقديم الخدمة الطبية لمرضى التأمين مقابل استرداد المبلغ المستحق من المستشفى التابعة لهم، مع وعد بزيادة المبلغ للضعف فى الفترة المقبلة.
وأثناء جولة لجنة الصحة، اشتكت إحدى السيدات فى مستشفى جمال عبد الناصر، من انتظارها 3 ساعات للكشف عليها بعد عمل الأشعة والتحاليل اللازمة، وخاصة وأنها مريضة جلطة قد تأتى إليها فى أى وقت وتم التعامل مع الحالة وعرضها فورًا.
وفى مستشفى الأميرى الجامعة، قامت إدارة المستشفى بإدخال اللجنة إلى وحدة القدم والقىء السكرى التى تم تطويرها مؤخرًا، ولم يذهبوا بهم إلى قسم الاستقبال والطوارئ حيث أصرت النائبة إلهام المنشاوى الذهاب إليه، وتم التأكد من وجود قوائم انتظار كثيرة، منذ أيام لمصابين فى حوادث، وفى انتظار إجراء العمليات اللازمة لهم، كما حدثت بعض المشادات بين أعضاء اللجنة وبين مديرة المستشفى، بسبب النفايات الموجودة وعدم النظافة الخاصة بالمستشفى.
وقالت المنشاوى، إن زيارة لجنة الصحة للمستشفيات استهدفت الوقوف على المشكلات التى يعانى منها المرضى فى الإسكندرية، وخاصة طابور الانتظار فى العمليات الكبيرة والتى تستدعى السرعة من أجل صحة المريض مثل عمليات القلب وغيرها، وكذلك معاملة المرضى، والممرضين لهم، ومدى الاهتمام بنظافة المستشفيات وغرف العمليات واستعداد الطوارئ لاستقبال المرضى.
وأشارت أيضًا إلى وجود بعض المشكلات، مثل نقص قساطر القلب والدعامات، ونقص الحضانات وغرف العناية المركزة، التى تعد غير كافية للاسكندرية بعدد سكانها الكبير، موضحة أن التقرير سيشمل متابعة لسجلات المستشفيات وعدد العمليات اللى يتم إجراؤها داخل المستشفيات وعدد المترددين عليهم، ومراقبة جودة الخدمة المقدمة، وهل المستشفيات مطابقة للمواصفات، أم من الممكن أن تحدث عدوى.
وأكدت النائبة إلهام المنشاوى، على أن اللجنة استمعت إلى شكاوى المرضى والمواطنين حول المستشفيات التى يترددون عليها، مشيرة إلى أنها من دعت اللجنة لهذه الزيارة التفقدية للمستشفيات على مدار 4 أيام، بسبب الشكاوى المتكررة والتقصير الظاهر فى عدد من المستشفيات.