- حكاية وزير وزع «البونبونى» على الأعضاء يوم رحيله من الحكومة
- قصة نائب يطالب الأعضاء الآن بدعمه لتعيينه محافظاً للمنوفية.. وآخر أصر على دخول البرلمان بالتاكسى لهذا السبب
- تفاصيل اعتذار خاص من الخارجية الألمانية لمجلس النواب المصرى.. ولماذا بكت إحدى النائبات قبل خطاب الاعتذار؟
- «جدى نائب فى البرلمان».. وقائع غريبة من اصطحاب نواب لأسرهم بالبرلمان.. أسرار أطول يوم عمل فى تاريخ المجلس الحالى.. وأطول نائب فى البرلمان
ردود أفعال واسعة جرت تحت قبة البرلمان، بعدما نشرت «برلمانى» الحلقة الأولى من «أسرار القبة» الأسبوع الماضى، والحقيقة أن الحكايات لم تنته، والعديد من القصص لم تُروَ بعد، إلا أن المثير فى الأمر هو أن أجزاء جديدة من قصص كانت غير مكتملة بدأت فى الظهور، لتفسر الكثير من الغموض، فمن المؤكد أننا سنكون أمام سلسلة طويلة من الحكايات.
فى هذه الحلقة من «أسرار القبة» سأتحدث عن قصص خاصة لعدد من الوزراء داخل مجلس النواب، فضلًا عن معلومات خطيرة لأول مرة عن عدد من أنشطة المجلس التى حظيت بمتابعة مُكثفة من الصحافة والإعلام، فضلًا عن حكايات من سفريات الوفود البرلمانية إلى الخارج، وسيكون عدد من النائبات جزءًا رئيسيًا من قصص هذه الحلقة.
قبل أن نتحدث عن قصص الوزراء داخل البرلمان، كنت قد كشفت فى الحلقة الأولى أن نائبًا، أول حرف من اسمه «معتز»، كان قدم طلبًا لتعيينه وزيرًا للصحة بأحد التعديلات الوزارية، وإلا سيذهب إلى قصر الاتحادية ليعتصم هناك، الجديد هو أن نائبًا آخر، أول من حرف من اسمه «أحمد»، يطلب من النواب الآن إعداد طلبات لدعم تعيينه محافظًا للمنوفية.
سرقة هواتف أعضاء تقصى حقائق فساد القمح
وعطفًا على الحلقة الأولى أيضًا، كنت قد كشفت أن النائب مجدى ملك، رئيس لجنة تقصى الحقائق فى شأن فساد القمح، قد تلقى اتصالًا تليفونيًا من مجهول هدده بضرب النار، وفى هذا السياق وصلتنى معلومة جديدة بأن عددًا من هواتف أعضاء اللجنة تعرضت للسرقة بعد انتهاء اللجنة من أعمالها، من بينهم النائبان مدحت الشريف وياسر عمر.
حجم المعلومات والأوراق التى كانت تمتلكها اللجنة ضخمة، ولا شك فى أن عمل اللجنة الذى أدى فى النهاية إلى استقالة خالد حنفى، وزير التموين السابق، كان مملوءًا بالتفاصيل، التى لم تخرج جميعها حتى الآن، ولا شك أيضًا أن أصحاب المصالح فى الحصول على هواتف أعضاء اللجنة كثيرون، المهم أن أعضاء اللجنة المسروقة هواتفهم أبلغوا الشرطة حينئذ، والتى بدورها أعادتها إليهم بعد نحو شهر.
التهديدات التى تلقتها لجنة تقصى الحقائق خلال فترة عملها كبيرة جدًا، فلم يقتصر الأمر عند تهديد رئيس اللجنة بضرب النار أو سرقة هواتف أعضاء بها، لكن دائرة التهديدات شملت واقعة غريبة جدًا تُنشر تفاصيلها للمرة الأولى، وتحديدًا من سطور وقائع محضر تم تحريره فى 24 نوفمبر 2016 بقسم أول مدينة نصر.
مدحت الشريف
محاولة قتل أحد أعضاء اللجنة على كوبرى أكتوبر
الواقعة تتمثل فى أن النائب جلال عوارة، العضو البارز فى اللجنة، فوجئ بسيارة تصدمه بشدة أعلى كوبرى أكتوبر، رغم خلو الطريق من السيارات باستثنائه، ما أدى إلى انقلاب سيارته، ونقله على أثره إلى المستشفى، وتم التكتيم على الأمر باتفاق بين أعضاء اللجنة، حرصًا على سلامة أسرهم، وعدم إثارة الفزع بينهم.
لكن عند استدعاء صاحب السيارة لاستجوابه، اتضح أنه يعمل فى تغليف المواد الغذائية، وتحديدًا فى تعبئة الدقيق، وأن عنوانه بسوق الغلال بمنطقة روض الفرج، فدعونا نسأل أيضًا: هل كان حادث التصادم بسيارة عضو اللجنة حادثًا عاديًا، أم كان محاولة لقتله؟! وهل علاقة عمل مالك السيارة بذات الملف الذى تعمل اللجنة عليه صدفة؟!
جلال عوارة
الطول هيبة..من هم أطول نواب بالبرلمان؟
تعالوا نخرج من أجواء السرقة والقتل.. كنت قد أشرت إلى النائب مدحت الشريف فى قصة سرقة الهواتف المحمولة، ولعلمكم، النائب مدحت هو أطول نائب فى البرلمان بـ 193 سنتيمترًا كاملة، وليس «الشريف» وحده هو من كسر حاجز الـ190 داخل البرلمان، فهناك حمادة القسط، وصلاح عيسى، وهشام عمارة، أطال الله أعمارهم.
وبمناسبة الطول، فإن أطول يوم عمل مر على البرلمان الحالى منذ انعقاده فى يناير 2016، هو أول جلسة برلمانية، والتى استمرت لمدة 17 ساعة عمل، منذ التاسعة صباحًا حتى الواحدة بعد منتصف الليل، حتى أننى أتذكر أن هانم حسن أبوالوفا، نائبة المنيا، أُصيبت بالإغماء فى ذلك اليوم الصاخب، بعد أن شهد العديد من الإجراءات، كانتخاب رئيس مجلس النواب، وكذلك انتخاب وكيلى المجلس، والذى انتهى فى اليوم الأول بإعلان فوز السيد محمود الشريف، وتأجيل إجراء الإعادة بين علاء عبدالمنعم وسليمان وهدان فى اليوم التالى.
حكايات الوزراء فى البرلمان كثيرة، منها مثلاً أن الوزير مجدى العجاتى وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب السابق، ارتبط بالأعضاء طيلة فترته فى الوزارة بـتوزيع «البونبونى»، ما إن دخلت مكتبه إلا وأخذت البونبونى، ما إن أوقفته فى أحد طرقات البرلمان لتسأله فى شأن أمر ما إلا وأخذت البونبونى، حتى فى آخر أيامه فى البرلمان حيث التعديل الوزارى الذى جرى فى فبراير العام الماضى، الذى شهد تغييره و إسناد المهمة للوزير المستشار عمر مروان، وزع البونبونى على كل النواب الذين التقوه، عملاً بمبدأ: «وإيه فى الدنيا ممكن يغير علاقتنا بالحاجات اللى بنجبها».
مجدى العجاتى
ليس فى الأمر مشكلة إذا كنت تصطحب معك «البونبونى» إلى البرلمان، فهناك من يصطحبون أسرًا داخل المجلس.. النائبة عبير تقبية اصطحبت شقيقتها لتحمل ابنتها، والنائبة جهاد حنفى اصطحبت والدتها لتعتنى بطفلتها، والنائبة منى شاكر اصطحبت ابنتها لتساعدها فى ترتيب الأوراق، والنائب إلهامى عجينة اصطحب حفيده ليس لأى سبب إلا «علشان مزاجه كده».
الهامى عجينة
عنتر شايل سيفه.. قصة زلعة مش فى الخارج
أعتقد أنه ليس فى الأمر مشكلة أيضًا إذا كنت تصطحب أسرتك إلى البرلمان، حتى لو من باب أن تكون محل فخر بين ذويك، لكن هناك مشكلة فى الحقيقة أن تصطحب معك فى سفرية مهمة بالخارج «زلعة مش»، فقد أصر النائب «ع» على اصطحاب «المش» معه فى إحدى الزيارات البرلمانية المهمة إلى أفريقيا بصحبة عدد من قيادات مجلس النواب. المشكلة وقعت تحديدًا، حينما دعا السفير المصرى فى الدولة محل الزيارة، الوفد إلى منزله للغداء، وما إن تجمع الأعضاء، حتى أصر النائب على توزيع «المش» على الأطباق المُجهزة للطعام الذى أعده السفير تكريمًا للوفد، وخلال توزيع سقط «المش» من الزلعة بشكل عشوائى، ومنه إلى ملابس النائبة رانيا علوانى، والنائب على المصيلحى آنذاك، قبل توليه منصب وزير التموين، فارتبك الحضور، وتدفقت الرائحة إلى أرجاء المنزل بشكل وضع الوفد والسفير فى موقف مُحرج.
إصرار نواب بالمجلس على أشياء غريبة فى العموم هو أمر متكرر، فالنائب «م» قرر أن يدخل مجلس النواب ذات يوم بتاكسى، إلا أن الأمن منعه: «ممنوع يا سيادة النائب تدخل البرلمان بتاكسى»، إلا أن النائب أخذ يصر على الدخول «هدخل يعنى هدخل، معايا حاجات محملها فى التاكسى وهدخلها جوّه»، وتدخلت الأمانة العامة وقتها واقتنع النائب بعد محايلات أنه ممنوع الدخول.
دعونا ننتقل إلى أحد المطارات بألمانيا خلال زيارة مهمة إلى الخارج برفقة الدكتور على عبدالعال، الذى دخل من بوابة كبار الزوار، ولم يوافق أمن المطار على مرور الأعضاء إلا بعد تفتيشهم ذاتيًا، وهو ما اعتبره الأعضاء «عيب وغير لائق»، حتى أن نائبة بكت من سوء الموقف. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد من الارتباك، بل إن النائب طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، دخل فى مشادة حادة مع أحد الدبلوماسيين المرافق للوفد، على خلفية سوء معاملة الوفد، الجديد فى الأمر أيضًا أن الخارجية الألمانية أرسلت خطاب اعتذار لمجلس النواب، تعتذر فيه عن تلك الواقعة وتفاصيلها.
نوستالجيا.. علاقات ود مع الدكتور فتحى سرور
المعلومة الأخيرة التى أكشفها فى الحلقة الثانية من «أسرار القبة»، هى أسماء عدد من النواب الذين يتواصلون مع الدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس النواب الأسبق، بشكل دائم.
احمد فتحى سرور
علمت أن النائبين إيهاب الخولى ومصطفى بكرى يتواصلان مع الدكتور «سرور» بين الحين والآخر، وتواصل «بكرى» مع «سرور» يمتد إلى سنوات مضت، فهو أول نائب زاره فى منزله بعد براءته، الجديد أيضًا أن النائبة لميس جابر، عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان، ذهبت إلى منزله فى بداية عمل البرلمان لتطلب مشورته فى العديد من الأمور بعد تعيينها فى مجلس النواب من قبل رئيس الجمهورية، وأهداها كتابًا فى القانون لتراجع منه نصوصًا مهمة متعلقة بعمل المجلس.
وقد أبلغنى «سرور» ذات مرة أن هناك تواصل بينه وبين الدكتور على عبدالعال هاتفياً فى الأعياد والمناسبات، ومن الطبيعى أن تكون هناك علاقة ود بين قامتين قانونيتين كبيرتين عملا معًا فى السابق.
وفى الحقيقة، كنت قد سألت الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، عن رأيه فى الدكتور «سرور» فى حديث خاص بمسقط رأسه فى أسوان، فقال لى نصًا: «أستاذ كبير»، وسألت الدكتور فتحى سرور فى لقاء خاص بمكتبه عن رأيه فى الدكتور على عبدالعال، فقال لى: «الدكتور على عبدالعال شخصية محترمة جدًا، وكان ملحقًا ثقافيًا بباريس وقت أن كنت وزيرًا للتعليم، وعمل مستشارًا فى مجلس النواب لمدة عامين فى أوائل الألفية الثالثة وقت أن كنت رئيسًا للمجلس، وهو ودود وشخصية ظريفة جدًا، وكان من ألمع الشخصيات، وكان التلاميذ يحبونه جدًا، وهو أستاذ دستورى محترم، وربنا يكون فى عونه».
على عبد العال