فى الفترة الأخيرة، ظهر عدة أشخاص على الساحة باتوا يشكلون مصادر إزعاج للرئيس الأمريكى فى ظل فضحهم ما أسموه بأسرار ترامب، على سبيل المثال لا الحصر ادعت ممثلة أفلام إباحية أنها كانت على علاقة به، بينما أثار كتاب الصحفى الاستقصائى المخضرم بوب وودورد عنه جدلا واسعا حول العالم، وفى الوقت ذاته فإن نار التحقيقات فى التدخلات الروسية بالانتخابات لم تبرد حتى الآن.
علاقة عابرة مع ممثلة إباحية
من أغرب ما أثير عن الرئيس الأمريكى، مؤخرًا ما ادعته ممثلة الأفلام الإباحية ستورمى دانيالز حول وجود علاقة عابرة جمعتها بدونالد قبل عقد من الزمن، مشيرة إلى أنها إنها كتبت مذكراتها الشخصية وروت فيها بأدق التفاصيل معاركها القانونية القائمة مع ترامب وحياتها كراقصة وسيتم نشرها فى 2 أكتوبر، وذلك وفقا لما نقلته وكالة رويترز للأنباء.
رغم نفى ترامب وجود أى علاقة جمعته بالممثلة الإباحية، إلا أنها مصرة على هذا الأمر، لذا قامت بإقامة دعوى قضائية فى مارس الماضى، هدفها منها ابطال اتفاق لعدم إفشاء الأسرار وقعت عليه قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016 يلزمها بالصمت بشأن ما وصفتها بأنها علاقة "حميمية" جمعتها بترامب لكنها تسعى لاستغلال ما زعمت بحريتها فى مناقشة العلاقة، نظرًا لعدم توقيع ترامب على الاتفاق حين كُتب.
ما جعل حكايات ستورمى أكثر سخونة وتتداولها وكالات الأنباء العالمية هو إقرار مايكل كوهين المحامى الشخص السابق للرئيس الأمريكى، بعد اعترافه بتهمة انتهاك القانون الاتحاد عقب دفعه للممثلة الإباحية 130 ألف دولار لعدم كشف معلومات ستضر بحاكم بلاد العم السام.
مرارة خيانة محاميه السابق
الأكثر إثارة أن اعتراف بشأن دفع مبلغ مالى للممثلة الإباحية نظير شراء سكوتها ليس الوحيد فإن جاء ضمن سياق من المفاجآت كشف هذا الرجل القانونى عن موكله السابق مما اعتبره وسائل إعلام دولية بأنه كأس مرير تذوق منه ترامب.
ما اعتبر أنه أكبر الضربات التى تلقها ترامب، ما قاله مايكل كوهين بشأن إنه "أكثر من سعيد" للمساعدة في التحقيق بشأن مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك وفقا لما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" فى 22 أغسطس الماضى.
وجاءت اعتراف المحامى السابق لترامب أثناء خضوعه للتحقيق بخصوص التهرب من دفع الضرائب والاحتيال على المصارف وانتهاك قانون تمويل الحملات الانتخابية، وقد قام بإبرام صفقة مع المدعى العام الأمريكي لينال حكما مخففا مقابل التعاون مع المحققين.
الأهم من كل ما سبق اعتراف كواهين بإنتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة وتأكيده للمحكمة أنه فعل ذلك بغرض التأثير على مسار الانتخابات وبناء على أوامر ترامب _المرشح الرئاسى آنذاك.
وبناءً على ما سبق، فإنه هناك سؤال يطرح نفسه، هل هناك أسرار أخرى مازال يمتلك كوهين قد تهدد ترامب فى المستقبل خصوصا أنه كان على مدار 10 سنوات محامى عنه وصديق مقرب منه رغم محاولات الرئيس الأمريكى فى الفترة الأخيرة لتقليل بعلاقته بكوهين، ومن ثم التقليل من درجة أهمية حديثه.
كابوس روبرت مولر
فيما، يعتبر المحقق روبرت مولر الراجل الذى يشكل الخطر الأكبر على ترامب فى الوقت الراهن، ومنذ تعيينه فى 17 مايو الماضى، مُحققا خاصا تابعا لوزارة العدل للإشراف على التحقيقات فى التدخلات الروسية بالانتخابات أو جود أى علاقة بين الروس وأفراد فى حملة ترامب الانتخابية.
وقد حظى تعيين مولر فى حينها بتأييد واسع لما هو معروف عنه من عدم وجود أى انتماءات سياسية له، واشتهار سمعته بالنزاهة وفى الوقت ذاته حدته وصرامته، وفى 17 فبراير الماضى، وجه مولر اتهاماته بضلوع 13 روسيًا، إضافة إلى ثلاث جهات روسية بالتدخل الواسع والمعقد فى الانتخابات الأمريكية مما وصفته شبكة سى إن إن الإخبارية بـ"لحظة رئيسية بالتحقيقات"، وبعدها توالت اكتشافاته لدرجة أن وسائل إعلام لقبته بـ"صائد رجال ترامب".
قاتل الرؤساء يعود للصورة
وفى سياق الحديث عن مسببات الإزعاج ترامب فإن هناك العديد من الكتب خرجت بالآونة الأخيرة تهاجمه وبعضها تحدثت عن فضائح تخصه ومن أشهرها "النار والغضب" للصحفى الأمريكى مايكل وولف، و"لا أعلى" من تأليف جيمس كومى مديرCIA السابق، والمعتوه من تأليف أوماروسا نيومان مساعدة ترامب السابقة، بينما آخر المؤلفات التى من شأنها زعزعة استقرار الرئيس الأمريكى كانت كتب الخوف للصحفى الأمريكى المخضرم بوب وودورد.
وحصل كتب بوب وودورد على اهتمام دولى بالغ نظرًا لمكانته كصحفى استقصائى، أدت كتاباته لهز كيانات رؤساء أمريكيون على مدار العقود الماضية وأشهرها بكل تأكيد كشفه فضيحة ووترجيت برفقة زميله كارل برنستين التى دفعت الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون للاستقالة.
ومازال العالم أجمع يترقب ردود الفعل حول نشر كتاب الخوف لبوب وودورد، وما قيل أنه يحتوى على أمثلة توضح طريقة إدارة ترامب للبيت الأبيض بشكل أقرب للفوضى وعدم النظام، إضافة إلى ذلك نعت مساعديه له بـ"الأحمق".
أزمة انتخابات الكونجرس
فيما، يظل الخطر الأكبر على حكم ترامب احتمالات انتزاع الديمقراطيين الأكثرية فى الكونجرس من أعضاء حزبه الجمهورية خلال الانتخابات التشريعية المقررة فى نوفمبر المقبل، خصوصا أن استطلاعات للرأى تشير إلى احتمالية تفوق الديمقراطيين فى ظل تراجع شعبية الرئيس الأمريكى.
ووفقا لآراء خبراء قانونيين تداولتها وكالات أنباء دولية فإن إنه قد يكون صعبا توجيه اتهامات للرئيس أثناء شغل منصبه، وفى حالة ارتكابه جريمة فإن المسار المناسب في تلك الحالة هو المساءلة البرلمانية، لذا سيكون شيئًا مفزعا لترامب فى ظل كل الاتهامات الموجهة إليه أن يخسر حزبه الأكثرية خلال الانتخابات المحدد لها الإقامة فى 6 نوفمبر المقبل لتجديد كامل أعضاء مجلس النواب الـ435 وثلث أعضاء مجلس الشيوخ والحكّام فى 36 ولاية.
ويشار إلى أن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما كان قد وجه انتقادات حادة لترامب وحث الديمقراطيين على التصويت فى انتخابات الكونجرس، لإعادة ما أسماه بالنزاهة والاحترام وسيادة القانون للحكومة، فى المقابل فإن دونالد دعا أنصاره للتصويت للحزب الجمهورى فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس حتى لا يتعرض للمساءلة.