قراصنة الكسب الفاسد، قراصنة من نوع جديد خربت ذممهم، وضاعت أخلاقهم وسط الهرولة خلف المكسب غير المشروع بشكل سريع، جنيهات سريعة وإن كان الضحية "الفقراء" الذين ضل سعيهم خلف قطعة من اللحوم يروون بها شغفهم احتفالا بالعيد، بعد أن حرمهم ارتفاع الأسعار منها طول العام، ليسقطوا ضحية لهؤلاء القراصنة دون رحمة.
أختام المجازر الحكومية المزورة بالطريق العام
وتتعدد صور غش اللحوم فى العيد فى أشكال كثيرة، " لحوم فاسدة، ومنتهية الصلاحية، ومجهولة المصدر، وبدون فواتير، إلى أخرى تم ذبحها خراج السلخانات والمجازر الحكومية، بما تنطوى عليه من مخاطر صحية لكونها ربما تكون مصابة ببعض الأمراض التى يتم إعدامها بالمجازر أثر توقيع الكشف البيطرى عليها".
ويقول الدكتور على سعد على، الأمين العام المساعد لنقابة أطباء بيطريين مصر، أن هناك أشكالا عديدة للحوم الفاسدة والتى تظهر بشكل واضح خلال مواسم الأعياد خاصة عيد الأضحى المبارك، منها الذبح خارج المجازر الحكومية والتابعة للدولة، وهو ما يتمثل فى ذبح العجول المريضة والكبيرة فى السن، كما تتزابد فى مصنعات اللحوم المفرومة والبرجر والسجق والكفتة والتى يتم استخدام هياكل الدواجن والأجنحة والأرجل وطحنها لتكوين هذه المصنعات.
وأضاف على، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه لا بد من تكثيف الحملات الرقابية على جميع محلات الجزارة فى هذا التوقيت، مستطردا: "أنا كنقابة أطباء بيطريين معنديش أطباء يكفوا المرور على كل المحلات، ومعنديش أطباء تقدر تفرض الرقابة المفترضة على كل المحلات"، موضحا أن قلة عدد الأطباء تسمح لهؤلاء القراصنة بممارسة عملهم دون رقابة مشددة.
أختام مزورة
وفجر الأمين العام المساعد لنقابة أطباء بيطريين مصر، مفاجأة حول تزوير بعض الجزارين لختم الذبح، بعد ذبحهم العجول والرؤوس خارج المجازر يتم طبع الختم المزور عليها لإيهام المواطنين بأن اللحمة سليمة ومذبوحة داخل مجازر الدولة، وهو ما يؤكد حدوث كارثة فيمكن لأى شخص ذبح أى ماشية تحوى الأمراض بثمن رخيص ويطبع عليها ختم المجازر المزور ليبعها للمواطنين بالأسعار المتداولة دون أن يشعر أحد بهذه الكارثة، مؤكدا أن الأختام المزورة أصبحت متداولة بشكل كبير داخل مصر ويستخدمها الكثير من الجزارين.
وأشار على، إلى أن الذبح خارج المجازر ينقل العدوى للحيوانات والأمراض عبر الدم المتناثر على الأرض، بالإضافة لتلويث البيئة، ليجعل من هذه اللحوم سم قاتل يسرى فى جسد المواطنين دون علمهم، كما أن هناك بعض الجزارين يشترى بعض الحيوانات المصابة بالأمراض بثمن رخيص ليذبحها فى هذه المواسم أمام الناس ويبيع لحمهما بأسعار مرتفعة دون أن يشك أحد أن هذه اللحوم بها ما بها من أمراض، من أجل سرعة الحصول على الجنيهات.
تزوير ختم المجازر على أضاحى العيد
وأوضح الأمين العام المساعد لنقابة أطباء بيطريين مصر، أن كل أشكال اللحوم التى تظهر خلال موسم العيد سواء "عربات الكبدة، والسجق، والبرجر"، منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام الآدمى، فكل هؤلاء ليس لديهم ترخيص تعبئة أو تكييس أو تخزين، بالإضافة لفساد معظم تلك اللحوم، مؤكدا على ضرورة إعدام هذه اللحوم فورا، محذرا المواطنين من الإقبال على مثل هذه المنتجات خاصة الأطفال الذين يقبلون على هذه المنتجات بالأعياد، موضحا أن هناك حيلة جديدة للجزارين خلال هذه المواسم وهى ذبح إناث الماشية، وهو خطر كبير على الثروة الحيوانية نظرا لرخص ثمنها مقارنة بالذكور، مؤكدا أن عقوبة ذبح الإناث تصل للحبس عامان فى القانون المصرى.
وأكد الدكتور محمد أبو الروس الأخصائى البيطرى، على أهمية تكثيف الحملات بمختلف المحافظات من خلال التشكيلات الرقابية من مفتشى التموين والطب البيطرى والصحة وإدارات التجارة الداخلية بالمحافظات، للتأكد من سلامة اللحوم، مشيرا إلى أنه تم إنشاء غرفة عمليات بوزارة التموين خلال العيد لتلقى الشكاوى منها الخط الساخن رقم 19820.
ختم الدولة المزور على الأضاحى
وتواصل وزارة الداخلية التنسيق مع الجهات المعنية لتوفير السلع الغذائية للمواطنين بأسعار مخفضة، وشن حملات تموينية مكبرة لضبط الجرائم التموينية، وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك.
وتمكنت الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة الداخلية من ضبط أكثر من 114 طن لحوم مجهولة المصدر، داخل ثلاجة لحفظ السلع الغذائية بمحافظة الإسكندرية، قبل طرحها للبيع بالأسواق.
من جانبها تواصل وزارة الزراعة حملاتها والتى أسفرت عن ضبط كميات من اللحوم والداوجن والأسماك ومصنعات اللحوم ومنتجاتها بإجمالى ٢٠ طن و٦١٧ كجم، مجهولة المصدر ومخالفة للاشتراطات المصرية، وغير صالحة للاستهلاك الآدمى.
ويقول المحامى والخبير القانونى عبد الرحمن عنانى، أن المتهمين فى هذه القضايا من حيازة وبيع لحوم فاسدة للمواطنين، يواجهون اتهامت بالغش التجارى، والذى يتم عبر إثبات أن تلك السلع غير قابلة للاستخدام الآدمى بعرضها على لجنة ثلاثية من وزارة الصحة، لفحصها وبيان ما إذا كانت هذه اللحوم أو السلعة صالحة أو فاسدة وكتابة تقرير مفصل عن حالتها.
وأضاف العنانى، أنه إذا كانت السلعة فاسدة يتم إلحاق التقرير بمحضر مخصص للنيابة المختصة، وإحالة المتهم لمحكمة الجنح، والتى يواجه فيها المتهم قضيا الغش التجارى، والتى تصل عقوبتها إلى للحبس 3 سنوات وغرامة 10 آلاف جنيه، بالإضافة لإعدام المنتجات المضبوطة وتم الكشف عنها.