الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:37 م

دولارات المخدرات والتهريب وضعت قيادة "فلول داعش" فى يد "على الدرز".. جهات أمنية أثبتت استخدام أموال الجمعية الشرعية فى تشييد أنفاق على حدود غزة لصالحه

المال الحرام يقود معركة الإرهاب فى سيناء

المال الحرام يقود معركة الإرهاب فى سيناء
الإثنين، 01 أكتوبر 2018 08:00 ص
كتب – أحمد متولى

هزائم متتالية مُنىَ بها التكفيريون فى شمال سيناء على كافة الأصعدة، عسكريا سحقت الأجهزة الأمنية مجموعاتهم المسلحة فى المواجهات التى شهدتها بعض القرى، ومعلوماتيا انتزعت أدق التفاصيل عن قياداتهم المرتبطة بداعش وخريطة تحركاتهم الحالية والمستقبلية، حتى صار بين يدى جهات التحقيق القضائية الخطط البديلة التى اتخذتها كوادرهم فى محاولة لإعادة إحياء أنشطته أو إثبات أى وجود على الساحة المصرية.

 

ثمرة نجاح الأجهزة الأمنية فى إدارة معركة شاملة ضد المجموعات المسلحة الأخطر فى تاريخ مواجهة الإرهاب، انعكست على الأوضاع الميدانية فى شمال سيناء من جانب، وعلى ترتيبات فلول داعش من جانب آخر، حتى فقد التنظيم السيطرة على عناصره المطاردة أمنيا، وانحصرت الزعامة فيمن يملكون المال الحرام.

 

فى التفاصيل فضحت تحقيقات قضائية محاور تحركات فلول تنظيم داعش منذ مطلع العام الجارى 2018، التى كشفت عن تغيير طرأ على قيادة المجموعات المسلحة بفضل النجاح الأمنى، وتولى أحد كوادر اللجنة المالية التى أسسها التنظيم فى 2016 القيادة العامة لتنفيذ مخطط إعادة إحياء النشاط مستخدما نفوذ المال الحرام الذى يديره مع شبكات التهريب وتجارة المخدرات.

 

نهاية العام الماضى 2017 واجهت الجماعة فى سيناء أزمة كبرى فى توفير مصادر التمويل عصفت بالهيكل التنظيمى، حين فشلت فى دفع الأموال للمرتزقة المشاركين فى أنشطتها الإرهابية، وتحت وطأة الضربات الأمنية الموجعة لاجتثاث جذور التكفير والتطرف، سقطت قيادات العمل المسلح فى قبضة رجال الجيش والشرطة البواسل.

 

بحسب محاضر استدلالات اعتمدت عليها الجهات القضائية لإدارج تنظيم ولاية سيناء ضمن الكيانات الإرهابية، أعدها 5 من ضباط قطاع الأمن الوطنى المختصين فى رصد ومتابعة نشاط المجموعات المسلحة فى سيناء، وهم كل من الرائد "محمد.أ"، والرائد"عبد القادر.ف"، والنقيب "أحمد.س"، والنقيب "عبدالعزيز.س"، والنقيب "أحمد.م"، انتقلت مهمة إعادة إحياء التنظيم إلى التكفيرى المطلوب أمنيا على سلمان الدرز.

 

 

إمبراطورية على سلمان الدرز

 

على سلمان الدرز، يمثل النفس الأخير للتنظيم الإرهابى باعتباره المسؤول عن إدارة شبكة المال الحرام التى أمسكت الأجهزة الأمنية بجميع خيوطها، لتقطع جميع سبل إعادة إحياء المجموعات المسلحة، واستقطاب أى عناصر جديدة باستخدام المالى.

 

"الدرز" اشتهر أثناء توليه اللجنة المالية بالتنظيم عام 2016 بـ"أبو عبد الرحمن"، إلا أنه غير كنيته إلى "خالد الساعدى" فى أعقاب توليه قيادة فلول داعش ومهمة إعادة الإحياء، وسبق ورود اسمه ضمن قيادات أنصار بيت المقدس المتورطين فى قضية التخطيط لاغتيال رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، المنظورة حتى الآن أمام القضاء العسكرى.

 

تولى "الدرز" قبل مبايعة جماعة أنصار بيت المقدس تنظيم "داعش"، زعامة مجموعة الإمداد المسؤولة عن شراء الأسلحة والمواد المتفجرة، وتوفير الدعم اللوجستى لعناصرها، والملابس والأجهزة الإلكترونية المستخدمة فى إدارة الحرب الإعلامية آنذاك.

 

زاد نفوذه بعد إعلان جماعة أنصار بيت المقدس، مبايعة أبى بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش، مطلع شهر نوفمبر عام 2014، ليتولى إمارة بيت المال فى التنظيم بسيناء فقط، باعتبار أن الجماعة الأم حاولت فصل قيادة سيناء عن باقى محافظات الجمهورية تحت وهم إيجاد موضع قدم لهم فى الصعيد والدلتا، وهو ما تبدد سريعا على أيدى حراس الوطن وعيونه الساهرة.  

 

من مهمة شراء السلاح والملابس العسكرية والكاميرات وأجهزة الكمبيوتر والمحمول، انتقل التنظيم إلى مرحلة جديدة تعاظم فيها دور على سلمان الدرز، بفضل علاقاتهم المتشعبة بعصابات التهريب من وإلى قطاع غزة عبر الأنفاق الحدودية، واتصالاه بدوائر قبلية متورطة فى جلب المخدرات من خارج البلاد، إذ تولى مهمتين أساسيتين بعد الضغط الأمنى على مجموعات العمل المسلح فى سيناء.

 

تعرض التنظيم لحصار قوى على يد قواتنا المسلحة، ورجال الشرطة الأبطال، دفع الدرز منتصف عام 2015 لوضع خطة لإدارة أمور التنظيم المالية، اعتمدت بشكل أساسى على شراء الأسلحة من قطاع غزة وتهريبها عبر الأنفاق إلى الشيخ زويد، وإيجاد وسائل دعم وتمويل داخلية لأنشطتهم العدائية.

 

بدأ "الدرز" بناء إمبراطورية المال الحرام التى خدمته بعد ذلك فى إحكام السيطرة على فلول تنظيم داعش بعد انهيار جماعة ولاية سيناء، بمشاركة تجار المخدرات، ومهربى الترامادول إلى قطاع غزة، فى بناء شبكة أنفاق يتكسب منها فى تهريب السلاح والمتفجرات والمعدات لصالح التنظيم قبل انهياره.

 

فى هذا الصدد وثقت اعترافات أحمد السيد منصور، أحد المتورطين فى بناء الأنفاق على حدود غزة المحبوس حاليا على ذمة قضية محاولة اغتيال الرئيس السيسى، الخطوات التى اتبعها "الدرز" فى تطويع عناصر جماعة ولاية سيناء لبناء إمبراطورية المال الحرام الخاصة به، التى استخدمها فى مطلع العام الجارى لشراء ذمم فلول داعش وتولى الإمارة عليهم.

 

"السيد منصور" كشف أنه فى سبتمبر 2015 أمد مجموعة من أعضاء ولاية سيناء بمهمات تشييد أنفاق بناء على تكليفات من "الدرز"، كاشفا أن الأخير يشارك رئيس الجمعية الشرعية بأبو صوير المدعو "محمد سعد"، الذى تولى توفير أموال الزكاة والتبرعات لاستخدامها فى شراء المواد اللازمة لبناء الأنفاق بالمنطقة الحدودية مع قطاع غزة.

 

رواية "منصور" كشفت مراحل بناء إمبراطورية "الدرز" من البداية حيث كلفه بتسلم حمولة ألواح نحاسية من أحد الأشخاص بالقرب من نفق الشهيد أحمد حمدى، وفى غضون شهر نوفمبر 2015 كلفه بشراء سبعين لوح من الصاج، وأرسل له كادر تنظيمى يدعى أبو سلمى مبلغ 11 ألف جنيه نظير ذلك، وفى ديسمبر كلفه أيضا بشراء أجهزة إلكترونية لصالح مجموعة تشييد الأنفاق، وفى  يناير 2016 كلفه بشراء 27 طنا من ألواح الصاج التى تستخدم فى تبطين الأنفاق الحدودية.

 

 

"الدرز" يتزعم فلول ولاية سيناء

 

محاضر الاستدلالات المقدمة من ضباط قطاع الأمن الوطنى فى الفترة من أكتوبر 2017 حتى يناير 2018، كشفت أن "الدرز" تولى مهمة إعادة إحياء أنشطة تنظيم ولاية سيناء باستقطاب عناصر إرهابية جديدة، بينهم عناصر فلسطينية الجنسية اضطلعت فى توسيع نشاط إمبراطوريته المالية التى وقعت فى قبضة الأجهزة الأمنية وحالت دون استخدامها فى تمويل مهمة إعادة إحياء الجماعات الإرهابية.

 

 

 


print