الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 01:15 ص

البابا تواضروس يحذر من تسلل المتشددين لأسقفية الشباب.. "التقليديون" ينشرون قوائم بأسماء وعاظ وكهنة مجددين ويتهمونه بإفساد العقيدة.. ومواقع التواصل الاجتماعى مسرح الأحداث

صراع القوى على "شباب الكنيسة"

صراع القوى على "شباب الكنيسة" صراع القوى على "شباب الكنيسة"
الإثنين، 23 يوليو 2018 11:00 ص
كتبت سارة علام

بخطى ثابتة يعمل قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على تجديد خطاب الكنيسة عبر تدريب وعاظ جدد بالشكل الذى يجدد الخطاب الدينى فى المؤسسة العريقة ويحفظ لها قاعدة "التسليم والتسلم" التى تعمل بها إذ تحرص على تجديد دمائها بما لا يتعارض مع عقيدتها الراسخة.

 

 

تيارا التقليد والتجديد وشباب الكنيسة

وسط تلك المحاولات يبرز صراع القوى بين تيار التجديد الذى ينمو بسرعة وأساقفة التيار التقليدى المحسوبين على البابا شنودة الثالث وعصره.

 

فى اجتماع المجمع المقدس الأخير، حذر البابا تواضروس من انخراط أسقفية الشباب فى التعاليم وطالب فى الاجتماع الذى غاب عنه الأنبا موسى أسقف الشباب لظروف علاجه بلندن ألا تنخرط الأسقفية فى العمل التعليمى بعدما لاحظ صعود معلمين كنسيين عٌرف عنهم مواجهة التجديد وحصاره والتنديد به من بين ذلك جماعة "حماة الإيمان" وهى جماعة كنسية من خدام وكهنة ومعلمين تنشر قوائم بأسماء من ترى إنهم يفسدون العقيدة ومن بين ذلك صراع الجماعة الكنسية مع مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية التى يقوم عليها الراهب القس سارافيم الباراموسى، بالإضافة لخلافات أخرى مع القمص باسيليوس صبحى وكيل الكلية الإكليريكية والأنبا انجيلوس أسقف شبرا الكنسية تضمنت نفس الاتهامات وهى الترويج لتعاليم خاطئة.

شد وجذب والبابا يلجأ لحلوله الإدارية

فى ظل محاولات الشد والجذب، أسند البابا تواضروس للأنبا بافلى مهمة أسقفية الشباب بالإسكندرية فى محاولة لتجديد دماء الأسقفية بجيل جديد من الوعاظ والأساقفة الشباب حيث لم يتجاوز عمر الأسقف الذى يعمل نائبًا للبابا فى الإسكندرية الثلاثينات من عمره، عرف بقدرته على الوعظ فى مدينة شرم الشيخ حيث كان يخدم هناك، رغم أن تعيين الأنبا بافلى فى هذا الموقع لم يمر مرور الكرام إلا أن البابا كان مصرًا على استكمال رؤيته.

 

بينما حاول البابا تواضروس أيضًا من ناحيته، مد طرقًا أخرى للتجديد عبر برنامج يشرف عليه شخصيًا يحمل عنوانًا واضحًا وهو "جدد أيامنا كالقديم" " وهو برنامج يتبناه البابا لتدريب ألف معلم كنسى حيث يطمح البابا من وراءه إلى تجديد الخطاب المسيحى والاعتماد على طرق حديثة ومبتكرة فى الوعظ والإرشاد الكنسى ودراسة الكتاب المقدس مع التمسك بتقاليد الكنيسة وتعاليمها القديمة، حيث يجوب المشروع محافظات مصر وكافة كنائس الجمهورية عبر عدة مراحل وامتحانات يتم فيها تصعيد البارزين إلى المؤتمر العام الذى يعقد بالقاهرة، لتعتمد الكنيسة فى نهاية المشروع ألف معلمًا جديدًا ينشروا تعاليم المسيح فى كنائس مدن وقرى مصر.

برنامج البابا التدريبى.. خطوة نحو التجديد

مشروع البابا تواضروس التدريبى، واجه هجومًا من المتشددين أيضًا واعتبروه محاولة لخطف الكنيسة من قبل البابا الجديد وبناء جبهة جديدة من مؤيديه وهو ما فنده القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة حين أكد أن مشروع البابا التدريبى هدفه نشر التعاليم الكنسية والحفاظ على التراث وتعليمه للأجيال الجديدة وما يشاع عن خطط ومؤامرات غير صحيح فالكنيسة بيت صلاة لا مكان فيها لتلك العبارات.

 

فى حين يبرز صراع القوى فى أسقفية الشباب كتوعية من مسار الخلافات التاريخية بين مدرستين كنسيتين لكل منهما تلاميذها ودراويشها، الأولى مدرسة البابا شنودة والتى تعرف بالتمسك بالقديم، والثانية مدرسة متى المسكين والتى تعرف بتيار التجديد وتتهم دائمًا بإفساد العقيدة ونشر عقائد خاطئة وما بين أفكار هنا وأخرى هناك، يظل شباب الكنيسة الأمل نحو تجديد دماء المؤسسة القديمة بشكل يضمن لها التحلى بروح العصر ومواجهته بأسلحته المعروفة من علم ومعرفة وتكنولوجيا وتفكير علمى.

 

print