ونقلت هيئة البث الإسرائيلى، عن المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيجور كوناشينكوف، خلال نشره التقرير حول ظروف الحادث، أن إسرائيل أبلغتها بأنها ستنفذ ضربات فى جنوب سوريا بينما شنت غارات فى الشمال.
وأشار المسئول الروسى، إلى أن الجيش الإسرائيلى لم يبلغ نظيره الروسى بالغارة مسبقًا بل تم ذلك بالتزامن مع تنفيذها، مضيفا أن المقاتلات الإسرائيلية استخدمت الطائرة إيل-20 كغطاء ضد منظومات الدفاع الجوى السورية.
واعتبرت روسيا تصرفات الطيارين الإسرائيليين بأنها تدل على "عدم مهنيتهم" وعلى "إهمال إجرامى".
وأضاف كوناشينكوف، خلال المؤتمر الصحفى الذى عرض خلاله تفاصيل التحقيق فى الحادثة، إن ممثّلة قيادة القوات الجوية الإسرائيلية برتبة عقيد أبلغت قيادة مجموعة القوات الروسية فى سوريا عبر قناة الاتصال لمنع التصادم العسكرى بالضربة القادمة على مواقع سورية.
وكان البلاغ يكمن فى أن إسرائيل سوف تُغير على مواقع متواجدة فى شمال سوريا فى الدقائق القريبة القادمة، بمرور دقيقة واحدة، فى الساعة الواحدة والدقيقة الأربعين شنّت 4 مقاتلات إسرائيلية "F-16" غارات جوية على منشآت صناعية بمحافظة اللاذقية بقنابل موجّهة من طراز "جي بي يو-39". وهكذا يتبيّن أن الطرف الإسرائيلي قام بإخبار مجموعة القوات الروسية بتنفيذ عمليته العسكرية ليس بشكل مسبق بل تزامنا مع بدء الغارات.
وأكد أن هذه الأعمال تعتبر انتهاكا مباشرا للاتفاقيات الروسية الإسرائيلية الموقّعة فى عام 2015 للحيلولة دون وقوع حوادث تصادم بين قوات الجانبين فى سوريا.
وذكر المسئول الروسى، أن ممثّلة هيئة الأركان العامة للقوات الجوية الإسرائيلية أخبرت الطرف الروسى خلال المفاوضات عبر قناة الاتصال لمنع التصادم العسكرى فى الأجواء بأن الأهداف، التى كان من المخطّط ضربها خلال طلعة الطيران الإسرائيلى تقع فى شمال سوريا، مضيفا أن قائد طاقم الطائرة الروسية "إيل–20" التى كانت تحلّق فوق شمال سوريا حصل على تعليمات تنصّ على مغادرة منطقة تنفيذ المهمّة والتوجّه جنوبا للعودة إلى القاعدة.
وقال المسئول الروسى، إن "القوات الجوية الإسرائيلية لم تشن غاراتها فى المناطق الشمالية للجمهورية العربية السورية، بل فى ريف اللاذقية التى تُعدّ محافظة سورية غربية، تقع فى منطقة الساحل الغربى السورى".
وأوضح أن التضليل الذى قامت به الضابطة الإسرائيلية بشأن منطقة غارات المقاتلات الإسرائيلية لم يمنح الطائرة الروسية "إيل–20" فرصة الخروج إلى منطقة آمنة، مضيفًا أنه لم يتمْ الإبلاغ بمكان تواجد المقاتلات "F-16" الإسرائيلية.
وأضاف كوناشينكوف بعد عرض مفصل لكافة ملابسات الحادث، أن المعلومات الموضوعية المقدّمة تدل على أن تصرفات طيارى المقاتلات الإسرائيلية، والتى أدت إلى مقتل 15 جنديا روسيا، تدل إما على عدم مهنيتهم، أو على الأقل، على الاستهتار الإجرامى.
وتابع قائلا: "لذلك نعتبر أن الذنب فى كارثة الطائرة الروسية "إيل–20" يقع تحديدا وبشكل كامل على القوات الجوية الإسرائيلية، وعلى هؤلاء الذين اتخذوا قرارا بتنفيذ مثل هذا النشاط".