أولياء الأمور بالفيوم: نحرم على أنفسنا الطعام والشراب للإنفاق على الدروس
فى محافظة الفيوم أكدت مديحة عبد العظيم، إحدى أولياء الأمور، أن أزمة الدروس الخصوصية فى مصر سببها وزارة التربية والتعليم التى لم تضع حلا أمام أولياء الأمور سوى أن يقوموا بإلحاق أبنائهم بحصص الدروس الخصوصية، مؤكدة أن لديها 5 فتيات أنهت تعليم 4 منهن بالجامعات والخامسة استطاعت الحصول على 98 بالمائة والالتحاق بكلية الطب هذا العام، ورغم تفوق أبنائها إلا أنها تؤكد أن الدروس الخصوصية كانت سببا كبيرا فى التحاق ابنتها بكلية الطب، حيث إن ابنتها كانت تذهب للمدرسة ولا يدخل المعلمون للحصص فاضطرت للجلوس بالمنزل والاعتماد على مذاكرتها وغلى الدروس الخصوصية.
ولفتت ولى الأمر أن ما باليد حيلة وأن المعلمين باعوا ضمائرهم فى الحصص المدرسة ولا يراعوا الله فى التلاميذ كما أنه لا توجد رقابة عليهم من قبل إدارة المدارس ووزارة التربية والتعليم، فتفرغ المعلمون للدروس الخصوصية وتركوا مسئوليتهم بالمدارس، وقالت: ممكن نبيع هدومنا علشان نعطى ولادنا دروس.
وطالبت مديحة وزارة التربية والتعليم بالتصدى الجاد لظاهرة الدروس عن طريق الرقابة على المدرسين بالمدارس وعمل اختبارات لتحديد مستويات الطلاب وإرسال إنذارات لأولياء الأمور فى حالة غياب أبنائهم عن المدارس.
ومن جانبه قال اللواء أشرف عزيز عضو مجلس النواب بالفيوم: إن ظاهرة الدروس الخصوصية لن نستطيع القضاء عليها لأنها نتيجة احتياج الطلاب، لذلك وأولياء الأمور لن يسعدوا بإنفاق الاموال على الدروس ولكنهم ليس لديهم حلولا أخرى وإن لم ينصلح حال التعليم لن نستطيع القضاء على الدروس.
ولفت عضو مجلس النواب أنهم سعوا بقوة بمحافظة الفيوم منذ العام الماضى للقضاء على ظاهرة حصول المدرسين على إجازات بدون مرتب لتفرغهم لمراكز الدروس الخصوصية وتم منع الإجازات للمدرسين وتمنى أن يكون القرار عام على مستوى الجمهورية.
وأكد عزيز أن الامتحان أهم من طريقة التعليم لابد أن نقضى على بعبع امتحانات الثانوية العامة، ويكون هناك درجات للطلاب على الابداع والبحث العلمى والمشاركة فى الأنشطة المجتمعية ولا تكون الكليات وفقا لدرجات الامتحانات فقط.
من جانبه قال الطالب أحمد علاء الأول على الجمهورية فى الثانوية العامة لشعبة علمى رياضة: إنه كان يلتحق بالدروس الخصوصية بكل المواد ماعدا اللغة الفرنسية ولكنه أكد أنه لا يرفض مبدأ أن يلتحق الطالب لدى المدرس الشهير فى كل مادة فكل مدرس له أسلوبه الخاص وكل الطالب لدية قدرة على الاستيعاب من مدرس دون الآخر، مشيرا إلى أن الاعتماد على النفس هو الأهم فى التفوق.
انتشار مراكز الدروس الخصوصية بقنا وأولياء الأمور يطالبون بالرقابة وتحسين التعليم
شكا أولياء الأمور بمحافظة قنا من ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية بشكل كبير لمختلف المراحل لتصل إلى 600 جنيه شهريا للمادة الواحدة مع انتشار مراكز الدروس الخصوصية التى كانت محدودة بمحافظة قنا خلال السنوات الماضية مما يعذ عبء على كاهل المواطن الذى لديه العديد من الأعباء الحياتية.
ويقول أحمد طاهر ولى أمر لطلاب فى المراحل الإعدادية والابتدائية: إن هناك استغلالا كبيرا للتعليم فى مصر من قبل عدد كبير من المدرسين الذين قاموا برفع أسعار الدروس الخصوصية لتصل مابين 600 إلى 700 جنيه شهريا لطلاب المرحلة الإعدادية والابتدائية للمادة الواحدة وترتفع فى مواد الرياضيات واللغات والعلوم وتزداد لطلاب مدارس اللغات وتزداد أكثر لطلاب المرحلة الثانوية.
وتضيف ولى أمر الطالب محمد حسن طالب المرحلة الثانوية، أنه ليس هناك أى رقابة على المدرسين ومراكز الدروس الخصوصية، لافتة إلى أن هناك مراكز تستغل الطلاب وأولياء الأمور بشكل كبير مع زيادة عدد الطلاب بالمجموعة الواحدة ليصل إلى 20 طالبا، يدفع الطالب فى الحصة الواحدة 50 جنيها للمادة مما يعد عبئا كبيرا على الأهالى.
وتؤكد ولية أمر طالبة "الدفع قبل الدرس" شعار تستخدمه مراكز الدروس الخصوصية التى تجبر الطالب على دفع سعر الحصة قبل الدخول، مما يعد عبئا على نفسية الطالب من محدودى الدخل والذى يكون فى أحيانا كثيرا من المتفوقين، لافتة إلى أن المراكز تحصل على مبالغ كبيرة وخاصة مع زيادة عدد الطلاب للمجموعة الواحدة الذى يصل إلى 20 طالبا كل منهم يدفع خمسين جنيها ويعمل المركز طوال اليوم ساعة واحدة لكل مجموعة ليحصل على آلاف الجنيهات من أولياء الأمور بشكل كبير دون رقابة من أى جهة مسئولة مطالبة بتحسين التعليم فى المدارس للقضاء على الدروس الخصوصية والتزام الطالب بالمدرسة فقط.
مجلس أمناء العاشر وشباب مدينة الانتصارات يواجهون الدروس الخصوصية بمركز تعليمى مجانى
فى مدينة الانتصارات العاشر من رمضان، أطلق مجموعة من الشباب حملة عبر الفيس بوك لمواجهة الدروس الخصوصية واستغلال بعض المدرسين فى تخصصات الثانوية العامة بقسميها العلمى والأدبى، بالاستعانة ببعض مدرسين الثانوية العامة لإعطاء الطلاب الدروس مجانا فى مركز شباب المجاورة العاشرة.
وبعد نجاح الفكرة بشكل جزئى قرر مجلس أمناء المدينة أن يتبنى التجربة لدعم شباب المدينة والتخفيف عن كاهل أولياء الأمور، وبدء ممثلين عن مجلس الأمناء فى توفير مكان مكيف وزيادة الإضاءة وتوفير بعض الوسائل التعليمية وبعض المقابل المادى البسيط للمدرسين، وبالفعل بدء يتوافد الطلاب على المركز التعليمى المجانى بمركز الشباب، من كافة أنحاء المجاورات السكنية بمدينة العاشر، التى يصل عددها لأكثر من 90 محاورة سكنية بأربعة عشر حى سكنى.
مع زيادة اعداد الطلاب الذين تجاوز عددهم أكثر من 150 طالبا بدء تعميم التجربة فى بعض مراكز الشباب الأخرى بعيدا عن وسط المدينة توفيرا للوقت والجهد للطلاب، وزاد عدد المدرسين المتطوعين بأجر رمزى.
تجربة مدينة العاشر من رمضان بدأت منذ 3 أعوام ومع اختيار مجلس امناء جديد للمدينة توقفت التجربة بعض الوقت لكنها سرعان ما عادت مرة أخرى، لكن بإضافة طلاب الشهادة الإعدادية أيضا.
وفى سياق تقييم أهالى مدينة العاشر من رمضان للتجربة، قال بعض أولياء الأمور إن التجربة وفرت علينا كثيرا من النقود سواء الخاصة بالحصص أو المواصلات، حيث كانت تصل تكلفة المادة الواحدة شهريا من 1500 جنيه إلى 2000 جنيه شهريا طبقا لكل مدرس، وفى حال أخذ درس عند ملك الفيزياء أو كينج الكمياء أو وحش الأحياء تكون التكلفة باهظة، لأن كل مدرس يتفنن فى اختيار لقب لنفسه، وكلما كان اللقب قويا ورنانا كلما دفع ولى الأمر الثمن بالحصة.
وأكد أولياء الأمور أن التجربة فى الأول كانت تحتاج بعض الأمور لإنجاحها وانتشارها، لكن مع الوقت أصبح الطلاب المتلقون للدروس هم وجهتها ويقيمون المدرسين فيها، وجاءت نتائج المواد بدرجات تؤكد كفاءة المدرس فى مادته.
أما الطلاب فقالوا أن عدد الطلاب المتزايد فى المركز التعليمى كان سبيل اكتر للمنافسة بيننا، لأن كل طالب كان يخشى على صورته أن يتم سؤاله أمام زملائه ويخطئ، فيضطر للمذاكرة والمتابعة والتركيز.
وتعليم القليوبية: المدرس اللى هيتمسك ميلومش إلا نفسه
وتشهد محافظة القليوبية شكاوى متكررة من أبناء المحافظة بسبب انطلاق موسم الدروس الخصوصية مبكرا، حيث قال أحمد محمود أحد أبناء طوخ بالقليوبية، إن أولياء الأمور يعانون كثيرا بسبب الفاتورة الباهظة التى يتحملونها لتعليم أبنائهم بالدروس الخصوصية، والتى بدأت مبكرا، بل وإعلان تسعيرة مبالغ فيها من قبل المدرسين فى المواد المتخصصة والأجنبية، والتى وصلت إلى 200 جنيه للمادة الواحدة، على الرغم من أنهم لسه مش عارفين المنهج إيه".
وناشد "أحمد" فى تصريحات لـ"برلمانى"، المسؤولين بمراقبة المركز الخاصة بالدروس الخصوصية، وتفعيل القانون بشدة وحزم، موضحا "الأب أصبح يعانى كثيرا مش عارف هنلاحق دروس ولا ملابس مدرسة ولا مستلزمات معيشية، ولازم المدرسين يتقوا ربنا فى الطلاب وكل واحد يراعى ضميره داخل المدرسة".
ومن ناحيتها أوضحت وفاء محمد مواطن بمركز شبين القناطر، أن بعض المعلمين يتعاملون مع التلاميذ على أنهم سلعة وتجارة دون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه ولى الأمر، مشيرة إلى أن العام الماضى شهد مخالفات لبعض المعلمين من رفع أسعار الدروس الخصوصية دون محاسبة.
وتابعت "وفاء"، أنه تم التنسيق بين أولياء أمور الطلاب بمركز شبين القناطر على عمل جروب على مواقع التواصل الاجتماعى من شأنه تنظيم حملات ضد المدرسين الذين يغالون فى أسعار الدروس الخاصة بهم، مطالبة وزارة التربية والتعليم باتخاذ اجراءات صارمة تجاه هؤلاء المعلمين، وتشكيل لجان للمرور على المدارس والاطلاع على المستوى التعليمى المقدم للطلاب وعدم دفعهم إلى الدروس الخصوصية بتلك المراكز.
وتقول ميرفت على، ابنتى بالصف الثانى الثانوى وتأخذ دروس بمبلغ 500 جنيه لوحدها بخلاف باقى أخواتها. مشيرة إلى أن المدارس الحكومية لا يشرح مدرسوها بإتقان، لذلك يضطر الطلاب للدروس الخصوصية من أجل النجاح والالتحاق بكليات القمة.
مطالبة المسئولين بحل تلك الأزمة مراعاة لغلاء المعيشة وعناء أولياء الأمور، حيث كل أسرة بها طالبان أو أكثر
وبدوره قال الدكتور طه عجلان، وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، إن المناهج الخاصة بعدد من المراحل التعليمية منها التعليم التمهيدى "كى جى 1و 2" والصف الأول الابتدائى، والصف الأول الثانوى، لم يتم تحديد المناهج الخاصة بهما بعد نظرا للمنهاج الجديدة للتعليم وإدخال نظام التابلت، وأن من يعلن معرفته بهم فهو كذاب، ولابد من إيقاف التعامل معه على الفور، موضحا "والمدرس اللى هيقع ميلومش إلا نفسه".
وأضاف "عجلان" فى تصريحات لـ "برلمانى"، أنه على أولياء الأمور عدم الانسياق وراء دعوات هؤلاء المعلمين والاستمرار فى نزيف الأموال فى الدروس الخصوصية، وعليهم التقدم بشكاوى للمديرية التى بدورها تنسق مع المحافظة للقضاء على مراكز الدروس الخصوصية، لافتا إلى أنه يشن حملات على مراكز الدروس الخصوصية على مستوى المحافظة بصفة دورية مشيرا إلى أنه يتم تطبيق الضبطية القضائية بالتعاون مع وحدات المحليه وأجهزتها وكذلك مديرية الأمن، ويتم تشميع اى مركز دروس خصوصية يتم الإبلاغ عنه، مضيفا أن المديرية وفرت مجموعات تقوية لكل الفصول الدراسية بالمدارس بأسعار رمزية.