ووصلت معدلات التضخم فى تركيا لمستويات غير مسبوقة، مما أدى لانعكاس ذلك على أسعار معظم المواد الأساسية للمستهلك متمثلة فى ارتفاع جنونى لأسعار المواد الغذائية بشكل خاص، حيث ارتفعت أسعار الخضروات والفواكه والبيض بصورة كبيرة.
وفى السياق نفسه، لم يستطع العديد من الشباب التركى المقبل على الزواج شراء الشبكة بعدما وصل سعر القطعة الذهبية غير الأصلية - المعروفة فى تركيا بـ"ربع الذهب" أو "اذهب الصينى" - والمستخدمة للتهنئة فى المناسبات والأفراح إلى 45 ليرة تركية، وهو السعر نفسه الذى كانت تباع به القطعة الذهبية الحقيقية قبل 10 أعوام.
فقد بدأت القطعة الذهبية المزيفة توسع انتشارها فى السوق التركى خلال فصل الصيف، بالتزامن مع موسم حفلات العرس فى تركيا، إذ يعتبر من الصعب التفريق بينها وبين القطعة الذهبية الحقيقية.
وقال تقرير لصحيفة "زمان" التركية، إنه مع الإقبال الكبير على هذا النوع من الذهب الزائف بدأ سعرها يسجل أرقامًا قياسية ليصل إلى 45 و50 ليرة تركية، بينما كانت القطعة الذهبية الحقيقية تباع بحوالى 54 ليرة تركية خلال عام 2008، أما الآن فقد وصل سعرها إلى 305.11 عند الشراء، و312.07 عند البيع.
من جانبه أوضح صاحب محل يبيع القطع الذهبية المزيفة عبر الإنترنت، أن الأسعار ترتفع كلما يزيد الطلب عليها، قائلًا: "أكبر تكلفة لنا هى ماء الذهب والنحاس، وكلما زاد سعر الذهب، زادت تكلفة العملة الذهبية المزيفة لأنه يستخدم فى طلاء الطبقة الخارجية، فضلًا عن أن أسعار النحاس أيضًا سجلت زيادة فى الأسعار قدرها 20%".
وأشارت الصحيفة التركية، إلى أن الذهب المزيف الذى يعرف أيضا باسم "الذهب الصينى" يعتبر وسيلة للتغلب على أسعار الذهب المرتفع باستمرار، والذى وصل إلى 190 ليرة تركية للجرام الواحد.
وكان سعر القطعة الذهبية المزيفة فى شهر مايو الماضى عند مستوى 30 ليرة تركية، إلا أنه مع بدء موسم الصيف حيث تكثر الأفراح شهد الطلب عليها زيادة كبيرة، مما انعكس على الأسعار بالارتفاع الملحوظ.
وفى السياق نفسه، كيستدل من قائمة الأسعار المعلنة من قبل بلدية إسطنبول، ارتفاع العديد من المواد الغذائية فى البلاد، حيث وصل سعر كليو الثوم الجاف إلى 7 ليرات تركية فى سوق الجملة، بينما يتراوح سعره فى المتاجر بين 16-18 ليرة للكيلو الواحد، ووصل سعر الثوم المستورد لـ20 ليرة تركية.
كما انعكس سعر صرف الدولار المرتفع بشراسة أمام الليرة التركية على الفواكه المستوردة، إذ وصل سعر كيلو العنب إلى 160 ليرة تركية أى ما يعادل 600 جنيه مصرى، ووصل سعر تفاح سميث المستورد من دولة شيلى إلى 200 ليرة تركية للكيلو الواحد أى ما يعادل 737 جنيها مصريا، بعد أن كان سعره 140 ليرة تركية خلال العام الماضى.
بينما سجلت أسعار البيض زيادة قدرها 10% خلال الشهر الأخيرة، و90% خلال العام الأخير، ووصل معدل التضخم السنوى الأخير إلى 15.40%، مشيرا إلى أن تراجع قيمة الليرة التركية من أهم العوامل التى أثرت على الارتفاع الجنونى للأسعار، خاصة قطاع الدواجن الذى يعتمد على أعلاف مستوردة، بسبب عدم قدرة تركيا على إنتاجها.
فيما قال تقرير سابق لصحيفة "ميللى جازته" التركية، إن المواد الغذائية الأساسية للمطبخ بدأت تصبح حكرًا على القادرين فقط، حيث إنه مع زيادة سعر الكيلو من البطاطس التى تعد أكلة الأسر الفقيرة ووصوله إلى 4 ليرات، اصبح هؤلاء الفقراء البؤساء لم يكن لهم شىء سوى البطاطس لكن للأسف الشديد أصبحت هى الأخرى من أكلات الأغنياء وحدهم.
وفى محاولة لسد عجز اللحوم وارتفاع أسعارها بصورة جنونية، قال مسئول إن روسيا بدأت توريد لحوم الأبقار إلى تركيا، كما أن هناك مباحثات مستمرة فيما يتعلق بلحوم الدواجن كذلك.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسى أليكسى جوردييف فى تصريح ادلى به للصحفيين أثناء جولة عمل قام بها إلى منطقة تيفير الروسية: "قمنا بتسليم الشحنة الأولى من لحوم الأبقار إلى تركيا، كما أننا نأمل كثيرا فى مد تركيا بلحوم الدواجن".
يذكر أن روسيا هى الدولة السادسة التى تستورد منها تركيا اللحوم، حيث أن تركيا استوردت حسب معطيات عام 2017 اللحوم من بولونيا وفرنسا والمجر ورومانيا والبوسنة والهرسك، وقد وصلت كمية اللحوم المستوردة من هذه الدول إلى 18 مليون كيلوغرام، مع العلم أن تركيا تستورد من البوسنة والهرسك اللحوم الخالية من العظم.