بالتزامن مع الذكرى السابعة عشر على هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، الذى استهدف مبنى مركز التجارة العالمى فى نيويورك ومبنى وزارة الدفاع فى فيرجينيا، عام 2001، يأتى الطرح الرسمى لكتاب جديد عن فضائح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، داخل البيت الأبيض والإدارة الأمريكية، وهو "الخوف" الذى صنع الكثير من الضجة منذ تم الإعلان عنه.
يبدو أن خريف الكتب المهاجمة للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية لن ينتهى، فمنذ تولى ترامب سدة الحكم فى يناير 2017 تعد الكتب والدراسات العدو الأول للرئيس الأمريكى، الذى أصبح ضيفا ثقيلا على قوائم الأكثر مبيعا فى الولايات المتحدة الأمريكية.
صاحب كتاب "الخوف: ترامب فى البيت الأبيض"، هو الصحفى الأمريكى المخضرم بوب وودوارد، مفجر فضيحة ووترجيت الشهيرة بالولايات المتحدة عام 1972، والتى دفعت بالرئيس الأمريكى السابق نيكسون إلى تقديم استقالته.
الكتاب يصور ترامب على أنه شخص سريع الغضب، كثير التفوه بعبارات بذيئة، ومندفع فى اتخاذ القرارات، واصفا المؤلف حالة الفوضى التى تسيطر على الإدارة الأمريكية بـ"الانقلاب الإدارى"، و"الانهيار العصبى" فى الفرع التنفيذى للمؤسسة الحاكمة فى الولايات المتحدة.
وبحسب مقتطفات نشر من الكتاب، نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، يصف وودورد البيت الأبيض فى ظل رئاسة دونالد ترامب بأنه غارق فى "انهيار عصبى" دائم، حيث يسعى الموظفون باستمرار للسيطرة على زعيم "يمكن أن يتسبب جنون الارتياب لديه وغضبه بشل العمل لأيام".
ويقول الكتاب إن ترامب أبلغ وزير دفاعه جيمس ماتيس هاتفيا أنه يريد اغتيال رئيس النظام السورى بشار الأسد بعد الهجوم الكيميائى على بلدة خان شيخون بريف إدلب، يوم 4 أبريل 2017.
ويعتمد الكتاب على مئات الساعات من المقابلات السرية المسجلة وعشرات المصادر من الدائرة المقربة لـ"ترامب"، وكذلك الوثائق والملفات والمذكرات، بما فى ذلك مذكرة مكتوبة بخط يد "ترامب" نفسه.
الغريب أن كتاب "الخوف.. ترامب فى البيت الأبيض" أو FEAR تصدر مبيعات موقع أمازون، بعد ساعات قليلة من طرحه للحجز على الموقع الشهير، رغم أن الكتاب يبلغ سعره 28.70 دولار أى ما يعادل نحو 500 جنيه.
ويشير الباحث بشار جرار، فى مقال له نشره موقع "CNN" بالعربية، إلى أن وودوارد قال إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سارع إلى وصف كتابه بأنه محض "خيال" وليس عملاً صحفياً، واختار كلمة استخدمها ترامب نفسه لدى سؤاله قبل نجاحه فى الانتخابات الرئاسية عن شعوره فى حال توليه سدة الحكم فى البيت الأبيض. "الخوف"، كانت الكلمة التى لم يخف ترامب من الإقرار بها.
ويعرض الكتاب للحديث عن جيراد كوشنير وزوجته إيفانكا ترامب الابنة الأثيرة للرئيس، والعلاقة بينهما وبين زوجته السيدة الأولى ميلانيا التى وصفت من يقفون وراء التآمر على زوجها بأنهم بمثابة "مخربين للبلاد" وليس معارضين للرئيس، وكأن الأمور بعد سلسلة تسريبات وشائعات نجمتى الإغراء والتعرى تحتمل مزيدا من الهزات لحياة ترامب ولأسرته ولأركان إدارته.
بدأ وودوارد عمله فى صحيفة واشنطن بوست منذ عام 1971، وفاز تقريباً بكل الجوائز الصحفية الأمريكية خلال مسيرته، حسب موقع الرسمى، كما فازت صحفية "واشنطن بوست" بجائزة "بوليتزر" عام 1973 عن عمله مع بيرنشتاين فى فضيحة "ووترجيت"، كما كان المراسل الرئيسى لـ"واشنطن بوست" بشأن أحداث 11 سبتمبر الإرهابية التى فازت بجائزة بوليتزر للشؤون الوطنية فى عام 2003.